Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
16:5وَلَمَّا جَاءَ تَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعَبْرِ نَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا خُبْزاً. (6) وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: انْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ (7) فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: إِنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ خُبْزاً (8) فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ أَنَّكُمْ لَمْ تَأْخُذُوا خُبْزاً؟ (9) أَحَتَّى الآنَ لا تَفْهَمُونَ، وَلا تَذْكُرُونَ خَمْسَ خُبْزَاتِ الْخَمْسَةِ الآلاَفِ وَكَمْ قُفَّةً أَخَذْتُمْ، (10) وَلاَ سَبْعَ خُبْزَاتِ الأَرْبَعَةِ الآلاَفِ وَكَمْ سَلاًّ أَخَذْتُمْ؟ (11) كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ أَنِّي لَيْسَ عَنِ الْخُبْزِ قُلْتُ لَكُمْ أَنْ تَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ؟ (12) حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْخُبْزِ، بَلْ مِنْ تَعْلِيمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ. (متى14:17-21؛15:34-38، مر8:14-21)


مضى يسوع سريعاً من الموضع الذي أشبع فيه الأربعة آلاف، منتقلاً إلى العبر. ولم يتمكن التلاميذ من شراء طعام ليأخذوا معهم في هذه السَّفرة. فعندما تكلم المسيح إليهم عن خميرة الفريسيين والصدوقيين المسمَّمة الأفكار، ظنوا أنه كان يقصد خمير الخبز. فكانوا مهتمين بالدنيا وهو مهتم بالسماء، لأنه قد استودع كل همومه بيد أبيه.
وبّخ يسوع تلاميذه لاهتمامهم بالخبز أكثر من الروح، فأشار إلى إشباع الخمسة آلاف بخمسة ارغفة وإلى إشباع الأربعة آلاف بسبعة أرغفة، فلماذا اهتموا بالخبز وهو في وسطهم. وأوضح لهم يسوع مرة أخرى أن الفكر التشريعي للفريسيين والحياة العصرية للصدوقيين لا يتفقان مع محبة الله في العهد الجديد، هذه المحبة التي ترشد الإنسان في قيادة الروح القدس إلى خدمة التضحية. شدّد يسوع على أتباعه ليمتنعوا عن الرياء، الذي له صورة التقوى، ويعترفوا بخطاياهم، ويخدموا الله بالنعمة.
إن هذا الخلاف بين عبادة الله المبنية على البر الذاتي بحفظ الشريعة وحرية محبة المسيح المبنية على كفَّارته وحلول الروح القدس، عميق جداً، إذ ظهر في صراع عنيف خلال سفر أعمال الرسل كله. ففي هذا السفر أصبح الرسول بولس المكافح البارز لأجل حرية تفكيرنا من البر بالشريعة. وشهد بحلول الروح القدس في قلوبنا، بعدما أتم المسيح على الصليب كل مستلزمات البر، وحتى اليوم للأسف، لا يُدرك بعض المؤمنين أن التبرير الخاطئ بالأعمال الخاصة هو فكر يهودي من صميم العهد القديم، بينما البر بالإيمان هو أساس العهد الجديد العالمي وحده.

الصَّلَاة
نعظمك ونتهلل لك أيها الآب والإبن والروح القدس، لأنك حررتنا من خداع تقوانا الخاصة. فلسنا إلا خطاة. أما أنت فبررتنا وقدستنا، وتحفظنا في نعمتك لكي نخدمك بفرح، خالين من روح الرياء. فنحن خطاة متبررون، وجعلتنا أولاداً قديسين لك بحفظك إيانا.
السُّؤَال
لِمَ يتوجب علينا التحفظ من خميرة الفريسيين والصدوقيين؟