Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
9:6قَالَ هَذَا وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِيناً وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى.7وَقَالَ لَهُ اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ. الَّذي تَفْسِيرُهُ مُرْسَلٌ. فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً.


أجرى يَسُوع عجائبَه في الماضي بقدرة كلمته فقط. ولكنَّه أمام الأعمى تفل على الأرض، وصنع مِن التُّراب طيناً، وطلى بالمزيج عينَي الأعمى. لا نَعلم لماذا فعل يَسُوع هكذا. ولعلَّ سماع الأعمى صوت تفلة يَسُوع، وشعوره بطلاء الطِّين على محجريه، كان مساعداً على إنشاء الإيمان فيه! أو لعلَّ يَسُوع شاء أن يرى المسكين أنَّه بلُعابه قد منحه شيئاً مِن أحشائه ليُساعده! لقد فكَّر يَسُوع بالمسكين، وشعر بشعوره، والتقاه على النَّمط الأفضل كي يقوده إلى الشِّفاء.
أمَّا الأعمى فلم تنفتح عيناه فوراً، بل كان عليه أن يجتاز الطَّريق الطَّويل إلى أسفل الوادي، ليغتسل هناك في بِرْكَةِ سِلْوَامَ، الَّتي معناها "المُرْسَل"، رمزاً إلى أنَّ يَسُوع قد شفى هذا الأعمى ليُرسله مَثَلاً إلى شعبه، كي يُدركوا حالتهم السَّيئة أنَّهم مولودون عمياناً بالذُّنوب والخطايا، ومحتاجون إلى قبول شفاء المَسِيْح وخلاصه. وقد قَبل الأعمى وعد يَسُوع مؤمناً، ووثق بمحبَّته، وأطاع أمره فوراً، ومشى متمهِّلاً متسائلاً في قلبه. ولكنَّه ذهب، وغسل عينيه وشُفي. وفجأةً رأى للمرَّة الأولى بعينيه النَّاس والماءَ والنُّورَ ويدَيه والسَّماء. رأى ذلك كلَّه بدهشةٍ وتعجُّبٍ. ولعلَّ حنجرته قد تمزَّقَت مِن صُراخ الحمد والشُّكْر والتَّهليل لرحمة الله.