Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
13:10فَتَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟ (11) فَأَجَابَ: لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا لأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. (12) فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ. (13) مِنْ أَجْلِ هذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ، لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. (14) فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نُبُّوَةُ إِشَعْيَاءَ: تَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ. (15) لأَنَّ قَلْبَ هذَا الشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. (16) وَلكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ، وَلآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. (17) فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَاراً كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا. (تث29:3، أمثال9:9، إشعياء6:9-10، مر4:10-12، لو8:9-10، يو9:39،1كو2:10،1بط1:10)


لقد وهب لتلاميذ المسيح أن يعرفوا هذه الأسرار. فالمعرفة أولى هبات الله، وهذه الهبة تُعطى لكل المؤمنين الحقيقيين الذين لهم معرفة اختيارية بأسرار الإنجيل، وهذه بلا شك أفضل معرفة.
ما أروع الصورة! يسوع جالس في الزورق قرب الشاطئ، والجماهير جالسة على الرمال تُصغي لكلماته. ابتدأ يفسِّر لهم قانون نمو المؤمنين، وقاعدة التناقض الروحي في الذين لم ينموا.
سمع المؤمنون كلمة الله، ووافقوا عليها بنعم، واقتربوا من ابن الله المتجسِّد بثقة. اتحدوا معه بالإيمان في عهد جديد. وثبتوا فيه لأن جذورهم تمتد عميقاً إلى كلمته الحية، فيستخرجون قوة فوق قوة لإتمام إرادته، حتى يحرروا باسمه آخرين من سلطة الظلمة. المسيح نفسه حل بالإيمان في قلوبهم، وأعطاهم أن يذيعوا خلاصه.
ما أعظم النمو الروحي في اتباع يسوع إذ طوبهم الرب لأنهم رأوه وأدركوه وسمعوه وحققوا كلمته، فتم فيهم مشتهى الأبرار السابقين. وما أتعس قانون التدهور والتراجع لمعارضي يسوع كمخلص لهم. لقد أرسل الله النبي إشعياء منذ 700 سنة قبل ولادة المسيح ليقسي شعب العهد القديم، لأنهم لم يتوبوا توبة حقَّة بعدما نجاهم الرب من الجيش الأشوري، فاندحروا شيئاً فشيئاً إلى الرذيلة والشر، فعاقبهم الرب وسباهم بجيش الكلدانيين إلى بابل، وهذا يسمى في التاريخ "السبي البابلي". بعد ذلك تحنن عليهم الرب وفتح لهم باب العودة إلى وطنهم بعد 70 سنة من الغربة لكي يتعقلوا ويرجعوا إلى طريق ربهم. عندما جاء المسيح تصرفت أغلبية اليهود مثل أبائهم، فقسوا قلوبهم ضد يسوع وإنجيله. وأظهر هذا من جديد أن الأقلية فقط تابت ورحبت بابن الله بمحبة بالغة، أما جماهير الأمة فقد عارضوه بعنف وعناد وقلب متحجر، فتمت للمرة الثانية نبوءة إشعياء فكسرهم الرب وشتت شملهم بين الأمم.
ليت المسيحيين الإسميين يتعلمون من تاريخ تقسي أبناء يعقوب ويكونوا عبرة لهم، حتى لا يتبعوهم إلى الدينونة. إن كل الذين يسمعون الإنجيل ولا يتجاوبون معه يتقسّون أكثر فأكثر. فحقَّ على الرب أن يدينهم في النهاية، لأنهم رفضوا خلاصه ولم يرغبوا في التجديد، كما أنهم لم يقدموا ثماراً تليق بحياتهم الروحية.
أرانا يسوع في مَثَله الأول نتيجة كل عمل تبشيري في حقل الله، فالإنجيل للجميع وبدون تمييز، حتى أن الزارع الإلهي زرع بذوره بكثرة، وألقاها أينما كان، على الطريق العام، والصخور الصلبة، وبين الأشواك الخانقة لكل زرع، الأمر الذي يستغربه الفلاح. فالله يعطي كل إنسان نفس الفرصة لقبول الإنجيل الكامل الذي هو الزرع الجيد.

الصَّلَاة
أيها الله القدوس، نعظمك لأنك أرسلت إنجيلك إنجيل الخلاص إلى كل الأمم. نشكرك لأجل إبنك يسوع كلمته المنعشة التي أوصلتنا وقادتنا للتوبة والإيمان والتجديد والتقديس، ومنحت لنا رجاء المجد. اغفر لنا قلة محبتنا، إذ لم نقدم أجرة الخلاص للخطاة بلغتهم التي يفهمونها، حتى يتوبوا ويؤمنوا بك مخلصاً ورباً. إرحمهم يارب ليسمعوك ويفهموا غنى محبتك ويروا ابنك يسوع في الإنجيل ويدركوه حق الإدراك ويتغيروا إلى صورتك الحنونة.
السُّؤَال
ماهي موانع النمو الروحي، وماهو نظام التقسي عند غير المؤمنين؟