Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
يسوع يتكلَّم مع شيوخ الشعب بثلاثة أمثلة
( 21: 28 – 22: 14)

مَثَل الابنين المختلفَيْن
(21: 28-32)
21:28مَاذَا تَظُنُّونَ؟ كَانَ لإِنْسَانٍ ابْنَانِ، فَجَاءَ إِلَى الأَّوَلِ وَقَالَ: يَا ابْنِي، اذْهَبِ الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي. (29) فَأَجَابَ: مَا أُرِيدُ. وَلكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيراً وَمَضَى. (30) وَجَاءَ إِلَى الثَّانِي وَقَالَ كَذلِكَ. فَأَجَابَ: هَا أَنَا يَا سَيِّدُ. وَلَمْ يَمْضِ. (31) فَأَيُّ الاثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ الأَبِ؟ قَالُوا لَهُ: الأَّوَلُ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالّزَوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللّهِ، (32) لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ، وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ وَالّزَوَانِي فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيراً لِتُؤْمِنُوا بِهِ. (متى7:21، لو7:29؛18:9-14)


يحب الله جميع الناس، كما يحب الآب بنيه رغم كل اختلافاتهم، ولا يميز الآب السماوي بين الصالح والشرير، بين الغني والفقير، لأنه بموت ابنه يسوع اقتنى كل الناس الساقطين من سلطة الخطيئة ومنحهم الحق أن يكونوا أهلاً في ملكوت محبته. لقد تم الخلاص مجاناً ولنا امتياز عظيم فيه، يدعوك الله أن ترجع إليه وتؤمن بابنه المخلص، فماذا ستعمل؟ هل تقبل الخلاص في المسيح سطحياً أو شكلياً وتستمر في خطاياك وعصيانك كأنه لم يحدث شيء على الجلجثة؟ فتشبه الولد الثاني في المثل والذي قال: نعم، ولم يفعل.
كان القصد المبدئي من المثل أن يبين كيف أن "العشّارين والزواني" الذين لم يتكلموا قط عن المسيا وملكوته رحّبوا بتعليم يوحنا المعمدان سابق المسيا وخضعوا لقوانينه، في الوقت الذي ازدرى فيه الكهنة والشيوخ بيوحنا المعمدان وسلكوا عكس القصد من رسالته، مع أنهم كانوا ينتظرون المسيا وكان يبدو عليهم الإستعداد لقبول تعاليمه. لكن للمثل مدى أبعد. فإن عدم طاعة الأمم كانت وقتية وظلوا طويلاً ابناء المعصية كالإبن الأكبر (تي3: 3و4)، لكن عندما كرز لهم بالإنجيل أطاعوا الإيمان. أما اليهود الذين قالوا "ها أنا أذهب ياسيد" فكان مظهرهم طيباً (خر24: 7، يش24: 24) ولكنهم لم يمضوا "فخادعوه بأفواههم وكذبوا عليه بألسنتهم" (مزمور78: 36).
هل تشبه الابن الأول الذي رفض نعمة الله وخدمته، لأنه كسول محب لهواه أكثر من العمل والكد في الحقل الإلهي. فلعله ندم لقساوة قلبه ضد دعوة محبة الله، ورجع إلى نفسه وتاب، وابتدأ بالخدمة العملية، شكراً لأبوَّة الله. أيهما أفضل، من قال نعم ولم ينفّذ، أو من قال لا ثم أطاع؟ ويل للمرائين الذين يقبلون المسيح ظاهراً ولا يحققون وصية محبته، بل يتكلمون كثيراً عن الواجبات والمحرّمات ولا يعملون ثمار التقوى. فالزناة واللصوص التائبين هم أفضل من الشخص المدّعي التقوى والصلاح، وهو في حقيقته متكبّر محتقر الخطاة. إن خطيئته أكبر من خطيئة المجرم السجين الذي يقرأ الكتاب المقدس وعيناه تذرفان الدّمع.
لم يرفض المسيح اليهود، في محبته، بل أعطاهم بمَثَله فرصة أخيرة للرجوع، ولم يكونوا قد حكموا عليه بالموت في المجمع بعد فدعاهم إلى تغيير الفكر والإيمان وقبول الخلاص. إن محبة المسيح لا تسقط أبداً، هي مقدّمة للأبرار والأشرار، ويا للعجب، الأتقياء لا يتوبون، اما الأشرار فيرجعون لربهم.

الصَّلَاة
أيها الآب، أشكرك لأنك أبي وقبلتني ولداً لك. اغفر لي عصياني وكسلي وريائي، وحررني لخدمتك كي أعبدك بفرح، وأخدمك طيلة حياتي، ولا أتكلم عن الأتعاب بل أجتهد في سبيلك. وأضحي بأموالي وقوتي مع كل المضحين في ملكوتك تعبيراً وشكراً على محبّتك.
السُّؤَال
لماذا كان الولد الأول في مَثَل يسوع أفضل من أخيه؟