Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
المسيح يحب الصغار ويباركهم
( 19: 13-15)
19:13حِينَئِذٍ قُدِّمَ إِلَيْهِ أَوْلاَدٌ لِكَيْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّيَ، فَانْتَهَرَهُمُ التَّلامِيذُ. (14) أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ (15) فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ. وَمَضَى مِنْ هُنَاكَ. (متى18:2-3، مر10:13-16، لو18:15-17)


جاءت أمهات بأولادهن إلى المسيح،طلباً للبركة. كان صغارهن في حاجة ماسة للاقتراب من المسيح وبركته، لأن كل مولود يحمل في نفسه بذرة الخطيئة متوارثاً إياها من أجداده. فليس طفل صالحاً في نفسه، حتى ولو لم يقع بعد في التجربة. صحيح أننا نجد في أعين الصغار البراءة الأصلية والسعادة التي تلمع في قلوبهم. لكن في غضبهم واستكبارهم وبغضتهم أثناء اللعب مع الآخرين تظهر آثار الأنانية التي تنمو.
لهذا يقول المسيح: «دعوا الأولاد يأتون إليَّ ولا تمنعوهم» لأنهم يحتاجون إلى الخلاص. ما أوسع بحر النعمة الذي جرى من هذه الكلمات إلى عالم الأولاد. فالمخلّصون يفتحون مدارس الأحد، والأمهات يصلين مع صغارهن، والمعلمون الأمناء يدلُّونهم على المخلّص. كل الصغار يحتاجون إلى المسيح وغفرانه وتجديده، لأنه بدون نعمته ليس ولداً باراً. ولكن للولد الامتياز أنه يؤمن بطريقته، واثقاً كلياً بكلمة الذين يُشعِرونه بمحبتهم.
ليت كل الناس يزرعون محبة الله في أولادهم منذ حداثتهم، فالذي علَّمته الأمهات لأولادهن من الكتاب المقدس وقصَّته عليهم من قصص المسيح، هو أعظم كنز وأثمن من كل الشهادات المدرسية والدبلومات الجامعية. فالذين يمجدون المسيح بمجيئهم إليه هم أنفسهم ينبغي أن يمجدوه أيضاً بان يقدموا إليه كل من لهم وكل من لهم سلطان عليهم. بهذا يمجدون غنى نعمته الذي لا يستقصى، ويمجدون ملأه الدائم الفيضان الذي لا ينضب.
املأوا بيوتكم بكلمة الله وعلِّموا أولادكم الآيات الروحية، لأن المسيح اقتنى لهم حق السماء بدمه. وبعدما صالحنا مع الله، صار لجميع الناس نصيب في السماء وامتياز أن ندعو الخالق «أبانا» فكلنا أولاد. طوبى لك إن تمسَّكت بحقك هذا، فتشعر أن المسيح يضع يده للبركة على رأسك.
وبّخ التلاميذ الأطفال واعترضوا على تقديم الأولاد إليه على أساس أن ذلك أمر تافه وبلا جدوى، ووبخوا الذين قدموهم بمثل هذه الجرأة.
جميل جداً أن يتوفر في المسيح من المحبة والعطف مالا يتوفر في أفضل تلاميذه. فلنتعلّم منه أن لا نستخف بأي نفس تطلبه برغبة ونية طيبة مهما كانت ضعيفة. وإن كان هو لا يقصف القصبة المرضوضة فسبيلنا أن لا نقصفها نحن. وعلى من يطلبون المسيح أن لا يعتبروه أمراً غريباً إن لقوا المقاومة والإنتهار حتى من الناس الطيبين الذين يظنون أنهم يعرفون فكر المسيح أفضل منهم.

الصَّلَاة
أيها الأب السماوي، نشكرك لأنك دعوتنا أولادك وابنك اشترى لنا بموته حق التبني. علّمنا أن نسلم هذا الإمتياز لكل الأولاد في محيطنا قولا وسلوكاً لكي لا نصبح حجر عثرة لهم، بل دليلاً واضحاً إليك. نطلب منك أن تلهم الأمهات والمعلمين أن يُعلّموا الأولاد باخلاص إسمك القدوس الأبوي.
السُّؤَال
لِمَ ينبغي على الأولاد أن يأتوا إلى يسوع؟