Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
12:14فَلَمَّا خَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ تَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِكَيْ يُهْلِكُوهُ، (15) فَعَلِمَ يَسُوعُ وَانْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ. وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ جَمِيعاً. (16) وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يُظْهِرُوهُ، (17) لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: (18) هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ. (19) لا يُخَاصِمُ وَلا يَصِيحُ، وَلا يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. (20) قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لا يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لا يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. (21) وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ. (إشعياء42:1-4، مر3:12، لو6:17-19، أعمال3:13-26)


حكم المتدينون على المسيح بالموت، لأنه برهن أن عمل المحبة هيمن ونسخ تفسيرهم للتوراة، فشعروا كأن السماء تقتحم دنياهم الضيقة. لم يستطيعوا مواصلة الكفاح بالمنطق، فلجأوا إلى العنف. إن أعداء الله، منذ بداية عمل يسوع رفضوه وقرروا إبادته.
تراجُع المسيح ليس خوفاً من الموت ، لكن ساعته لم تأتِ بعد، إذ كان لا يزال في برنامجه أعمالاً جليلة ليتممها. منذ هذا الوقت، عاش المسيح مُضطهدا ومنعزلاً. خدم على انفراد بهدوء وبلا ضجيج. شفى بكلمته القوية المرضى، الذين جاءوا إليه بإيمان واثقين بقدرته أنه المنقذ الرحيم. لم يطلب شهرة لنفسه، إذ منع المشفيين من أن يذكروا إسمه لكي لا يتهافت عليه الفضوليون لمشاهدة العجائب والآيات والإيمان بها دون أن تتحرك قلوبهم ومشاعرهم. طلب يسوع الجياع إلى البر والمشتاقين إلى الصفاء الروحي، وأما المتعصّبون السطحيون فلم يجدوا فيه عوناً أو تعزية.
إن كان الحكماء والصالحون يطمعون في عمل الخير فإنهم لا يطمعون في أن يتحدث عنه الناس، لأنهم لا يسعون إلى مدح الناس بل إلى رضاء الله. وفي وقت الآلام والإضطهاد إن كان يُطلب منا أن نستمر في تأدية واجبنا بكل جرأة وشجاعة إلا أننا ينبغي أن نتحين الفرص المناسبة لتأديته بحيث لا نزيد اشتعال غضب من يتحينون الفرصة ضدنا أكثر من اللازم "كونوا حكماء كالحيات".
يُعتبر المسيح أنه هو لطف الله، الوديع والمتواضع، لأنه مولود من روح الله. لقد تنبأ عنه إشعياء قبل ولادته ب 700 سنة، أن الله سيرسل إلى العالم فتاه الحبيب، الذي يثبت في مسرته ممتلئاً بروحه. إن في تواضع المسيح ولطفه ندرك أشعة من وحدة الثالوث الأقدس، لأن الله وروحه وابنه يتحدون معاً لهدف وغاية واحدة ألاَّ وهي نشر الحق والمحبة في كل العالم.
لم يخاصم المسيح من أجل حقه، ولم يصرخ على عدوّه بصوت عالٍ ليُخرسه، بل ترك، لمن سأله، ثوبه والرداء أيضاً. بارك مضايقيه، وأحب أعداءه. إذا وجدت شرارة رجاء في بائس، شجِّعْهُ إلى إيمانٍ خالٍ من الخوف والشك، فقوة نصرته الروحية تمتد إلى كل الشعوب، ونوره يخترق ظلماتنا. نعرف أنه سينتصر أخيراً، لأنه أسس دعائم انتصاره على الصليب. فانتصاره كنهر عريض يروي صحراء دنيانا. المسيح هو الرجاء الوحيد لعالمنا المضطرب.
حقد اليهود على يسوع، ليس لأنه انتقد تمسكهم بتقليد السبت، بل لأنه قدم محبته للأمم وفتح باب الخلاص على مصراعيه للجميع بعدما كان مُغلَّقاً في وجههم. فليس المسيح بالعنصري والمتطرف الذي يفضل جنساً أو عرقاً على آخر، بل خدم الجميع وأحبهم بالتساوي وبذل نفسه فداءهم. غضب اليهود على محبة المسيح الخالصة معتقدين أن عهدهم مع الرب و مصالحتهم معه تتوقف عليهم وحدهم، وكل من يتخطى أو يتجاوز هذه الحدود يجب رجمه.

الصَّلَاة
أيها الآب، نشكرك لأنك أعلنت نوعية ألوهيتك في يسوع، وأكملت برَّ العالم على الصليب. نسجد لك بهتاف، ونلتمس منك وداعة محبة ابنك، كيلا نتخاصم ونصرخ، بل نسلّم إليك كل مشاكلنا. نعيش في ثقة كاملة، ونختبر أنك ترشدنا لخدمات تبشيرية رغم مُضايقينا.
السُّؤَال
بماذا تنبَّأ النبي إشعياء عن يسوع في الأصحاح ( 42: 1-4) ؟