Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
خيانة يهوذا
(26: 14-25)
26:14حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ (15) وَقَالَ: مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟ فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. (16) وَمِنْ ذ لِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ. (يو11:57، زكريا11:12)


أحب يهوذا المال أكثر من حبه لله، فلم يركز على إرشادات وتعليمات معلمه خلال سنوات عديدة، بل تقسَّى تدريجياً، وانفصل عنه على مراحل، وعارض محبته بقلبه الثائر وكان غير أمين في الأموال المودعة بين يديه. استاء من توبيخ ربه نتيجة تذمر التلاميذ على كسر قارورة الطيب لأجل تكفينه.
كان يهوذا اليهودي الوحيد بين التلاميذ الاثني عشر، لأن الآخرين كانوا جليليين. ربما كان يهوذا متعاوناً مع المجلس الديني في العاصمة «القدس» وجاسوساً له لحفظ الأمة من الانتقام الروماني، كيلا يشاهد الرومان تجمُّع الشعب حول يسوع فيقضوا على الأمة.
بنفس الوقت حاول يهوذا تخليص نفسه من تهديدات المجلس الديني، فعمد إلى تسليم معلّمه. ليبرئ نفسه. ولعله فكَّر أيضاً أن يُجبِر يسوع على إعلان سلطانه وإنشاء ملكوته ظاهراً، عند ذلك ينتصر المسيح على أعدائه بقوته الإلهية وينشئ ملكوته على الأرض وينصب يهوذا مسؤولاً عن بيت المال.
سلَّم «المحكوم عليه» وأتباعه إلى ضيق شديد. وظهرت رداءة موقفه بقبول المال للخيانة. فما أنجسها تجارة، لأنه سلَّم إله المحبة بثمن تافه!
عامل المسيح يهوذا الخائن بنفس العطف الذي أظهره للباقين، لم يضع عليه أي علامة من علامات العار التي تفشله، بل وضعه في مركز يرضيه، إذ جعله أميناً للصندوق. وبالرغم من أنه اختلس من الصندوق(يو12: 6) إلا أننا لا نجد أي دليل على أنه طلب منه أن يقدم حساباً عنه. كما أنه لم يخامره أي شك في صحة كرازة المسيح. لم يكن السبب هو بغض سيده له أو منازعته معه، إنما كانت محبّة المال ليس إلاَّ. هذا هو السبب الوحيد الذي جعل يهوذا خائناً.
نقرأ في سفر زكريا (11: 12-13) الوعد المبهم القائل بأن رب العهد اعتبر 30 من الفضة التي دفعت لأجل حراسة الخراف من الذبح، المبلغ الذي ثمنه أهل الخراف. فالمبلغ المعين الذي تسلّمه يهوذا لأجل خيانة ربه كان مذكوراً مسبقاً في الوحي الإلهي، وكذلك تخلّصه من هذا المبلغ ورميه إلى الهيكل حتى يتخلّص منه.

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع، أنت الحق والإستقامة، احتملت يهوذا بين رسلك، رغم أنك شعرت ببعد أمانته وعرفت أفكاره وباركته. صليت لأجله، لكنه أحب المال أكثر منك، فسلمك لأعدائك مقابل 30 قطعة من الفضّة. ساعدنا أن لا نحب المال ونثبت أمناء في مسألة النقود المستودعة بين أيدينا. لا نطلب الحياة والسلطة على أساس المال، بل نخدمك في روحك الوديع.
السُّؤَال
ماذا تعلّمت من استعداد يهوذا ليسلم ربه بمبلغ زهيد؟