Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
ولادة يسوع وتسميته
(1: 18-25)
1:18أَمَّا وِلادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. (أنظر لوقا1:26-38)


حفظت مريم العذراء الطاهرة منذ صغرها كلمة الله غيباً، لأن تسبيحاتها تدل على معرفة غنية بالتوراة والأنبياء. ألهمها الروح القدس شهادة عظيمة عن مجد الله وأعماله الحكيمة. وربما أن مريم كأغلبية البنات رأت في الزواج أمنية حياتها، فرضيت بالنجَّار خطيباً. واعتُبِرَت الخطوبة في شعب العهد القديم ارتباطاً شرعياً، حتى سُمِّي يوسف «رجلها» (19) وهي «امرأته» (20).
وُلد المسيح من عذراء، من عذراء مخطوبة:
1. لكي يقدس الزواج ويجعله "مكرماً عند كل واحد" (عب13: 4 ) خلافاً لأولئك الذين كانوا يعلمون تعاليم غريبة "مانعين الزواج" ( 1تي4: 3)
2. لكي يحفظ شرف العذراء المطوبة من أن يمس، لأنها لو حبلت وهي عذراء دون أن يكون لها خطيب لتعرّضت للمثالب والمطاعن. لهذا فضّل بأن يصان حبلها بخطبتها إليه ليبعد عنها نظرة الريبة والشكوك.
3. لكي يكون للعذراء المطوبة مرشد في صباها، ورفيق في وحدتها وأسفارها، وشريك في اهتمامها ومعين في نظيرها.
فجأة جاءها وحي من الملاك جبرائيل أن الله نفسه اختارها، ليلد بروحه القدوس منها ولداً. وقد أثار هذا الخبر نفس العذراء الطاهرة إلى عمق أعماقها، لكنها آمنت بكلمة الله بتواضع وخضوع. لم يكن الحَبَل عن طريق بشر، لأن الروح القدس قُدُّوس في ذاته، وكل من يدَّعي أن الله اتخذ من مريم خليلة وأنجب منها طفلا فقد جدَّف تجديفاً لن يغفر له. ومما لا ريب فيه، أن علم الأحياء الحديث لا يعارض فكرة ولادة طفل من العذراء بلا أب دنيوي؛ وهذا يعرف "الإستنساخ البشري". لكن كل من وُلد ثانية من الروح القدس يدرك هذا السر ويقبل حقيقة مجيء يسوع من مريم المباركة.
عظَّمت مريم الله على خطته المجيدة. لكن في نفس الوقت تهاب الموقف: ما عسى أن تقول لخطيبها؟ هو لن يصدقها. وكل شرح سيكون كحكاية غريبة في أذنيه. فصمتت مريم واثقة بالله أنه شاهِدُها. تألمت مُصَلِّية للضيق النفسي في خطيبها. وقد عَلِمَت أن شريعة موسى تطلب رجم كل زانية، لكنها آمنت بالله مخلّصها لأنها وثقت به، وجعلت بإيمانها المستحيل ممكناً: أن يتجسَّد ابن الله فيها. فلأجل إيمانها العظيم هذا تُمَجّدها كل الأجيال على الأرض. ونحن نتعلم منها الثقة الكاملة التي أهَّلَتها لتكون آخر حلقة في سلسلة أبطال الإيمان في نسب يسوع.

الصَّلَاة
نسجد لك أيها الله الأزلي، لأنك حلَلتَ بروحك القدوس في مريم العذراء، فولدت ابنك يسوع فيها. لا ندرك هذه الأعجوبة بمنطق عقولنا، إنما نسجد لك بحمد وشكر، لأنك تلدنا روحياً، لنفهم من أنت ومن ابنك وروحك القدوس، وما هو عمله العظيم.
السُّؤَال
ماذا يعني حَبَل مريم بيسوع من الروح القُدُس؟