Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
4:5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ ممّالِكِ اٰلْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ اٰلّزَمَان.6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هٰذَا اٰلسُّلْطَان كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ، لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ.7فَإنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ اٰلْجَمِيعُ».8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اٰذْهَبْ يَا شَيْطَان! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ اٰلْهَيْكلّ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ اٰبْنَ اٰللّٰهِ فَاٰطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ،10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ،11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ اٰلرَّبَّ إِلٰهَكَ».13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.


لم يكفّ الشيطان عند أوّل تجربة بل أكثر مِن مغريات عروضه لقطع الابن عن شركة أبيه، وليبطل خلاص العالم. فقاد الشرّير القدّوس إلى جبل عال، واستعرض أمامه كلّ البلدان والبيوت والكنوز والحيوانات والجيوش والتكنيك والقدرة وقوّة الأرض، حتّى أنّ يسوع سمّاه بعدئذ رئيس هذا العالم، الّذي دفع إليه الجميع.
وادعّى أبو الكذابين، أنّ له حقّ التصرّف في العالم كلّه. وأنّه مستعدّ، ليعطي يسوع ما يشاء، إن خرّ أمامه سجداً. لقد أتى يسوع ليرجع العالم الفاسد إلى الله وليصالح العصاة مع أبيه. فالآن تلألأت هذه الإمكانيّة قريبة، لكسب العالم بلا آلام ولا موت، بشرط بسيط أن يخضع أحد أقانيم الثالوث الأقدس لروح الشرّير عبداً.
فلم يتأخّر يسوع لحظة، ورفض كلّ غنى وشهرة وسلطة، واختار الكلمة المكتوبة والتصق بأبيه، الّذي كان معه في شركة المحبّة بلا انقطاع. وأمر بسلطان إلهي العدّو أن يسلم نفسه لله ويسجد للخالق، وينتهي مِن عداوته ويتوب حقّاً. في هذه اللحظة توقّفت السماء عن التنفّس، وارتجفت طبقات جهنّم كلّها، لأنّ ابن الله أمر الشيطان بإطاعة الإيمان.
ولكنّ الشيطان تظاهر بالصمم، وقسّى قلبه ضدّ أمر الله العلي، مبدياً استعداده لمرافقة المسيح إلى الهيكلّ ليسجد لله. وأوقف ابن العلي على جناح الهيكلّ، مشرفاً على ضجيج الأتقياء في الحرم الشريف. وعند ذاك وسوس اللعين المكّار في أذن المسيح، قائلاً: إن كنت ابن الله فاعلن الآن مجدك الكامل، وألقِ نفسك مِن ها هنا فتتراكض ملائكة الله، وتحيطك بأحضانها وأذرعها، وتظهر قدرة الله، حسب إيمانك، وتتعجّب الجماهير، وتصرخ معترفة هوذا المسيح بالحقيقة. ويسجدون لك مختارين، وراجين قيامة الأموات. ولا يحدث لك شيء لأنّ إيمانك يخلّصك.
ولكنّ المسيح قد اختار طريق الصليب، عارفاً أنّ مجيئه المجيد الثاني، لا يتمّ بدون الصليب، لأنّ الله لا يشاء أنْ يدين الهالكين بمجده، بل يخلّص التائبين. ويسوع لم يرد أنْ يسحر البسطاء بأعاجيب خارقة، بل أنْ يقودهم إلى انقلاب أفكارهم وتجديد أذهانهم. ورفض المسيح تجربة الشيطان، لئلاّ يفقد شركته مع أبيه السماوي. ويقيم ملكوته قبل نضج الفكر في المؤمنين. وهذا التفكير المضادّ لمشيئة القدّوس، سمّاه المسيح تجربة لله. فثبت المسيح مطيعاً، واختار طريق الصليب، ورفض صنع الخبز، ولباس السلطة وإظهار المجد.
فماذا تعمل أنت في تجربة الشيطان؟ هل تتجاوب مع شهوات جسدك. عبداً لأفكارك؟ هل تسقط إلى غرور الغنى، وتعبد المال بشعورك الباطني؟ هل تريد تحقيق طرق الله بقوّتك الذاتيّة، بدون إرشاده؟ فعندئذ تصبح مِن تابعي الشيطان. وتفقد شركتك مع الله. أيّها الأخ، اختر يومياً قراءة كلمة الله. واقنع بما عندك، واطلب مِن ربّك فهم كلمته بحكمة إلهيّة وتحقيقها في سيرتك الاجتماعيّة، لأنّ الشيطان يعرف الكتاب المقدّس أيضاً، ويلهمك كلمات الله بطريقة ملتوية. فكافح لفهم كلمة ربّك، حسب الحقيقة. واثبت في بنوتك، لكيلا يفصلك شيء عن الله أبيك، الّذي ملأك بروحه اللطيف لتكمل طريق الإيمان.

الصَّلَاة
أيّها الربّ القدير، أنا ضعيف لأعارض حيل الشيطان. فلا تدخلني في تجربة، بل ثبتّني في رحاب المسيح. ونجّني مِن الشيطان، لكيلا يجد العدّو الشرّير سلطة فيّ، بل أمكث في الشركة، معك ومع أبينا السماوي إلى الأبد.
السُّؤَال
لِمَ رفض يسوع قبول غنى العالم وإظهار نفسه في مجد أبيه وسط الهيكل؟