Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
1:9. . . وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. (10) وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا.(11) وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.


حكمت الدولة الأشورية الشرق الأوسط بسلطان كبير، وامتدت حدودها من دجلة إلى النيل. كانت المملكة اليهودية الصغيرة حول أورشليم شوكة في عين المستعمر. فابتدأ الأشوريون بمحاصرة مدينة السلام سنة 701 ق م، وانتهى الحصار بعون الرب فجأة، عندما فتك الطاعون بجيش سنحاريب، ومات حوالي 185 ألف جندي دفعة واحدة.
عاش في أورشليم آنذاك ملك تقي هو حزقيا. خدم بجانبه النبي إشعياء النبيل، الذي دعا ملكه وشعبه إلى التوبة، وإلى إيمان غير متزعزع بأمانة العلي. وقد ظهر له رب الجنود قدوساً. وأرسله نبياً بشهادة حازمة وقوية، فتزعزع الشعب اليهودي. غير أنه لم يتغير ولم يتجدد إلى التقوى، بل استمر في حياة الرفاهية وفي الكبرياء.
بعد مئة سنة من هذه الأعجوبة الإلهية، جاء الملك التقي يوشيا، وقام بإصلاح جذري للأوضاع الدينية والاجتماعية، وجمع الشعب وتلا عليهم التوراة والأنبياء التي اكتشفت في إحدى غرف الهيكل، ورمم بيت الله، ونظم طقوسه، ليتقدس الشعب حقاً. لكن الفساد كان أعمق من الظاهر. فلا يمكن للشريعة أن تتغلب على الخطيئة.
أرسل الله في تلك الأيام نبياً جباراً اسمه إرميا (626-580 ق.م) الذي أنذر الشعب بزوال المملكة الجنوبية. وما زالت دعوته المتحمسة للتوبة تجذبنا حتى اليوم. تألم النبي كثيراً من اضطهادات ملوكه، لأنه رأى نهاية المملكة، ودعا سبطه إلى تعقُّل سياسي واستسلام للعدو.
في ذلك الوقت كانت دولة أشور قد انكسرت في بلاد الرافدين، وقامت على أنقاضها مملكة بابل، وأخذت قسماً كبيراً من حضارتها وممتلكاتها، فأرغمت سبط يهوذا أن يدفع جزية باهظة للملك البابلي الجديد. ولمَّا ثار اليهود على البابليين سنة 597 ق.م، هجمت جيوش نبوخذ نصر، واحتلت أورشليم بسرعة. وأعطى هذا الملك فرصة للشعب اليهودي أن يخضع له. أسرَ منهم ثمانية آلاف رهينة من نبلائهم إلى السبي. لكن الباقين كانوا عمياناً حتى أنهم لم يتبصَّروا في ضعفهم الروحي والسياسي. وثار هذا السبط الصغير سنة 587 ق.م، في زمن حكم صدقيا، فتسبب بدمار مدينتهم وسبيهم جميعاً.
إن دينونة الله لا تستثني مختاريه إذا فسدوا وابتعدوا عنه، بل تقع عليهم أيضا إن لم يتوبوا. فمحبته القُدُّوسة لهم هي الدافعة إلى هذا التأديب والتجديد ورجاء أن يتوبوا في سبيهم ويعودوا إلى ربهم.

الصَّلَاة
اغفر لنا أيها الرب ذهننا المتصلّب. علّمنا تغيير الفكر، فلا نتخذ الذهب والرفاهية والأسلحة آلهة وسنداً لحياتنا. بل امنحنا روحك القدوس، ليقدسنا إلى سلوك مقبول في الحق والطهارة والمحبة وإنكار النفس، كما سلك مسيحك على الأرض. ليأت ملكوتك، ولتكن مشيئتك كما في السماء كذلك في بلدي.
السُّؤَال
كيف حفظ الرب المملكة الجنوبية، وكيف سلَّمها إلى السَبْي؟