Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
15 - نداءات المسيح للتوبة
)13: 1 - 9(
13:1وَكَان حَاضِراً فِي ذٰلِكَ اٰلْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ اٰلْجَلِيلِيِّينَ اٰلَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ.2فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمْ: «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هٰؤُلاَءِ اٰلْجَلِيلِيِّينَ كَانوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ اٰلْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هٰذَا؟3كلاّ أَقُولُ لَكُمْ. بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذٰلِكَ تَهْلِكُونَ.4أَوْ أُولٰئِكَ اٰلثَّمَانيَةَ عَشَرَ اٰلَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ اٰلْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هٰؤُلاَءِ كَانوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ اٰلنَّاسِ اٰلسَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟5كلاّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذٰلِكَ تَهْلِكُونَ».


هل تقرأ الجرائد وتذعر مِن اصطدامات وتحطّم السيارات والكوارث والحروب والفضائح؟ فاعلم أنّ كلّ أوان تحدث فيه حوادث. وللعجب لم يحدث يسوع عن ذنب مسبّبِي الضيقات عالماً أنّ كلّ فاعل شرّ تصيبه عقوبة الله العادلة، وحتّى الملوك والولاة والزعماء كبيلاطس البنطي الّذي استهزأ بالشعب وداس شعورهم المقدّس، وأهان الله، ضاحكاً على ذبيحة الكفّارة. فعلم يسوع أنّ الظلم لا يبقى بلا جزاء.
وقد أرشد المسيح مستمعيه إلى التفكير: لماذا حصلت الكارثة لعدد قليل وأشخاص معينين فقط؟ فلا بدّ أنّهم مستحقّون الموت، لأنّ كلّ إنسان محكوم عليه بالمرض والضيق والوفاة لأجل خطاياه الشنيعة. فليس لنا حقّ بالبقاء ولا بالفرح، بل نحن متدرّجون نحو دينونة الله المهلكة مرغمين. ولا تخادعن نفسك عن حالتك السيّئة، لأنّه ليس إنسان بارّاً أو صالحاً، الكلّ يعيشون بدون الله، فاسدين بأفكارهم وتصرّفاتهم. أنت وأنا، مستحقّون الموت في هذه اللحظة. هذه هي الحقيقة الواضحة، وليس غيرها حقيقة.
وأبرز يسوع أنّ الّذين قتلوا بالحادث، لم يكونوا مجرمين أكثر مِن غيرهم، رغم إثباته أنّ قصاصهم أتى مِن الله مباشرة. فلا يحدث شيء على كرتنا الأرضيّة بدون إرادته الإلهيّة. وتاريخ البشر هو غالباً تاريخ غضب الله.
وقد أكّد المسيح لنا أنّه ليس مِن فرق بين خطاة كبار وخطاة أقل خطأ، بين الأتقياء والأشرار، بين الأبرار والكفّار. أمام الله كلّ إنسان رجس في طبيعته، لأنّ قلبه مفعم بالأفكار الشرّيرة. والنجاسة الكامنة في ذهنك، محسوبة أمام القدّوس كالزنى الفاسق. فلا تظنّن أنّك أحسن مِن أيّ مجرم، لأنّك إنْ تبغض إنساناً ما أو ترفضه تحسب في عين الربّ كقاتل.
واعلم أنّ كلّ خطيئة مِن خطاياك هي تعدّ على قداسة الله بالذّات حيث قال: كونوا قدّيسين لأنّي أنا قدّوس. فيعتبر الربّ كلّ أخطائك فكراً وقولاً وعملاً معصية وثورة ضد إرادته الأزليّة. وإنّك شخصيّاً مذنب أمام الله بكلّ طبيعتك الإنسانيّة.
وأرشد يسوع مستمعيه إلى تفكير آخر: لم يمنحهم الله الوقت ولا يبيدهم حالاً، كما أباد الّذين سقط عليهم البرج فماتوا؟ وهكذا مع تحذيره لهم مِن غضب الله، أراهم منفذاً من الهلاك المقبل. فما هو المهرب من الغضب والدينونة والهلاك يا ترى؟ ليس إلاّ بالرجوع إلى الله، ونبذ الكبرياء، والاعتراف بقلب مسحوق: اللهم ارحمني أنا الخاطئ. فهل لا تزال مستكبراً ومتأكّداً بذاتك، أو تطلب الله بندامة وخجل؟ أتنتقد أحد مجاوريك، وتدين أعداءك بسخط. أو تعرف دخائل نفسك أنّك أنت أكبر الخطاة؟
فالمسيح لا يحذّرك وحدك مِن الاستكبار، بل كلّ النّاس وكلّ الشعوب يدعوهم إلى الرجوع، لأنّنا إنْ لم نتب سريعاً، وتتغير أوضاع مجتمعنا، ستقودنا جهنّم إلى حرب عالميّة جديدة، وتوقفنا أمام عرش الديّان القاضي الأزلي. فهل غفرت آثام خصومك، وأرجعت كلّ قرش اختلسته مِن غيرك؟ رتّب حياتك ما دمت حياً! لأنّ الموت يبتسم على باب غرفتك.

الصَّلَاة
أيّها الربّ القدّوس، أشكرك لأنّك لم تبدنِي بعد. ارحمني أنا الخاطئ. وأنت تعلم ماضيّ فطهّرنِي مِن كلّ إثم، وقدّسني بصبرك، لأرشد كلّ أصدقائي إلى التّوبة لكيلا يبتلعنا غضبك.
السُّؤَال
لِمَ يحذّرنا المسيح بشدّة مِن الحوادث المرتقبة؟