Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
24:12وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. (13) وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. (14) وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى. (متى10:22؛28:19،2تيمو3:1-5، رؤ13:10)


كل سائق سيارة يختبر في ازدحام المدن كيف يقطع عليه زملاؤه الطريق بشراسة خطرة. ويتألم الطلاب في المدارس من حيل وخداع زملائهم واحتقارهم لهم. إن الظلم والأنانية والخشونة أصبحت عامة ومتداولة بيننا، والفضائل المحترمة أوشكت على الزوال، وهيبة الآباء على ابنائهم اضمحلّت، والوجهاء يقبلون الرشوة، ويسود الغش والمكر والإستغلال.
الجميع يعيش في وسط هذا الجو المسموم، الذي يدخل إلى قلوبنا رويداً رويداً، لنتغيّر نحن أيضاً إلى مبغضين نجسين سفاكين. أما المسيح فيضع يده علينا ويحررنا من الحقد ويمنحنا محبته الخاصة، لأن لطف المسيح وحده يمكنه أن يغلب ظلمة أيامنا الأخيرة. لكن من لم يثبت بتصميم في صبر المسيح سيسقط منه، لأن أساليب الشيطان ماكرة وقوية.
فيا أخي القارئ، انظر إلى المسيح، كيف غفر على الصليب ذنوب أعدائه، وخلّص اللص التائب، وثبت صابراً في عاصفة غضب الله على ذنوبنا. تألم المسيح بلا تذمّر، وأحب بلا انقطاع. فلا تقدر أن تحتمل بغضة زملائك بقدرتك الخاصة، بل الرب يقوّيك إلى محبة فائقة وإن لم تغلب حساسيتك الزائدة وتموت عن شرفك وتترك اشمئزازك من كل إهانة فتنفصل رويداً رويداً عن شركة القديسين وتبرد محبّتك. التجئ إلى يسوع ليقوّيك، فيحل في نفسك الضعيفة مانحاً لك التأني واللطف والمحبة السماوية، لأنك بدونه لا تقدر أن تعمل شيئاً بنّاءً.
أما الصَبور فيخلص مع العلم أن المسيح لا ينتظر منك صبراً في حادثة واحدة فقط، بل غفراناً مستمراً وسروراً مستديماً ورحمة إلى نهاية حياتك. المسيح مستعد أن يحمل نيرك معك، فتتعلم منه، لأنه وديع ومتواضع القلب، فتجد راحة لنفسك.
يخبرنا المسيح أن الإنجيل لا بد أن يُسمع، أو على الأقل يُسمع عنه، في كل العالم المعروف وقتئذ قبل خراب أورشليم، وأن كنيسة العهد القديم لا تنحل تمام الإنحلال قبل استقرار كنيسة العهد الجديد، وتوطد أساساتها. بعد أربعين سنة من موت المسيح خرج صوت الإنجيل إلى كل الأرض (رو10: 18). وبولس الرسول أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون (رو15: 19). والرسل الآخرون لم يكونوا كسالى. لقد ساعد اضطهاد القديسين في أورشليم على تشتيتهم حتى أنهم جالوا في كل مكان مبشرين بالكلمة (أعمال8: 1-4) وعندما تصل أخبار الفادي إلى كل أقصاء العالم حينئذ تزول دولة اليهود. وهكذا نرى أن ماظن اليهود أن يتحاشوه بقتل المسيح قد تمموه هم أنفسهم بنفس الوسيلة. فالجميع آمنوا به، وأتى الرومانيون وأخذوا موضعهم وأمتهم. وبولس يتحدّث عن وصول الإنجيل إلى كل العالم والكرازة به في كل الخليقة (كو1: 6-23).
كما نفهم أنه حتى في أوقات التّجارب والضيقات والإضطهادات لا بد من الكرازة ببشارة الملكوت وانتشارها، ولا بد أن يشق الإنجيل طريقه وسط أشد المقاومات. سوف يكرز بالإنجيل ولو اشتدت نيران أعداء الكنيسة وفترت محبّة محبيها. وحتى إن سقط الكثيرون بالسيف وباللهيب، وفسد الكثيرون بالتملقات، فإن الشعب الذين يعرفون إلههم تشتد سواعدهم ليأتوا أجلّ الأعمال بتعليم الكثيرين.
يخبرنا الرب يسوع أن للأرض والكون نهاية، فلماذا نعيش كأنه لا نهاية لحياتنا وجنسنا؟ المنتهى قريب جداً بواسطة القنابل النووية يمكننا أن نفكر بزوال الكرة الأرضية بلمح البصر. لقد أعطانا موسى المفتاح للسلوك الحكيم بقوله: «إحصاء أيامنا هكذا علّمنا، فنؤتَى قلب حكمة» (مزمور 90:12).

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع، نشكرك لأنك تأتي إلينا لتحمينا. علّمنا أن نحب كل الناس ونقدّم إليهم قوة الإنجيل الفعَّال. علّمنا الصبر واحتمال الآلام، كما يسهر عبيدك في كل الأرض مصلّين: تعال أيها الرب يسوع.
السُّؤَال
كيف ننتصر على الضيقات في الأيام الأخيرة؟