Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
21:12«وَقَبْلَ هٰذَا كُلِّهِ يُلْقُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، وَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَامِعٍ وَسُجُونٍ، وَتُسَاقُونَ أَمَامَ مُلُوكٍ وَوُلاةٍ لأَجْلِ اٰسْمِي.13فَيَؤُولُ ذٰلِكَ لَكُمْ شَهَادَةً.14فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لا تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا،15لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَاندِيكُمْ أنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا.16وَسَوْفَ تُسَلَّمُونَ مِنَ اٰلْوَالِدِينَ وَاٰلإِخْوَةِ وَاٰلأَقْرِبَاءِ وَاٰلأَصْدِقَاءِ، وَيَقْتُلُونَ مِنْكُمْ.17وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ اٰلْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اٰسْمِي.18وَلٰكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ.19بِصَبْرِكُمُ اٰقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ».


عرف يسوع دوافع الحروب، وأسباب الثروات، ومصدر كلّ الضيقات. أنّها ناضجة مِن القوى الشّرسة، قاصدة منع إتيان ملكوت الله وإبادة سلام المؤمنين. إنّ كلّ شر في عالمنا، هو تعدّ على الله المحب الرحيم. فالشرّير يبغض الصالح وابنه القدّوس وكلّ أتباعه. فلا تتعجب إنْ هاجمتك جهنّم، إنْ كنت خادماً للمسيح بإخلاص.
ويريك يسوع أشكالاً ستّة مِن أمواج الهجومات الشرّيرة عليك، لكي تستعّد ولا تتعجّب مطلقاً، إنْ لاقت محبّتك بغضة وصادفت شهادتك لعنة:
1 - إنْ أتت دلالتك على المسيح بثمار الرّوح القدس وثبتّ في النّعمة رغم تجارب الشيطان، يحاول مؤيدو إبليس أنْ يسجنوك، لكيلا تستطيع نشر الملكوت فيما بعد. فربّما تسأل: كيف يسمح الله بسقوط عبيده في المعتقلات؟ أليس سجنهم رمزاً إلى أنّ الله ضدهم؟ كلاّ ثم كلاّ لأنّ بولس الرسول أوقف كثيراً في السجون، وكتب في هدوء الحبس بعض رسائله المغيّرة للعالم. والمسيح نفسه وهو ابن الله الحيّ قد ألقى الوثنيون الأيدي عليه وسجنوه وعذّبوه.
2 - وإنْ هربت واختبأت وصمتّ عن شهادتك، فإنّ أعداء المسيح يضطهدونك ويطردونك. لا تغترّ بالرّوح الشرّير، أنّه يشمّك حيث تذهب. ولا تقدر على الهروب منه، إلاّ أنّ شملك الربّ بعنايته. وكثيراً ما يرسلك هو إليهم لتصبح بحياتك وآلامك شهادة المحبّة على معارضيه .
3 - ولربّما أكرمك المسيح لتشهد له أمام محاكم بلدتك حيث تسود شرائع مضادة لروح المسيح. فإذ ذاك يحكمون عليك في الدوائر الدينية أولاً. ثم يسلمونك إلى المسؤولين مِن ذوي السلطة الحكومية، متّهمين إياك بإضعاف الجبهة الداخلية لأمّتك. فيلقونك إلى غياهب السجون.
4 - وتزداد آلامك باكتشافك أنّ السلطة لم تعرفك مِن قبل ولم تكن تريد بك ضيراً، إلاّ بعد أنْ أوعز لها إخوة غير أبرار مِن وسط جماعتكم بسبب الحسد والحقد وردّ الإهانات المتخيّلة، حتّى أنّ أعضاء عائلتك الخاصّة لا يتورعون أيضاً مِن تسليمك إلى السلطة والاضطهاد، ليغسلوا عار صيتهم بزعمهم، ولازدهار أرباحهم في المجتمع. فيذيعون عنك أخباراً كاذبة، ليتبرّروا بإدانتك. فلا تتعجبّن البتة، لأنّ هذا تماماً بالذات هو ما اختبره يسوع ورسله.
5 - وإنْ متّ لاسم المسيح، فاعلم أنّه مات قبلاً لأجلك. وخلّصك وقدّسك، وسجّل اسمك في سفر الحياة. فليست آلامك وموتك شهيداً تنتج لك درجة أعلى في السماء. إنّما غفران الخطايا هو برّك. ومحبّة الله تقدسك، وتؤهّلك للخدمة.
6 - وسيأتي وقت يصير فيه غير المسيحيين يبغضون كلّ المسيحيين الحاملين اسم ربّهم، ويلعنونهم. وكثير مِن العباقرة سيستخدمون عقولهم لإبادة اسم الأسماء "الربّ يسوع" ولكن مَن اطمأنّ في المسيح فإنّه يضحك على هذه المحاولات الباطلة مِن قبل عبيد الشيطان، لأنّ المسيح هو المنتصر. فيدعونا لنتبعه على طريق حمل الله بكلّ تواضع ووداعة ومحبّة لنشترك في انتصاره ونحقّقه اليوم.
وإنْ ثبتّ في الربّ وسط الأحقاد الستّة، تختبر نعماً وامتيازات ومواهب سبعاً مقابلها وهي:
1 - تعرف اسم الله الحق الآب والابن والرّوح القدس، الّذي رحمك، وغفر لك كلّ خطاياك، وأحياك مِن الموت، وحرّرك مِن الشيطان، لتصبح ابناً لله إلى الأبد.
2 - تشهد بهذا الاسم بقوّة الربّ وتعبّر عن الحقيقة الفريدة وتخلّص بشهاداتك كثيرين.
3 - وفي حضور الله تطمئن، وهو يثبّت قلبك بالنّعمة.
4 - ولا تقلق مفكّراً بماذا تقول أمام المجمع والقضاة، بل تصلّي وتؤمن وتشكر، لأن الرّوح القدس يحلّ فيك، ويقودك إلى الحقّ في المحبّة، وإلى القوّة في الضعف، كما اختبر الرسل ذلك ألف مرّة. والمسيح نفسه، يملأ فمك بحكمة الله، الفائقة كلّ العقل، والفائزة على كلّ اعتراض. فلن تكون أسيراً للناس، بل عبداً لمحبّة الله، المتكلّم بك حتّى في السلاسل.
5 - يشعر كلّ أعدائك بقوّة الله فيك، كما تعجّب المجمع الأعلى آنذاك مِن الجرأة والحكمة في بطرس ويوحنّا، رغم إدراكه أنّهما بسيطان غير متعلّمين. ولكنّهما لم يعيشا لاسمهما الخاص، بل مجّدا يسوع وحده.
6 - ولا تسقط شعرة مِن جلدة رأسك بدون إرادة أبيك السماوي، وحيث تقف لأجله في العذاب. فإنّه يتألّم معك. وعيناه متّجهتان إليك، وافكاره منصبّة عليك بلا انتهاء.
7 - وهو يقوّي قلبك بصبره، لأنّ كلّ التأنّي وطول البال هو مِن ثمار الروح القدس. فانظر إلى يسوع، رئيس إيمانك ومكمّله. فتحفظ نفسك، الّتي طهّرها يسوع، واقتناها لله بدمه الكريم. التصق بالمخلّص لأنّه مصدر للإيمان والمحبّة والرجاء، فتكون حرّاً في السلاسل وتعيش وسط الموت.

الصَّلَاة
أيّها الربّ، قد ذهبت في طريق الصليب كحمل الله الوديع. ورسلك تبعوك بدون سيوف وحجج بشريّة. ولكنّ شهادتهم غيّرت العالم كلّه، لأنّهم أعلنوا لنا اسمك القدّوس. املأ أفواهنا باسمك وباسم الآب في قوّة الرّوح القدس، ليتقدّس اسمك في محيطنا.
السُّؤَال
كيف يتعذّب حاملو اسم المسيح ويتعزّون بنفس الوقت؟