Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
الويلات ضد الفريسيين والكتبة (المجموعة الخامسة لكلمات يسوع)
(23: 1-39)

احذروا من الفريسيين والكتبة
( 23: 1-36)
23:1حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلامِيذَهُ (2) قَائِلاً: عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، (3) فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لا تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلا يَفْعَلُونَ. (4) فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لا يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ، (5) وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ، فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ، (6) وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَّوَلَ فِي الْوَلائِمِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، (7) وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي! (مل2:7و8، رو2:21-23، متى11:28-30، أع15:10و28، عدد15:38-39، متى6:1، لو14:7)


شهد يسوع للفريسيين أنهم حصلوا وقاموا بوظيفة التعليم في العهد القديم كخلفاء موسى، فاعتبر الرب هذه الوظيفة مهمة، ونبَّه تلاميذه أن يتعمَّقوا في دراسة التوراة والأنبياء، ويقبلوا التفسيرات الدقيقة من الكتبة.
جلس هؤلاء على كرسي موسى، لا كما كان هو وسيطا بين الله وإسرائيل، بل كما كان رئيساً للقضاة (خر18: 26). ويمكن تطبيقها لا على مجلس السنهدريم بل على الكتبة والفريسيين الآخرين الذين فسروا الشريعة وعلّموا الشعب كيف يطبقونها على الحالات الخاصة.
إن "منبر الخشب" الذي عمل لعزرا "الكاتب بالشريعة" (نحميا8: 2و4) هو ما سمي هنا بكرسي موسى، لأن موسى "له في كل مدينة من يكرز به" فوق هذه المنابر (أعمال15: 21).
إنما الأهم من المعرفة هو تطبيقها. فمن السهل أن يعلّم أو يفسّر أحدٌ الشريعة، لكن إتمامها صعب. ويل للذي يفرض على الآخرين واجبات ثقيلة لا يريد هو نفسه أن يعمل بها.فمن يتكلّم اليوم عن الفرائض والممانعات والوصايا أكثر من عمل الله، ووعوده، ولا يساعد مستمعيه على استلام القوة لتنفيذ وتطبيق الواجبات. لا يكون معلماً من العهد الجديد، بل حسب العهد القديم.
علَّم الفريسيون أن شريعة موسى تحكم على اتباعها أن كل من يتجاوز وصية واحدة يكون مستوجب حكم الموت، كأنه تجاوز الشريعة كلها، لأن التجاوز يعني تعدّياً على الله بالذات.
ورغم أن معلّمي الشريعة علموا أنهم جميعهم تحت حكم الموت لأجل تعدياتهم على وصايا الرب، إلا أنهم هربوا من الحقيقة، متمسكين بالطقوس مثل ربط الأيدي بسير من الجلد أثناء الصلاة، والوضوء والغسلات، وتخييط أهداب من أسفل الثوب تدل كلٌّ منها على وصية أو أمر أو نهي، فأوجدوا ألوف الأحكام والطقوس ليُسكِتوا صوت ضمائرهم وليتناسوا شوكة التبكيت في قلوبهم. بهذا شددوا على حفظ الشريعة وتطبيقها وهم لا يعلمون.
إن الكثير من الأمكنة الصالحة مليئة بالناس الأشرار، وليس غريباً أن نرى أرذل الناس يرتفعون إلى كرسي موسى (مز12: 8) وفي هذه الحالة لا يوقر الناس بالكرسي بقدر ما يعاب الكرسي بالناس.
صار إظهار التقوى أهم من التقوى نفسها، وانتفاخ الأنا التقي غيّر العبادة إلى رياء وتجديف. فالمنافقون هم قمة الخطاة، وبّخهم المسيح علانية، وأوضح لهم أنهم أحبوا أحكام الناس أكثر من وصايا الله.

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع المسيح، نشكرك لأنك وبخت المرائين الذين يأمرون بحفظ الوصايا ولا يعملون بها شخصياً، بل فضّلوا التظاهر امام الناس أنهم تقاة، لكنهم في داخلهم شياطين. اغفر لنا كل تظاهر ورياء لكي لا نكون من المنافقين الأتقياء الذين يتكلون عن التقوى ولا يمارسونها حقاً. احفظنا من الرياء وساعدنا على الإستقامة قولاً وعملاً في كل حين.
السُّؤَال
لماذا وبّخ يسوع الكتبة والأتقياء في زمنه؟