Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
1:24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. (25) وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ. (أنظر لوقا2:1-20)


آمن يوسف بكلمات الملاك، لم يتأخر أن يأخذ عروسه المحبوبة إليه، متجنباً عمداً شكوك عقله، ومتكلاً على الوحي الإلهي فقط. بهذه الخطوة الإيمانية، أصبح مستحقاً ليدخل في سلسلة أبطال الإيمان المثاليين.
اتبع يوسف اوامر الملاك وإن كان ذلك مناقضاً لعواطفه السابقة وقصده السابق. أخذ امرأته حالاً بلا إبطاء، بلا مناقشة وبسرور. لم يعاند الرؤيا السماوية. ليس لنا أن نتوقع إرشادات كهذه خارقة العادة، على أنه لا يزال الله له طرقه لإظهار إرادته في حالات الشك بأعمال عنايته، بوحي الضمير، بمشورة الأصدقاء الأمناء. بإحدى هذه الوسائل نستطيع – بعد تطبيق القواعد العامة في كلمته المكتوبة – أن نطلب الإرشاد من الله في كل خطوات حياتنا خصوصا في الأمور الخطيرة كهذا الأمر الخطير الذي تعرض له يوسف. ومتى فعلنا كما يأمرنا به الله وجدنا كل راحة وكل اطمئنان.
بعد إعلان الملاك، أخذ ينظر إلى عروسه بعين الاعتبار، لأنه أدرك أنها مختارة من الله. لم تتكلم مريم عن الوحي الموهوب لها وحالتها الغريبة، إنما صلَّت وآمنت ووثقت بالله المسؤول عنها، وقد استمع الرب لأنّات ثقتها، ومنح استجابة مجيدة لكفاح قلبها، فقبلها يوسف بكل احترام ولم يلمسها حتى ولدت ابن الله الممتلئ نعمة.
كتب متى بإيجاز كيف وُلد يسوع. فأعظم حادث في تاريخ البشر، لم يلحظه الجمهور، كأنه أمر غير ذي بال، وبلا ضجة أو دعاية. لقد وُلد في اسطبل، واستترت كل قوى وصفات الله في هذا المرتقب منذ الأجيال. تهلل جمهور الملائكة، لأن الخالق والخلق اتحدا، وكل الأبالسة صرَّت على أسنانها، لأن المنتصر قد أتى، وهو يسلب الغنيمة من بين مخالبها ويُدينها.
رأى يوسف في ولادة الابن البكر إتمام وعد الملاك. فأطلق على المولود اسم يسوع، وذلك بخلاف تقاليد عائلته. إنه كان مطيعاً لأمر الله.
بولادة يسوع ابتدأ عصر جديد. لم يرزح العالم منذ ذلك التاريخ تحت كابوس الشريعة والدينونة الحتمية وغضب الله. كلا فإن عصر النعمة قد ابتدأ، وقد أتى الله إلى البشر، ليخلّصهم ويقدسهم، بدون عمل الإنسان وطاقته واستحقاقه، ففاضت النعمة علينا. هل أدركت أنه منذ مجيء يسوع، أُلغيت كل الفرائض التي تنادي بها أديان العالم، مع شروطها وطقوسها وأحكامها وشرائعها، لأن الله أتى بعونه مجاناً إلى البشر.

الصَّلَاة
نعظمك، ونحمدك أيها الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، لأجل الفداء العظيم الذي أوجدته. ونسجد لك ولابنك في روح محبتك. ونتهلل لأنك أتيت إلينا نحن البشر النجس. افتح أعين كل الناس في محيطنا، ليدركوا نعمتك، ولطفك وحنانك وحضورك في الإنسان يسوع المسيح ربنا.
السُّؤَال
كيف أصبح يوسف أب المسيح بالتبني أحد أبطال الإيمان؟