Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
شهادة بطرس الفاصلة عن ألوهية يسوع
( 16: 13-20)
16:13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟ (14) فَقَالُوا: قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأََنْبِيَاءِ (15) قَالَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ (16) فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ الْحَيِّ. (متى14:2؛17:10، مر8:27-30؛9:18-21، لو7:16، يو6:69)


بعدما تخلّى أهل الجليل عن المسيح خوفاً من رؤساء اليهود، قاد يسوع تلاميذه إلى مملكة فيليبس المجاورة، وهو أحد أبناء هيرودس، حيث يستطيع أن يخلد إلى الهدوء والعزلة ويتحرر من مضطهديه. درَّب أتباعه على الأنظمة الرئيسية الكنسيَّة، لكي يستطيعوا أن يبشّروا بملكوت الله ويبنوه ويثبتوه بعد موته.
لم يسأل المسيح "من يقول الكتبة والفريسيون إني انا؟" فقد كانوا متحيزين ضده ومتحاملين عليه، وقالوا أنه مضل ومتحالف مع الشيطان، بل قال "من يقول الناس إني أنا؟". كان يقصد عامة الناس الذين احتقرهم الفريسيون. لم يسأل المسيح هذا السؤال كأنه لا يعرف، فإنه كان قد عرف ما يفكر فيه الناس فبالأولى يعرف ما يقولونه، ولا سأل كأنه رغب في أن يسمع مدحه، بل لكي يجعل تلاميذه يهتمون بمعرفة نجاح خدمتهم، بأن يظهر لهم أنه هو كان كذلك. كان عامة الشعب أكثر اختلاطاً بالتلاميذ من معلمهم، ولذلك كان ممكناً أن يستقي منهم معلومات أو في عما يقولونه. لم يعلن المسيح عن شخصيته صراحة بل ترك للناس أن يدركوا ذلك من أعماله (يوحنا10: 24 و25). والآن أراد أن يعرف ماذا استنتجه الناس من أعماله ومن المعجزات التي صنعها رسله باسمه.
سمَّى المسيح نفسه في أكثر الأحيان «ابن الإنسان». وهذا يعني أمرين: أنه إنسان مثلنا، وقريب جداً من تلاميذه والبشر أجمعين. وهذا اللقب يتضمن الأعجوبة الكبرى، أن الله ظهر في هيئة إنسان ليقترب منَّا، ويغلب تجارب أجسادنا وضعفها. لكن هذه العبارة تعني أيضاً أن يسوع هو الدّيان الأزلي الجالس على عرش مجده، وآتياً ثانية بمجد أبيه السماوي محاطاً بربوات من الملائكة الذين سيرسلهم لتنفيذ الدينونة. كل عضو في العهد القديم يعرف أن هذه العبارة المثيرة «ابن الإنسان»، المأخوذة من نبوة دانيال 7 ، إنما قصد بها «المسيح الآتي بسلطانه العظيم في هيئة الإنسان السماوي». وذكر البشير متى تسمية يسوع نفسه بهذا المعنى واللقب في الأصحاحات 8: 20 ، 9: 6 ، 10: 23 ، 11: 19 ، 13: 41 ، 16: 27 ، 17: 12 ، 22 ، 19: 28 ، 4: 30 ، 26: 64. ونقرأ في العهد الجديد هذه التسمية ليسوع ثمانين مرة، وفي متى وحده ذُكرت ثلاثين مرة.
لما قاد يسوع تلاميذه تدريجياً إلى الاعتراف القاطع بجوهره الإلهي، قام بطرس وضرب بسيف الروح العقدة اليهودية، وسمَّى الشاب الناصري «المسيح» كما كان موعوداً للملك داود قبل ذلك بألف سنة، وكما انتظره الأنبياء الأمناء على توالي الدهور. وعندما سقطت هذه العبارة كثمار يانعة في حلقة التلاميذ وصل يسوع بعمله في تلاميذه إلى مرحلة حاسمة فصارت هذه الشهادة النقطة الفاصلة في خدمة يسوع، لأن من هذا الوقت فصاعداً عكف على تربية تلاميذه وتثبيتهم في قدرته.
أوضح بطرس شهادته، متجاسراً على تسمية ابن الإنسان بابن الله، مولوداً من الروح القدس ممتلئاً نعمة وحقاً. مع العلم أن هاتين العبارتين «المسيح» و «الابن» كانتا مستوجبتين حكم الموت من قِبَل المجمع اليهودي.

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع المسيح نعظمك ونحبك لأنك ابن الإنسان وابن الله في نفس الوقت، وصرت قريباً منا لتفدينا من الخطيئة والموت والشيطان، ولتجعلنا أولاد الله في المحبة. نسجد لك ونتهلل ونخبر عنك كل من يريد أن يسمع أنك مسيح الله ومخلص العالم، امنح لنا شهادة واضحة وحكيمة ليعرف كل من يستعد للسمع أنك أنت المسيح ابن الله ويقبلوك مؤمنين مسرورين.
السُّؤَال
ماذا تعني شهادة بطرس "أنت المسيح ابن الله الحي"؟