Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
16:26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ (مز49:9، مر8:36-37؛9:25، لو12:20)


رجع أحد الروّاد من القمر وطلب الله، لأنه أدرك وهو في مركبته الفضائية جمال الأرض وغناها. لكن الناس بطبيعتهم يكافحون ويخربون بعضهم البعض، فالجميع أشرار، لأنهم يعيشون بدون خالقهم. اهتدى هذا الرائد وأصبح شاهداً للمسيح وقدرته الفادية.
ماتت سيدة مليونيرة، كانت تعيش في العزلة فوجدوا أنها كانت تلف جسدها بورق جرائد، لأنها أبخل من أن تشتري ملابس لنفسها! فالغِنى والنجاح لا يجعلان منا سعداء.
أيها الأخ، هل أدركت أن كل إنسان قد خسر نفسه وهي ملوثة كل التلوث؟ فماذا ينفعك لو جمعت مالاً وبنيت بيتاً وجئت بشهادات عالية وأنت الخاطئ؟ هل عرفت إفلاس نفسك، وتقر بذلك بألم وخجل شديد؟ أو لازلت مخادعاً فؤادك كأنك مستقيم وصالح، ماذا تعمل بخطاياك؟ هل عرفت أن كل خطيئة صغيرة تشبه الميكروب، تفسد نفسك؟
لا تظن أن ضميرك صالح ومرتاح، قد خسرت نفسك، وماضيك تحت ميكروسكوب الله العليم بذات الصدور وما تخفيه الأنفس. تظهر أمامه كل نجاسة وكذب وبغضة، وتظهر أيضاً خسارة حياتك جلياً. فلا تغتر بل اعترف أمامه بآثامك، تجد بداية الحياة الجديدة. إنكسر والتجئ لإلهك لأنه ينتظرك ويجددك لملكوت محبته.
إذا ماخسر المرء نفسه خسرها إلى الأبد. لا يوجد عوض أو بديل يمكن قبوله عنها. هي خسارة لن تصلح ولن ترد. إن كانت نفوسنا بعد ذلك الثمن العظيم الذي دفعه الله لفدائها ورد ملكيتها إلينا يهمل شأنها بسبب مشاغل العالم حتى تخسر فإن تلك الخسارة الجديدة لن تعوض، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطيئة، ولا ثمن يدفع عن النفوس، بل تضيع إلى الأبد كل فرصة للفداء. لذلك فمن الخير أن نتعقل في الوقت المناسب ونحسن إلى أنفسنا.
يلهمك قول يسوع أنه لو تجمع كل الأعمال الصالحة من العالم أو تقدم كل ما تملك من ذهب وفضة للفقراء والمساكين، فلن تجدي نفعاً لفداء المذنبين، لأن الخلاص لا يتم بأعمال ولا بتبرعات ولا بخدمات بل بكفارة المسيح وحدها. هي وحدها الأساس المتين لمصالحتنا مع الله. ليس أحد من البشر قدوس ومستحق لينوب عنا إلا يسوع، فلا يقدر الإنسان أن يفدي نفسه بنفسه حتى ولو قدَّم كنوز العالم كلها. إن دم يسوع المسيح أثمن من كل ما أن يقدمه البشر. هو فداؤنا المقبول عند القدوس.

الصَّلَاة
نعظمك أيها الأب والإبن والروح القدس، لأنك حررتنا من الوهم أن نفدي أنفسنا باجتهاداتنا. نتهلل لأن دم يسوع المسيح وحده يطهرنا من كل إثم، وقد صالحنا مع الآب وأهِّلنا أن نصير أولاده بالنعمة. ساعدنا لنُفهم زملاءنا أن كل أعمالهم باطلة وليس لهم رجاء إلا بالإيمان بيسوع المسيح وإياه مصلوباً ومقاماً من بين الأموات، فتحل فيهم الحياة الطاهرة مع المحبة الإلهية، ويعيشوا بالإبتهاج والإطمئنان شاكرين.
السُّؤَال
لماذا لا تساعدنا أعمالنا الحسنة كلها على فدائنا؟