Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
14:7وَقَالَ لِلْمَدْعُّوِينَ مَثَلاً، وَهُوَ يُلاَحِظُ كَيْفَ اٰخْتَارُوا اٰلْمُتَّكَآتِ اٰلأُولَى:8«مَتَى دُعِيتَ مِنْ أَحَدٍ إِلَى عُرْسٍ فَلاَ تَتَّكِئْ فِي اٰلْمُتَّكَإِ اٰلأَوَلِ، لَعَلَّ أَكْرَمَ مِنْكَ يَكُونُ قَدْ دُعِيَ مِنْهُ.9فَيَأْتِيَ اٰلَّذِي دَعَاكَ وَإِيَّاهُ وَيَقُولَ لَكَ: أَعْطِ مَكَاناً لِهٰذَا. فَحِينَئِذٍ تَبْتَدِئُ بِخَجَلٍ تَأْخُذُ اٰلْمَوْضِعَ اٰلأََخِيرَ.10بَلْ مَتَى دُعِيتَ فَاٰذْهَبْ وَاتَّكِئْ فِي اٰلْمَوْضِعِ اٰلأَخِيرِ، حتّى إِذَا جَاءَ اٰلَّذِي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يَا صَدِيقُ، اٰرْتَفِعْ إِلَى فَوْقُ. حِينَئِذٍ يَكُونُ لَكَ مَجْدٌ أَمَامَ اٰلْمُتَّكِئِينَ مَعَكَ.11لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ».


اتكأ يسوع في جوّ الوليمة وراقب النّاس وتصرّفاتهم، ولاحظ سريعاً، كيف يزدحمون حول رئيسهم، ليراهم، ويسلّم عليهم، ويقبلهم، لأنّهم فكّروا أنّ ينالوا بعدئذ مساعدته. فليس أقبح مِن المداهنة حينما تعشعش في القلب البغضة والحسد والاحتقار. ابتعد عن كلّ أنواع الرياء، وفضّل أنّ تكون صغيراً بين النّاس، لكيلا تستكبر. وإذ ذاك يعتبرك الله كبيراً حقّاً.
والمسيح قد نزل مِن قرب الله، وأصبح إنساناً بسيطاً مثلك. وكعبد حمل خطايانا مرفوضاً مصلوباً. فرفعه الله ومجده، كما لم يمجد إنساناً مثله قبله أو بعده. فمن يتبع المسيح يتغيّر إلى تواضعه، لأنّ ابن الله قد قال: إني أنا متواضع القلب. فلم يكمن في قلبه إلاّ التواضع. فكيف أنت في ضميرك؟ هل تريد الشرف والظهور والشهرة والاحترام مِن العموم، أو تريد البقاء مجهولاً خادماً للمساكين الغوغاء؟ إنّ المسيح لم يذهب إلى الملوك والولاة والرؤساء، بل طلب المرضى المشتاقين إلى الطّهارة والحقّ. فهل أنت مستعدّ أنّ تتبع المسيح عمليّاً؟
اعرف ذاتك، فإنّ كلّ إنسان طبيعي يريد ارتفاع نفسه منتفخاً كالطاووس. هذا الرّوح موضوع حتّى في الطفل الصغير، كما قالت ابنة وعمرها خمس سنوات: أريد أنّ أصبح تمثالاً مرتفعاً في الساحة، لكي ينظرني كلّ النّاس.
أدرك نفسك وانكر طبيعتك الشرّيرة، واطلب إلى المسيح أنّ ينزلك مِن كبريائك، ويريك أنّك لا شيء، ولا تعرف شيئاً، ولا تملك شيئاً، ولا تقدر على شيء. فعندئذ يطهّرك بدمه الثمين، ويملؤك بروحه القدّوس. فتنطلق إلى أعلى درجات الإنسانية، وتصبح ابناً أو ابنة لله، لأنّك قد وضعت نفسك، وتبت حقّاً، وآمنت أنك لا شيء. فحل روح الله فيك، ورفعك إليه.
ولكن المسكين الّذي يفكر أنّه شيء، ويركض مستكبراً في المجتمعات، ظاناً أنّه إله صغير، قاصداً الزعامة في محيطه، فهذا يسقط إلى خيبة خطاياه الوسخة، ويصبح عبداً لشهواته، ويفقد ضميره المرتاح. ويهمل في تخيّلاته نعمة الله، لأنّه قد فتح نفسه لروح الشيطان، الّذي هو الأول مِن المستكبرين. وهو عكس المسيح الّذي أخلى نفسه، وتواضع تواضعاً حقّاً.
أيّها الأخ، أأنت مستكبر أو متواضع القلب؟ إنّ جوابك الصريح يريك الطريق الّذي تسلكه إلى جهنّم أو السماء.لا تكمل طريقك بلا مبالاة، بل تراجع عن كلّ حركة تنم عن الكبرياء. واطلب إلى يسوع انسكاب روحه إلى نفسك. فلا تعيش لذاتك فيما بعد، بل تخبئ اسمك في اسم الربّ، وتخدم الفقراء، وتضحي بمالك، وتبني ملكوت الله بإطاعة المسيح. صل إلى المسيح بإلحاح، أنْ يبيد كلّ ميل في قلبك إلى الاستكبار، أنْ يدين حساسيتك الأنانية، ويحرّرك مِن روح الشيطان الأصلي.