Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
من هو الأعظم ومن هو الأصغر؟
(20: 24-28)
20:24فَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ اغْتَاظُوا مِنْ أَجْلِ الأَخَوَيْنِ. (25) فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. (26) فَلَا يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً، (27) وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَّوَلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً، (28) كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ. (مر10:44-45، لو22:24-27،1كور9:19، فيلبي2:7،1بط1:18-19)


لم يكن التلاميذ الآخرون أفضل من الأخوين وأمهما، لأن هذا الطلب الخاص أثار الغيرة والحسد في نفوسهم. فالجميع لم يفهموا المسيح ولم يشعروا به ولم يراعوا المخطط الذي وضعه لموته القريب في أورشليم.
الواقع أن قصد المسيح ليس إعطاءنا مكاناً عن يمينه أو شماله لأن أباه السّماوي أجلسه عن يمينه، لكن المقصود أن الابن اختارنا لنصبح كلنا معاً جسده الروحي. ليس لنا الجلوس بالقرب من يسوع، بل كما أن الإبن يثبت في الآب، والآب فيه هكذا اختارنا لنثبت فيه ونعيش معه في وحدة روحية إلى الأبد.
أما هذه الوحدة الإلهية فلا تتحقق في السماء فقط، بل تبدأ على الأرض في أيامنا الآن. علينا إذا أن نتبعه وننكر أنفسنا، ونحمل صليبنا بإماتة خطايانا واستكبارنا. ليس بين أولاد الله تسلّط أو تمييز، بل خضوع طوعي وخدمة دائمة. إن أفضل شخص في كنيستكم وجمعيتكم هو الأكثر خدمة، والأقل ذِكراً لما عمل. المصلّي والمحب والخادم وباذل نفسه شكراً للصليب، هو العظيم حقاً.
هل أدركت أن يسوع سمى نفسه خادماً وليس سيداً، إنه قلب مبادئ وأسس الحضارات الدنيوية، لأن الجميع يقصد العجرفة ويتمنى أن يخدمه الآخرون، إلا المسيح فهو تواضع إلى المنتهى إذ قدم خدماته للصالحين والطالحين، فأصبح يسوع قدوتنا. من يتبعه لا يصبح سيداً متسلّطاً ولا رئيساً كبيراً، بل خادماً مثل ربِّه. ومن يدرك هذا الإنقلاب الذهني لا يستطيع أن يجعل نفسه عبداً للمسيح.
إن خدمة يسوع هي فداء لأجل كثيرين لأنه الفادي المقتدر. ولد يسوع ليدفع الفدية عن البشر المستبعدين للخطيئة ليتحرروا ويتأهلوا ليكونوا شعباً مقدّساً في ملكوته. إنه بدون ذبيحة يسوع ليس للعالم رجاء، أما الآن فنحبه لأنه أحبّنا أولاً بل وأحبَّ العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.

الصَّلَاة
أيها الفادي الأمين، نعظّمك لأنك جعلت نفسك خادماً للجميع، بذلت نفسك فدية لكل من يقبل فداءك بحمد فيتغيّروا إلى صورتك ويمرِّنوا أنفسهم على خدمتك أينما كانوا. ساعدنا أن لا نسعى لنصبح أسياداً أو رؤساء، بل أن نتواضع مثلك. فاكشف لنا الخدمات الضرورية وساعدنا حتى ننفذها ونيلغ فداءك لكل من يرشدنا إليه روحك.
السُّؤَال
ما معنى قوله " ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم"؟