Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
أولاً-جدال في الهيكل
(21: 1 – 22: 46)

1- دخول يسوع إلى أورشليم
(21: 1 – 9 )
21:1وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الّزَيْتُونِ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ (2) قَائِلاً لَهُمَا: اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا، فَحُلاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا. (3) وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولا: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا (4) فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: (5) قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً، رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. (مر11:1-10، لو19:29-38، يو12:12-19)


تمتلئ سيرة يسوع بالنبوة والبصيرة. فمن يتعمق في تاريخه يجد أن حياته كلها كانت مُخططّة حسب برنامج أوقات أبيه، في انسجام كامل، عالماً مسبَّقاً ماذا سيحدث.
وفي التمهيد لدخوله أورشليم قال يسوع كلمة تعبّر عن تواضعه الشديد: الرب محتاج. فابن الله، القدير تواضع إلى درجة متدنية، ولبس صورة إنسان ضعيف حتى أصبح محتاجاً فقيراً لا يملك شيئاً، ولا حتى حماراً! أما اليوم، فكثيرون يملكون سيارات من طراز حديث وبيوتاً فخمة، أما يسوع فقد جال على قدمين حافيتين شتاء وصيفا.
ولإتمام الوعد العظيم في سفر زكريا (9:9) أراه أباه حمارين في رؤية وهما أصبحا أهم حمارين في ذلك الوقت، لأنهما صارا البرهان الثالث العجيب. أولهما أن ابن الله لم يكن متكبراً بل وديعاً متواضعاً بدون غاية سياسية وعنف. وثانيها أنه الملك الروحي والمسيح الموعود المنتظر. والثالثة أن له يحق التهلل والغبطة والإستقبال العظيم.
كانت الحمير تستعمل كثيراً للسفر في تلك البلاد، أما الخيل فكانت تستعمل للعظماء وتستخدم في الحروب. كان ممكناً أن يأمر المسيح بأن تأتيه الكروبيم لتحمله (مز18: 10)، فإنه الآن باسمه يسوع، عمانوئيل (الله معنا)، في حالة تواضعه، يركب أتاناً. كما أن هذا الحيوان لا يستخدم في مظاهر العظمة بل في الخدمات الوضيعة، لا في الحروب بل في حمل الأثقال، بطيء الحركة ولكنه ثابت.
على أن البعض يظنون أنه كان هنا ناظراً إلى العادة التي كانت متبعة في إسرائيل في ذلك الوقت وهي ركوب القضاة على الأتان (قضاة5: 10) وركوب أبنائهم على جحش (قضاة12: 14). وهكذا أراد المسيح دخول أورشليم لا كظافر بل كقاضي إسرائيل الذي "لدينونة أتى إلى هذا العالم".
اكتشف الكتبة في العهد القديم صورتين لمجيء المسيح، أنه أولهما أنه راكب على حمار. الثانية أنه سيأتي على سحاب من السماء، وفسروا هذا الإختلاف أنه سيأتي راكباً على حمار إذا لم يحفظ شعب العهد القديم كل الوصايا بأمانة، وسيأتي على سحابة من السماء إذا كان الشعب مستحقاً لهذه الرؤية. فلم يعرف هؤلاء المثقفون أن المسيح قد جاء راكباً على حمار وأنه سيأتي ثانية على سحابة من السماء عن قريب.
إن أمر المسيح أن تكون الأتان وابنها في خدمته دليل على العدل والأمانة، لعدم استخدام الأتان وابنها دون موافقة صاحبهما ورضائه رغم قصر المسافة التي كانت لا تتعدى شارعاً أو اثنين. يقول البعض إن المقصود بالعبارة الأخيرة "فقولا الرب محتاج إليهما وللوقت يرسلهما" أي يعيدهما إليك ويحرص على أن يرسلهما إليك ثانية سالمين بعد الإنتهاء منهما، وفي هذا يضع الرب قاعدة للأمانة.

الصَّلَاة
أيها الآب القدوس، نتهلل بهتاف لأن وعدك للنبي زكريا يأمرنا بالإبتهاج عند إتيان ملك السموات ليتمسك بجكمه الروحي، ويؤسس ملكوته على حق كفارته. نشكرك أيها الآب لأن ابنك الوديع قد أتى متواضعاً ومحتاجاً حتى استطاع أن يشعر بالذين يعيشون في ضيق، فيباركهم ببركة روحه.
السُّؤَال
ماذا تفهم من نبوة زكريا؟