Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
القبض على يسوع
(26: 47-50)
26:47وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. (48) وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلامَةً قَائِلاً: الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ (49) فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: السَّلامُ يَا سَيِّدِي! وَقَبَّلَهُ. (50) فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟ حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ.


سمَّى المسيح نفسه مرة أخرى ابن الإنسان، لأن الله وضع عليه دينونة البشر. لقد احتمل ضعفاتنا، ورفع خطية الأنام في جسده وهو إنسان حق. غلب كل خطيئة وشهوة بواسطة ألوهيته، وثبت قدوساً في كل التجارب. لهذا السبب ظل مستحقاً أن يموت لأجلنا ذبيحة حية مرضية أمام الله.
بعدما أفرغ يسوع ما بقلبه أثناء صلاته الفاصلة، قام وهيّأ تلاميذه النيام، فأظهر أسفه عليهم، قائلاً: "استمروا في الراحة واسترخوا، فأنتم لم تفهموا معنى الساعة الفاصلة والفريدة!!" أنبأهم يسوع ولآخر مرة أن ابن الإنسان المولود من الروح سيقبض عليه الخطاة المجبولون من التراب، وأن خائنه مقبل أن يقبض عليه. حرّك التلاميذ أعينهم باستغراب محاولين أن يفهموا كلامه ومعناه، فرأوا أنفسهم محاطين بالجند المسلحين.
تكلّم يهوذا بدون قصد وانتباه عن يسوع بعبارة غريبة "هو هُو" والتي تتضمن إسم يهوه. فسمى الخائن ربه بالإله الأصيل.
هجم الجند وزعماء الدين على المسيح، فقيّدوه وضربوه وصلبوه. ما أعظم البلية! الحق الحر رُبط من المربوطين في الخطيئة. لكنه بقى حراً رغم قيوده. أتت ساعة الظلمة ودان الظالمون الله بالذات لأجل محبته. لكن لم يدن المسيح خائنه المحتال الذي قبّله بقبلة الخيانة كاذباً، إنما رمقه بعينه، معطياً له آخر فرصة للخلاص، وقال له: «يا صاحب». إن محبة الله كلها ودعوته وغفرانه وخلاصه، جميع هذه الصفات اختصرت بهذه الكلمة اللطيفة. فمهما كانت خطيتئك عظيمة يسمّيك المسيح «صاحباً». هل تسمع صوته، وتنكسر تائباً باكياً؟
هنالك أشخاص كثيرون يخونون المسيح بقبلة وتحيّة، وهم تحت ستار إكرامه يخونون مصالح ملكوته ويسيئون إليه. يقول المثل اللاتيني "في الفم عسل وفي القلب مرارة".

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع، انت رب العهد، سمحت لأهل العهد أن يقبضوا عليك ويقودوك إلى سجن المحكمة الدنيوية، ورغم ذلك، أحببت خائنك فلم تهلكه بقوتك رغم قدرتك على ذلك، إذ قَبِلت قُبلته المحتالة وخاطبته ب"يا صاحب". ما أعظم محبّتك وضبط نفسك في إنكار ذاتك. نشكرك لأن لطفك يفوق كل العقول. شجعنا على الإيمان والثقة بأنك تحتملنا وتقبلنا حتى وإن كنا غير أمناء في الشهادة لك ولإسمك.
السُّؤَال
لماذا سمّى يسوع خائنه "يا صاحب"؟