Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
يسوع يوبِّخ المدن الخاطئة
( 11: 20 – 24 )
11:20حِينَئِذٍ ابْتَدَأَ يُوَبِّخُ الْمُدُنَ الَّتِي صُنِعَتْ فِيهَا أَكْثَرُ قُّوَاتِهِ لأَنَّهَا لَمْ تَتُبْ: (21) وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي صُورَ وَصَيْدَاءَ الْقُّوَاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكُمَا، لَتَابَتَا قَدِيماً فِي الْمُسُوحِ وَالرَّمَادِ. (22) وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكُمَا. (23) وَأَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومَ الْمُرْتَفِعَةَ إِلَى السَّمَاءِ، سَتُهْبَطِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ. لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي سَدُومَ الْقُّوَاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكِ لَبَقِيَتْ إِلَى الْيَوْمِ. (24) وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرْضَ سَدُومَ تَكُونُ لَهَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكِ. (يونان3:6، إشعياء14:13و15لو10:13-15)


ينقسم المجتمع إلى أناس صالحين وأناس طالحين، وجهاء وغوغائيين، إلى خطاة وأبرار. إن من يملك ويحصل على شهادة عالية، أو منصب مهم في الرئاسة، يعتبر نفسه مرتفعاً متعالياً عن باقي الشعب المسكين والمقهور. أما المسيح المحب للجميع فله مقاييس أخرى مغايرة.
يعلِّمنا يسوع في توبيخه للمدن، أن مقاييسنا خاطئة مبدئياً. مثلاً إن مدينتي صور وصيداء كانتا مركزين مهمّين لعبادة الأصنام. وكان الشعب المتديّن يفتخر بأصنامه المتحجِّرة ويتضرع إليها، لعدم معرفته بالله الحي. رغم هذا الجهل وعبادة الأصنام، قال المسيح إن عقاب أهل هاتين المدينتين، سيكون أقل من عقاب أهل المدن والقرى، التي شاهدته وسمعت كلماته ولم تؤمن به ولم تقبله. إن رفض المسيح هو أعظم خطيئة في العالم، لأنه يعني رفض محبة إلهنا ونعمته وخلاصه وغفرانه. والذي يقود في الأخير إلى رفض الآب السماوي بذاته.
لا شك أن كل الناس خطاة فاسدون مستحقون الهلاك. لكن دم المسيح يطهّرنا من كل إثم. والروح القدس يغيِّر الهالكين إلى قدّيسين. فويل لكل من يهمل نعمة الله في المسيح، لأن جهنم كشَّرت أنيابها لمن يرفض ابن القدير.
إن أكبر ذنب في زمن المسيح ارتكبته كفر ناحوم، مدينة المسيح، التي عمل فيها أغلب عجائبه. غير أن أكثرية سكانها لم تؤمن بابن الله الذي في وسطهم، فلم تؤمن به رغم معاينتها محبته المتجسّدة، وسماعها لكلماته القوية. لم ينوحوا على خطاياهم، فأعلن المسيح قساوة قلوب أهلها، وسمَّاها أنجس من أهل سدوم، الذين أهلكوا في نار غضب الله لنجاستهم. فالديان الأزلي نفسه، أنبأهم بالعقوبة الواقعة عليهم.
كان التعليم الأعظم الذي نادى به يوحنا المعمدان والمسيح والرسل هو التوبة. كان القصد الأعظم سواء من التزمير أو النوح هو التأثير على الشعب ليغيروا عقولهم وطرقهم، ويتركوا خطاياهم ويرجعوا إلى الله. وهذا مالم يريدوه.
وبخ المسيح المدن من أجل خطاياها الأخرى لكي يقودها إلى التوبة، ولكن عندما لم تتب ابتدأ يوبخها من أجل هذا لأنها لم ترد بأن تبرأ. ابتدأ يوبخها لكي توبخ نفسها، ولكي ترى أخيراً حماقتها بسبب هذه الخطيئة التي جعلت حالتها مؤسفة وجرحها عديم الشّفاء.
ويل لمدننا وشعوبنا إن لم تقبل المسيح، رغم سماعها لكلمة الله عبر الإذاعة والكتب، وعن طريق شهادة المؤمنين الذين في وسطهم. فالدينونة أقرب إليك مما تعلم، والمسيح الديان الأزلي يحذرك، فهل أدركت واجباتك الروحية؟؟

الصَّلَاة
أيها الآب القدوس، نسجد لك ونتوب عن مقاييسنا الخاطئة. نطلب غفرانك لقلة وبطء إيماننا. حرّرنا من جمود أذهاننا، وقدِّس نوايانا لنقبل ابنك مع خلاصه، ونمتلئ بروحك، ونشهد صراحة بالدينونة المُقبلة علينا، ليتوب الجميع إليك.
السُّؤَال
لماذا يسمِّي المسيح عدم الإيمان به أنجس من خطيئة سدوم وعمورة؟