Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
صراع يسوع في صلاته
26:39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ. (يو6:38؛18:11، عب5:8)


سجود المسيح لله لا يعني أنه في ساعات آلامه فقد لاهوته، وإنما كانت متطلبات الفداء تستلزم اتضاعه إلى هذه الدرجة. توصح لنا العبارات التي نطق بها في صلاته عُمق كفاح المحبة من أجل خلاصنا.
استهل يسوع سجوده بهذا النداء الرائع: «يا أبتاه» لأنه أراد التمسّك بأبيه رغم أنه انفصل عنه بسبب خطايانا الأثيمة. لم يشكّ في بنوته لله ومحبة الآب له. إن ما يعزّينا نحن أفضل تعزية في أوقات الأحزان هو أن نعتبر الله العظيم أباً لنا، ونخاطبه بدالة البنين رغم أن غضبه معلن وملتهب على كل خطيئة. يحقّ لنا هذا الالتجاء، لأن المسيح شرب عوضاً عنا كأس غيظ الله على رجاسات الناس وفجورهم، ففي صلاته في جثسيماني رأى يسوع الكأس الممتلئ بالغضب المهيأ له أن يشربه إلى الثمالة.
تمنى المسيح في إنسانيته أن تعبر عنه هذه الكأس المريرة، وإذا أمكن أن تتم إرادة الله الخلاصية دون أن يُصلب. لكن الابن أخضع إرادته الخاصة لمشيئة أبيه مبدئياً وكاملاً، فظهر في هذا الكفاح الإيماني أن المسيح كان إنساناً تاماً، كما أنه كان إلهاً حقاً. كذلك كانت له إرادة إنسانية في وحدة مع مشيئته الإلهية.
كان المسيح يحزن وينزعج فيما يختص بالطبيعة البشرية، وفضّل عدم الموت، كما أن ألوهيته لا تحتمل ترك أبيه له، لكن بالرغم من آلامه الشديدة وموته القريب، لم يرد شيئاً منافياً لإرادة الآب في انجاز عهد الفداء.

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع المسيح، نحبك ونعظمك لأنك تحمّلت مخاوف الموت عوضا عنا، تألمت في نفسك لأجل انفصال الآب عنك بسبب قصاصنا. أما أنت فقد اخترت مشيئة أبيك عوضاً عن سلامة قلبك وصون جسمك. تحمّلت أحزاننا لأجل خلاصنا وشربت كأس الغضب عوضاً عنا. ساعدنا أن نحبك دائماً ونحفظ وصايا شريعتك. شكراً لآلامك ومحبتك العظيمة.
السُّؤَال
لماذا ارتجف يسوع وحزن حتى الموت؟