Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
18:5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. (6) وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.(7) وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ. فَلا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ. (8) فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي النَّارِ الأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلانِ. (9) وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمَ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ. (متى5:29-30؛10:40، مر9:42-47، لو17:1-2)


المسيح يحب الأطفال، ليس لصلاحهم الخيالي، بل لأن نفوسهم تنمو وتنفتح لكل تعليم وقدوة وإرشاد. صحيح أن الأولاد خطاة عنيدون مستكبرون ككل الجنس البشري، لكنهم يمتصّون المحبة والحق، ويسرُّون بالجو الطاهر في العائلة السليمة. إن كل من يتبنّى يتيماً أو يقبل ولداً مجرّداً من كل عناية، يقبل المسيح بالذات. ومن يعلّم الصغار الخلاص بكلمات مفهومة وعبارات منسجمة لإدراكهم، يزرع بذور السماء في عقولهم. نشكر المسيح على هذا الوعد الفريد الذي سبب لجوء أولاد كثيرين إلى عناية أمهات وآباء في المسيح. ما أعظم البركات النابعة من هذا الوعد الحنون.
ويل لمن يقود ولداً للخطيئة بالكذب أو النجاسة أو السرقة، فينجم عن ذلك الضلال ألف خطيئة وخطيئة في مستقبل الولد. كل الذين يفعلون مثل هذا هم الأشرار الذين عيَّن الله لهم أشدّ العقاب، لأنهم قدوة سيئة للصغار. كان خيراً لهم لو طُوِّقت أعناقهم بحجر الرحى وأُلقوا في لجة البحر من أن يكونوا علة سقوط ولد في الخطيئة والهاوية والهلاك الأبدي.
أي رحمة تعمل لمثل هؤلاء يعتبرها المسيح قد عملت لنفسه. كل من يلاطف مسيحياً وديعاً متواضعاً، ويشد ازره، ولا يسيء إليه بسبب وداعته ويجعله موضوع حبه وعنايته، ويتخذه صديقاً ورفيقاً، ويجتهد بأن يحسن إليه، ويفعل كل هذا باسم المسيح ولأجله، لأنه يحمل صورة المسيح ويخدم المسيح، فإن المسيح يقبله ويكافئه كشخص يستحق الكرامة.
إن العناية الرقيقة التي يظهرها المسيح للكنيسة تشمل كل عضو مهما كان صغيراً، إنها لا تشمل الكنيسة كمجموعة فحسب بل كأفراد. وكلما صغر في أعين أنفسهم أولئك الذين نحسن إليهم عظم إحساننا في عيني الرب. ونحن إذ نحسن إليهم فذلك ليس من أجل أشخاصهم بقدر ماهو من أجل المسيح.
بالحقيقة كلنا مُدَانون، لأننا معثرة للأولاد. والجميع مسؤول عن بذاءة الأفلام وعار المجلات، لأن الحياة كلها صارت معثرة للصغار. كما أننا لا نقوم بمسؤوليتنا لتهذيب الأولاد في المدرسة والبيت.
يطلب المسيح منَّا، أن نقدس أنفسنا بقوة الروح القدس، كيلا نصبح سبباً لخطيئة الآخرين. وأثناء هذا الكفاح الروحي حول قداسة الجسد والنفس، لم يقطع الرسل أيديهم وأرجلهم هرباً من التجارب العديدة، بل كرَّسوا أجسادهم للمسيح. لأنهم اعتبروا أنفسهم أولاداً، وسلّموا ذواتهم لإرشاد أبيهم السماوي. هكذا حفظتهم ملائكة الله، الذي يحب الضالين التائبين حتى يجدهم.

الصَّلَاة
أيها الآب السماوي، نسجد لك لأنك أبونا وتهتم بنا ليلاً ونهاراً. نطلب منك أن تقوي ثقتنا في إرشادك لنا، وتحفظنا متواضعين لكي لا نصبح قدوة سيّـئة أو سبب خطيئة للأولاد، بل نسلك في قداسة ونرشد الصغار إليك، ونلتمس منك الغفران، إذا ضللنا أحداً بسلوكنا غير المقبول عندك أو بسبب نجاستنا سواء كانت قولاً أو عملاً. يارب خلِّص هؤلاء الضحايا الذين أخطأنا في حقهم وامنحهم الرجوع والتوبة لكي لا يفسدوا الآخرين بفسادنا.
السُّؤَال
ماذا تُعلّمنا عظة يسوع عن الولد الذي أقامه في وسطهم؟