Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
علامات المجيء الثاني للمسيح
(24: 27-41)
24:27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. (28) لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ. (29) وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لا يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُّوَاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. (30) وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلامَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُّوَةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. (31) فَيُرْسِلُ مَلائِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.( إش13:10، دانيال7:13و14، مر13:24-27، لو17:37؛21:25-28،1كور15:52،2بط3:10، رؤ1:7؛6:12-13؛8:2؛19:11-13)


إن المجيء الثاني للمسيح هو أهم حادث في مستقبل العالم، وكل التطورات التاريخية تتجه نحو هذا الحدث الهام. فطوبى للإنسان المستعد للقاء الملك الآتي في مجد عظيم.
تسقط الصواعق على أهدافها فجأة باهرة وخاطفة الأبصار. هكذا سيكون المجيء الثاني للمسيح، ظاهراً ببهائه بسلطة ومجد عظيم، فتبدو السماء كأنها محترقة ملتهبة، والأرض متزلزلة متضعضعة والعناصر متزعزعة متقلّبة، والنجوم متكدّرة مترنحة، لأن الخالق يأتي مكشوفاً بكل سلطانه للحصاد الأخير.
قال صاحب الحق "لأنه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور" حيثما كرز بالمسيح اجتمعت إليه النفوس. إن رفع المسيح عن الأرض، أي الكرازة به مصلوباً، التي قد يظن بأنها تنفر الجميع منه، ستجذب الجميع إليه (يو12: 22)، وفق نبوة يعقوب من أنه "له يكون خضوع شعوب" (تك49: 10).
تجتمع النسور حيث تكون الجثة لأنها طعام لها، وليمة لها "فراخ النسر تحثو الدم وحيثما تكن القتلى فهناك هو" (أي39: 30). هكذا كل الذين ينهض الله أرواحهم ينجذبون إلى المسيح ليجدوا فيه طعامهم. فلمن يذهب النسر إلا للفريسة، ولن تذهب النفس إلا ليسوع المسيح الذي عنده كلمة الحياة الأبدية.
لا يكون العالم مستعداً لمجيء المسيح وقبوله إذا استمر في ذنوبه وازداد في تجديفه، فالناس يشبهون الأموات في الخطايا. وكما تطير النسور في الفضاء وتدور حائمة فوق فرائسها، وتسطو عليها وتنهش منها قبل أن تلفظ الروح، هكذا سيأتي المسيح الكذَّاب بجيوشه ليأكل الكنيسة والعالم أجمع قبيل النهاية، ويكون الاضطهاد عظيماً على أتباع يسوع.
عندما يستمر الإضطهاد في كل نواحي الأرض، يصل ابن الشيطان إلى غايته، فيعم الكفر والإلحاد بين الأنام، حتى يحتجب الله وابنه، كالشمس والقمر عندما تغطيهما عواصف الرمال في الرياح الخمسينية.
قبيل مجيء المسيح الثاني ستحدث تغيرات كونية طبيعية، فيغطي الدخان والغبار الشمس والقمر، وتزيد البرودة والصقيع على سطح الأرض، لأن أشعة الحرارة الشمسية لا تصل إلى سطح كرتنا بسهولة.
تدل هذه التغيرات في الفضاء أيضاً على الصراع الروحي، لأن المسيح يأتي مع كل ملائكته منتصراً على جيوش السلطات الظالمة، فتغلي جهنم قبل مجيء ابن الله بغيظ عظيم، لأنها لا تقدر أن تمنع مجيء القاضي الأزلي. سيرى كل الناس علامة ابن الإنسان في السماء.
في ذلك الوقت سيكمل الروح القدس تعزيته فينا نحن المؤمنين، ويحيينا ويقيمنا لنفرح ونتقدم إلى ربنا المحبوب بهتاف ويقين الضمير. أما من هو غير مولود بروح الله فييأس ويولول، ويصرخ: يا ليتني متُّ قبلاً. لا أقدر أن أموت، لأنه لا توجد أماكن للهروب من نور الله!
أيها الأخ، إرجع إلى ربك واعترف له بذنوبك، فيطهّرك دم المسيح تطهيراً أبدياً، وروحه القادر يحييك ويجددك إلى إنسان روحي طاهر. إنك تمكث ميتاً فاسداً بدون روح المسيح فيك، وسوف تجمعك ملائكة الدينونة وترميك كقرمة جافة إلى لهيب النار. لكن إذا امتلأت بصلاح أبيك السماوي، فسوف يعرفك المسيح في اليوم الأخير، ويدعوك ويجمعك مع كل المؤمنين بيد ملائكة نعمته، لأنك أصبحت جزءاً من محبته وعضواً في جسده الروحي، حيث يبهرك نور المسيح، وتتخدر حواسك ويريك يسوع جروحه وأثر المسامير في يديه ورجليه قائلاً لك: "لا تخف، لأني فديتك، دعوتك باسمك، انت لي".

الصَّلَاة
أيها الرب القدوس، لست أستحق أن أرفع وجهي إلى بهاء مجدك الآتي إلينا. اغفر لي جبلتي المستكبرة، وامح أكاذيبي. طهرني من نجاساتي. قدسني تماماً لكي أصبح جزءاً من محبّتك وعضواً في جسدك الروحي، مستعداً لمجيئك العظيم. تعال أيها الرب يسوع لأن الظلمة تتكاثر وتزداد.
السُّؤَال
ماهي علامة مجيء ابن الإنسان؟