Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
مَثَل أصحاب الوَزَنات
(25: 14-30)

هل أنت موهوب؟
(25: 14-18)
25:14وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ، (15) فَأَعْطَى وَاحِداً خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَزْنَةً - كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ. (16) فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا، فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ. (17) وَهكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ، رَبِحَ أَيْضاً وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. (18) وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ. (لو19:12-27، رو12:6)


نرى في هذا المثل الوزنات المعطاة لثلاثة عبيد. يتضمّن لنا حالة انتظار. يبين المثل السابق ضرورة الإستعداد، ويبين هذا المثل ضرورة الإجتهاد العملي في عملنا الحاضر وخدمتنا. يحثنا ذلك على فعل الخير لنفوسنا، ويحثنا هذا على إقامة أنفسنا لمجد الله وخير الآخرين.
كل إنسان هو أعجوبة من الله، أنت أيضاً لم تخرج من تلقاء نفسك، بل الخالق أنشأك من سلالة أجدادك، فكل إنسان هو فكر الله المتجسد. وبالرغم من خطاياه بقي الإنسان حاملاً قبساً من صورة في نفسه.
أنت موهوب بالعقل والنفس والضمير واللغة، لا تشبه حجراً أو نباتاً تتحرّك إرادتك وتشعر بالآلام وتفرح بزملائك. هل شكرت ربك على المواهب العظيمة التي وضعها فيك؟ لو سألك واحد: "هل تبيع عينك أو قلبك"؟ لن تكون مستعداً لذلك حتى ولو أعطاك ملايين الدولارات! فأنت غني أكثر من إدراكك، ومبارك فوق شكرك. فمتى ترتمي إلى الأرض، وتسجد للذي صنعك؟ لأن كل من يشكر الآب السماوي يتشبث به، ومن يسبحه لأجل المواهب المعطاة له، يخدمه بفرح. لا يفكر الأناني بالله بل بنفسه الخاصة، طالباً إكراماً وتشريفاً، لكن الشاكر يكرم ربه ويخدمه بكل قواه متواضعاً، فماذا ستفعل لربك؟ إن هدف ومعنى حياتك هو إعطاء الحمد لأبينا السماوي، والإنسان الفارغ الشكر هو ميت روحياً وبارد القلب، وفي شكرك للرب تظهر معرفتك الروحية وقوة قلبك وعمق محبّتك.
إن كل واحد له وزنة واحدة على الأقل، وهي ليست بالأمر التافه ليبدأ به عبد مسكين. فالنفس هي الوزنة الواحدة التي اؤتمن عليها كل منا، وهي تتطلب منا العمل المتواصل. قال الفيلسوف "سنكا": "إن واجب المرء أن يكون نافعاً لمن حوله، لأكبر عدد على قدر الإمكان. وإن تعذّر ذلك فليكن نافعاً لعدد قليل، لأقرب أقربائه، أو على الأقل لنفسه. إن من كان نافعاً للغير اعتبر خيراً عاماً. وكل من أراد أن يرشح نفسه لتزكية نفسه وجب أن يكون نافعاً لغيره، وجب عليه أن يتحلّى بتلك الصفات التي تجعله خادماً لهم".
ليس جميع المؤمنين متساوين في الوزنات، لأنهم ليسوا متساوين في المقدرة والظروف. الله حر في عطاياه "قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كور12: 11). يخلق البعض لهذا النوع من الخدمة، والآخرون لذاك، كأعضاء الجسم الطبيعي. لما فرغ رب البيت أموره بهذا الشّكل "سافر للوقت". لما فرغ الرب يسوع من إعطاء أوامره ووصاياه لتلاميذه صعد للوقت إلى السّماء.
إن كل موهبة هي نافعة لخدمة المسيح. فتحرك واعمل واخدم ربك بيديك ورجليك وممتلكاتك ووقتك. فكل ماعندك نافع للتضحية والخدمات المتنوعة لله والناس. أطلب من خالقك الحكمة والبصيرة فتخدمه بطريقة أكثر ثمراً.
ضع أمام أبيك السماوي كل مواهبك، فتكرمه وهو يدعوك إبناً له. إن منحت من غنى مواهبك المتنوعة للمحتاجين في محيطك يضاعف قيمة كيانك، فاتعب واخدم الرب في بيتك وفي مدرستك وفي مهنتك وفي فراغك، فتصبح خادماً مرحاً مسروراً. إن الأناني الذي يحوم حول نفسه وذاته، يشبه برميلاً ممتلئاً خلاً مراً. أما خادم الرب بكل نية وإخلاص، الذي يضحي بوقته وبنفسه فيشبه بخوراً طيباً. لذلك مارس قاعدة ومبدأ بولس واعمل جاهداً على تحقيقها في حياتك وفي مجتمعك "وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب، كما للرب ليس للناس" (كولوسي 3: 23)

الصَّلَاة
أيها الآب السماوي، نشكرك لأنك منحت لنا من فيض نعمتك فوق نعمة، وموهبة فوق موهبة، من نحن ومن أنت؟ لا نستحق غمرة بركاتك، فلأجل دم المسيح نستحق أن نعيش أمامك وفي قوة روحك نتنفس. ساعدنا لتصبح حياتنا كلها شكراً لك، وساعدنا حتى نقدم من بركاتنا لمن يعيش حولنا حتى يشترك في الفرح والإبتهال أمامك كل حين.
السُّؤَال
ماهي مواهبك الخاصة المعطاة لك؟