Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
2:11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ، فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ، ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. (مزمور72:10و15؛ إشعياء60:6)


لمَّا وصل المجوس بهُدى النجم إلى بيت لحم سألوا أهل القرية عن الطفل المولود جديداً، من عائلة داود. عندئذ تذكَّر بعضهم قصة الرعاة الذين قالوا قبل بضعة أشهر إن الملائكة ظهرت لهم، وكانت ترتل فوق تلال بيت صاحور، معلنة أن الطفل الموجود في المذود هو الرب بالذات، مخلّصاً ومسيحاً فريداً. فلم يؤمن أهل القرية برواية الرعاة، وظنوهم متخيّلين، واستهزأوا بهم. كما أن رؤساء الكهنة والملك في أورشليم لم يؤمنوا برمز التقاء الكوكبين ومعانيه الهامة.
كان يوسف، بعد انفضاض الجمهور من الاكتتاب الروماني، استأجر بيتاً. وها هم المجوس الذين كانوا متيقنين من برهان الله، قد فتَّشوا وبحثوا، حتى وجدوا الطفل وأمه في بيتهم المستأجر حديثاً.
هناك اعترف علماء الشرق بإيمانهم، وسجدوا للذي آمنوا به. فكلمة «السجود» تعني تسليم النفس الكامل، واستسلام القلب وخضوعه، كما كان العبيد سابقاً يقتربون من سلاطينهم بواسطة زحفهم على أطرافهم سُجَّداً، واضعين جباههم على الأرض، كأنهم يقولون: «ضع رجلك على رأسي. أنا خاصتك. فاعمل بي ما شئت. أنا تحت تصرفك». فسجود المجوس يعني أن بعض الأمم أدركوا أن يسوع هو رب العالمين، واستسلموا له. بينما وقف اليهود جانباً صامتين وعارضوه منذ بداية ظهوره. فأبرز البشير متى من بداية إنجيله أن البركة الموعودة لإبراهيم ونسله تفيض لكل الشعوب المؤمنة بيسوع المسيح ابن الله.
كل من يرتبط برب الأرباب هذا مؤمناً، يختبر أن السجود للمسيح ليس عملاً صادراً من الإنسان فقط. ان رب المحبة تجري منه أنهر اللطف والإحسان والقوة والغفران والسلام، في قلب المستسلم. وقد جاء المجوس بهدايا إلى الطفل. وبالحقيقة فانهم هم المهْدَى إليهم، لأن الله أهداهم ابنه.كما أننا لم نقرأ أنهم قدموا هذا الولاء والسجود والإحترام لهيرودس، مع أنه كان في أسمى درجات العز والمجد الملكي، لكنهم قدموا الإكرام لهذا الطفل ليس كملك فقط ( وإلا لكانوا قد قدموه أيضاً إلى هيرودس) ولكن كإِلَهٍ.
هم الذين استلموا الهدية العظمى، فعطايانا ليست إلا شكراً للعطية العظمى، التي منحنا الله إياها، ألا وهي نفسه. فعندما نقدم أنفسنا للمسيح يجب أن نقدم كل ما نملك. وإن كنا مخلصين في إخضاع أنفسنا له فإننا لا نعدم الرغبة في تسليم أعز شيء لدينا إليه. وتقدماتنا لا تصير مقبولة ما لم نقدم أنفسنا أولا ذبائح حية. لقد "نظر الرب إلى هابيل" أولا ثم نظر إلى "قربانه" ( تك4:4) فهل استلمنا هذه العطية بالإيمان حقاً؟
فسّر آباء الكنيسة شكر المجوس بتقديمهم تلك الأنواع الثلاثة، بالاستحقاقات البارزة في المسيح. فالذهب يخص الملك، رمزاً لمجده الإلهي وسلطانه ( خروج25: 17 مع عبرانيين 9: 5). والمرّ يدل على آلام المسيح وموته على الصليب حَمَلاً لله عوضاً عنَّا ( قابل مزمور 69: 21؛ متى 27: 33 مع يوحنا 19: 28-30و 39) . واللبان يرمز إلى صلوات القديسين المرتفعة إلى الله وعلى كماله الإنساني ( قابل لا2: 1 مع أف5: 2؛ 2 كور2: 15). بهذه الهدايا شهدت الأمم أن يسوع هو ملك الملوك ورئيس الكهنة، ومن طبيعة إلهية. بينما لم يدرك أهل أورشليم وبيت لحم شيئاً من حلول الله في الجسد.
هل أنت من الذين حصلوا على عين مُبصرة؟ أتسجد ليسوع ربك وإلهك، وتهديه قلبك ومالك ووقتك طوعاً؟ لقد وُلد المسيح، ودخل خلاصه إلى دنيانا الشريرة، من يحبه يتحد معه، وتحل فيه قوة روحه القُدُّوس. فهل أنت حقاً مع الساجدين ليسوع، أو مازلت واقفاً على الحياد؟

الصَّلَاة
نسجد لك أيها الابن الإلهي القدوس لأنك أتيت لخلاصنا. أنت تحب كل إنسان، وتحبني أيضاً. أعترف بذنوبي أمامك وبانني لا أستطيع أن أهديك مني أي شيء صالح. اقبلني وخلّصني، وطهِّرني وقدِّسني، كي أستحق أن أقدم ذاتي لك. لست مستحقاً أن أُدعى لك ابناً. لكنك تسرع إليَّ، وترفعني وتقبلني، وتمنحني ثوب برِّك، وتدخلني إلى فرح الله. أنت ربي وإلهي. أنا خاصتك، فاجعل حياتي حمداً لنعمتك المجيدة. آمين.
السُّؤَال
ماذا يعني السجود؟