Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
لا يضلّكم أحد
(24: 4-8)
24:4فَأَجَابَ يَسُوعُ: انْظُرُوا، لا يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. (5) فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. (يو5:43؛8:44،1يو2:18-25)


سأل التلاميذ عن الأزمنة "متى يكون هذا؟" (الآية 4)، أما المسيح فلم يعط إجابة عن هذا، لم يقل إن نبواته تتم بعد أيام أو سنوات هذا عددها، لأنه ليس لنا أن نعرف الأزمنة. على أنهم وقد سألوا أيضاً "ماهي العلامة؟" فقد أجابهم عن هذا السؤال إجابة كاملة، لأنه يليق بنا أن نعرف علامات الأزمنة.
حذّر المسيح تلاميذه من التجربة والارتداد الآتي. الشيطان هو عدو الله الذي يحاول بأنبيائه الكذبة ومسحائه الزائفين أن يفصل جماهير الناس عن خالقهم، فيسقطون في الإستكبار والأنانية والبغضاء.
إن الشيطان يبغض الله ومسيحه ويملأ كل من لا يلتصق بيسوع بروحه العنيد، ويمنعه من الدخول إلى ملكوت الله ويلهمه بأفكار مدهشة، ويقويه لنشاطات ماكرة كأن الناس سيقدرون على فداء العالم بإمكانياتهم الذاتية، فلا يتوبون ظانين أنهم غير محتاجين للتوبة والتجديد، فالإتكال على صلاح الإنسان وقدرته التكنيكية هو أكبر الحيل التي تمتاز بها تجارب الشيطان في أيامنا.
ليست معرفة المستقبل أهم سؤال للإنسان بل كونه ممتلئاً بروح الله، لكيلا تملكه أفكار الشيطان. فروح الرب يخلق فيك التوبة والإيمان والتواضع والسلام، ويثبتك في الفرح والعفة المبنية على الصدق والصبر والمحبة. لكن روح الشيطان يظهر في الاستكبار والاتكال على النفس والتخطيط الشخصي، وكذلك في البغضاء والكذب، مع كل النجاسة والأحقاد والانتقام المر. إن أخبث ثمار روح الشيطان هي الرياء، لأن فيه يتظاهر الإنسان بالصلاح، رغم أن قلبه مفعم بالخبث.
امتحن الفلسفات والمذاهب والأحزاب المنحرفة، إذ كانوا قد حرضوا الناس لإنشاء فردوس بشري، أو بر ذاتي، بأعمال صالحة، فتميز أنهم مسحاء كذبة. لا تتبعهم، بل انظر إلى الصليب حيث ترى البرهان، أن كل انسان فاسد وبحاجة إلى المخلص. نحن لا نستطيع أن نخلص أنفسنا من جبلتنا الشريرة، بقوتنا الذاتية. لا تسلم إلى أي زعيم دنيوي، لأن يسوع خلّصك. هو سيأتي في السحاب كصاعقة بمجد عظيم، وسترى بيديه المسامير. فلا تستسلم ولا تصغي إلى أي مصلح آخر، إلا إذا دلّك على ابن الله المصلوب، لأن فيه وحدة رجائنا.

الصَّلَاة
أيها الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، نعظمك ونتهلل لأن المسيح خلصنا وروح الحق يعزينا. أنت تحذرنا من التجارب والتعاليم الضالة الملتوية، وتثبتنا في المخلص الوحيد. امنحنا موهبة التمييز لئلا نلتصق بالأنبياء الكذبة ونبتعد تلقائياً عن مواجهة المسيح وضده الممتلئ بالروح النجس. أما أنت فقدوس طاهر، وتشاء تقديس أفكارنا وذهننا وكلامنا وأعمالنا ليتمجّد الآب والإبن في سلوكنا المستقيم الموهوب لنا بالنعمة.
السُّؤَال
لماذا تجنّب المسيح أسئلة أتباعه عن كيفية وتوقيت مجيئه الثاني؟