Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
المسيح هو الرب
( 22: 41-46)
22:41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: (42) مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟ قَالُوا لَهُ: ابْنُ دَاوُدَ (43) قَالَ لَهُمْ: فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: (44) قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ (45) فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟ (46) فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً. (مر12:35-37، لو20:41-44، إش11:1، يو7:42، متى26:64)


ندعو الله يا رب، وحسناً نفعل، لأن الله خلقنا وهو مالكنا وقاضينا. ففي يده كل سلطان في السماء وعلى الأرض، وله كل المجد والجلال، والملائكة تخدمه، والكروبيم ينادي ليلاً ونهاراً: «قدوس قدوس قدوس الرب الإله القدير».
ورد إسم "الرب" حوالي 6828 مرة في العهد القديم. اما عبارة "الله" فقد وردت 2600 مرة فقط في العهد القديم، وهو يرينا مدى اهمية لقب "الرب" في التوراة.
كان ينبغي على البشر أن يخافوا عندما سمع الرُعاة إعلان الملاك فوق حقول بيت لحم أن الرب قد حضر، فقد بشَّرهم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، أنه وُلد لهم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب. فهذه التسمية تعني أن الرب الإله تجسَّد في يسوع، فالخالق تواضع في صورة عبد. وباتضاعه صار مجرّباً في كل شيء مثلنا، لكن بلا خطيئة.
أية محبة أظهرها الله لنا في اقترابه إلينا بيسوع شخصياً! كل قُوى السموات حلَّت في طفل المذود. فشعر الرسل وأدركوا السر العظيم، فلم يسموا المسيح فيما بعد بالمعلم أو السيد، بل لقبوه بالرب وما تحمله هذه الكلمة من معنى. نقرأ في العهد الجديد اسم «الرب» 216 مرة، فانتبه عندما تقرأ إسم الرب مكتوباً في الإنجيل عن يسوع. هذا يعني أنه قد حلّت فيه كل صفات وقوى الله. ولهذا تعترف الكنيسة منذ بدايتها "ربنا يسوع المسيح" كخلاصة لعقيدتها، فيسوع المسيح هو الرب. وهذا الإعتراف ينسجم مع نبوءتين وردتا في العهد القديم، ان الطفل المولود من احشاء ملك داود سيكون في نفس الوقت ابناً لله (2صموئيل 7: 13-14). وأن الرب قال لربه "اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك" (مز110: 1).
"ماذا تظنون في المسيح" لقد قدموا إليه السؤال بعد الآخر خارجاً عن الشريعة، أما هو فيقدّم إليهم سؤالاً عن الوعد. يمتلئ الكثيرون بالشريعة إلى درجة ينسون فيها المسيح كأن أعمالهم تخلصهم بدون استحقاق ونعمة المسيح. حري بكل منا أن يسأل نفسه هذا السؤال الخطير: "ماذا تظن في المسيح؟" البعض لا يفكرون فيه على الإطلاق، لا يخطر لهم على بال. والبعض يفكرون فيه تفكيراً وضيعاً بل تفكيراً شنيعاً. وأما للمؤمنين فهو كريم ونفيس، وما أكرم تفكيرهم فيه (مز139: 17).
استخدم الرب يسوع المسيح هاتين النبوءتين ليرشد المتدينين في شعبه إلى الإعتراف بأن المسيح هو ابن الله والرب بالذات. غير أن الأصوليين لم يريدوا أن يعترفوا بهذه الحقيقة، وإلا فكان عليهم الإعتراف أن الله ظهر كشخصين في وحدة جامعة، ففضلوا أن يعلنوا الحجة الماكرة مدعين أنهم لم يعرفوا معنى وتفسير هاتين النبوءتين، ومضوا مغلوبين ممتلئين حقداً وكراهية. هذه الحقيقة الإلهية تتم في المسيح اليوم. هو جالس عن يمين أبيه السماوي (رؤ3: 21) ، مالكاً معه كل العالمين في انسجام المحبة والوحدة الكاملة. إن هذا السر عظيم لا يدركه عقل الإنسان تلقائياً، لأن ليس أحد يسيتطيع أن يسمّي المسيح رباً إلا بالروح القدس (1 كورنثوس 12: 3). ففي شركة الروح نشعر بمحبة الله المتأنسة في الرب يسوع المسيح، ونشترك في حياته بحياة ربنا بهبة الإيمان المعطَى لنا.
لم يستطع اليهود إدراك الكيان الرباني ليسوع، لأنهم قفلوا قلوبهم لمحبته، فكان ينبغي ليسوع أن يعلن لهم أن الله سيضعهم - وهم أعداء المسيح - موطئاً لقدميه، لأن كل إنسان وشعب لا يجثو للرب يسوع يهلك. ويدفعنا إدراك هذا الوحي الإلهي للتبشير، لأننا لا نحب أنفسنا وخلاصنا فحسب، بل ننسجم مع محبة الله، الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون.

الصَّلَاة
نسجد لك ايها الآب والإبن والروح القدس، لأنك حي في وحدة محبتك الكاملة. أنت واحد في الثالوث القدوس، الذي يرشدنا ويساعدنا لنسمي يسوع المسيح رباً. نعظمك لأنك فديتنا على الصليب، وملأتنا بروحك لنشترك في بناء ملكوتك على الأرض. هكذا نسبحك مع كل الساجدين في الدنيا والآخرة، ونسمي يسوع الرب لتمجيد اسمك الأبوي, آمين.
السُّؤَال
كيف استطاع داود القول عن الربين؟