Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
10:21وَفِي تِلْكَ اٰلسَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِاٰلرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أيّها اٰلآبُ، رَبُّ اٰلسَّمَاءِ وَاٰلأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هٰذِهِ عَنِ اٰلْحُكَمَاءِ وَاٰلْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أيّها اٰلآبُ، لأَنْ هٰكَذَا صَارَتِ اٰلْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ».22وَاٰلْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كلّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ اٰلاِٰبْنُ إِلاَّ اٰلآبُ، وَلاَ مَنْ هُوَ اٰلآبُ إِلاَّ اٰلاِٰبْنُ، وَمَنْ أَرَادَ اٰلاِٰبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ».23وَاٰلْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ عَلَى اٰنْفِرَادٍ وَقَالَ: «طُوبَى لِلْعُيُونِ اٰلَّتِي تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَهُ،24لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ وَمُلُوكاً أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَلَمْ يَنْظُرُوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا».


فلمّا رأى المسيح إنتصار الله على مملكة الشيطان تهلّل في الرّوح القدس، لأنّ هذا كان غاية مجيء ابن العلي إلى العالم، أنّ يهلك أعمال الشيطان، ويحرّر البشر الضّالين مِن أربطتهم الشديدة، وينقلهم إلى عائلة الله. فعظّم المسيح اسم أبيه مِن صميم قلبه وحمده، كربّ السماء والأرض، الّذي خلق الكلّ في نعمته. وأعلن سلطانه في المخلوقات صغيرها وكبيرها. وأعلن الله سلطانه كذلك في مساعدي المسيح أيضاً لأنّهم آمنوا به، فحصلوا على قوّته وقدرته السرمديّة. ولكنّ الكتبة والمتدينين ورؤساء الكهنة والفلاسفة والملوك والولاة، لم يدركوا الله ولا ابنه. وهذه هي الأعجوبة، أنّ عقل الإنسان واختباراته، لم تدرك المسيح تلقائيّاً، بل بواسطة الإيمان وحده. فمَن يستودع نفسه بين يدي المخلّص، يعرف مجده في تواضعه ولطفه. أما الّذي لا يخلع كبرياءه وعلومه. وحتّى عقله المستضعف، فانّه لا يعرف الله، الّذي أرسل ابنه إلى العالم، بعدما أخلى نفسه المجيدة. ليريح العالم بالمحبّة، لا بالفلسفة أو السيف أو بالمسرّات الجسدية.
ولأجل هذا الإيثار وانكار النفس، دفع الله كلّ السلطان في السماء وعلى الأرض إلى ابنه. وبما أنّ الإبن بذل نفسه فدية لكثيرين، فقد وهبه أبوه كلّ النّاس والأرض والكون معاً. فالمسيح إشترانا لله بدمه. فأصبحنا خاصّته. فسواء الرأسماليون أو الاشتراكيون، فانّهم يغرون أنفسهم غروراً كثيراً، بظنّهم أنّ الفرد أو الأمّة تملك الكون لأنّ المسيح هو صاحب الكلّ، وقد دفعه أبوه إليه. إنّ كلّ الّذين لا يعرفون الله، يضلّون في حياتهم.
ولكن مَن يعرف الله؟ ليس إلاّ الابن والرّوح القدس، لأنّهم واحد. والمسيح قد أتى إلى عالمنا، ليخبرنا مَن هو الله. لانّ الاسم القديم "الله" هو حجاب سميك أمام حقيقة العلي المستتر. فهل تعرف مَن هو الله بالذات؟ لقد علّمنا المسيح لننطق بالكلمة: أبانا الّذي في السماوات. فتمسّك أيّها القلب بهذه الكلمة، وأقرّ أيّها العقل عازماً بهذه الحقيقة، لأنّ القادر على كلّ شيء هو أبوك ووالدك الرّوحي، وهو المحبّة كالبحر المتّسع الأعماق.
مِن أين لنا أنّ نعرف هذا الإعلان؟ فلسنا نعرفه إلاّ في شخصيّة المسيح. انظر إلى يسوع، تر الله. ولا يوجد أحد يقدر، أنّ يدرك المسيح، إلاّ بالرّوح القدس. ولا إنسان يسمّي الله أباه، إلاّ بإرادة المسيح. فليست أعمالك الصالحة أو تبرّعاتك أو حججك تقرّبك إلى الله، بل مقاصد المسيح وحده. فإنّ إيماننا لهو هبة مِن مانح النّعم، وليس حقّاً مستحقّاً.
وبعدما عظّم المسيح أباه، طوّب تلاميذه، لأنّهم رأوا الله في الجسد، في تواضعه. واختبروا انتصاره، بواسطة خدماته. قد ابتدأ ملكوت الله بينهم. وكان هذا هو اشتياق آباء الإيمان والانبياء الحقيقيين الأمناء. ولهذه الغاية تألّموا واستبكوا وتعذّبوا. أمّا الآن فإنّ المسيح الملك الإلهي قد حضر بين البشر، وكلماته صارت مسموعة لكلّ ذي قلب مشتاق. لأنّ الله تكلّم بابنه إلى النّاس، كآب لأولاده، وكأخ لإخوته. فهل ترى الله، وتسمع المسيح؟

الصَّلَاة
الصّلاة: أيّها الله الثالوث في الوحدة، نسجد لك، لأنّنا لا نخاف من جلالك المستتر. بل نقترب منك، كأولاد، وأنت أبونا. وقد أعلن لنا ابنك جوهرك، وآمنّا بكلاّمه وحصلنا على القوّة والحقّ، لنصبح أولادك. احفظنا في ذكرك ونجنّا مِن الشرّير.
السُّؤَال
لماذا تهلّل المسيح عند رجوع انصاره السبعين إليه؟