Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
27:21فَسَأَلَ الْوَالِي: مَنْ مِنَ الاثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ فَقَالُوا: بَارَابَاسَ(22) قَالَ لَهُمْ بِيلاطُسُ: فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟ قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: لِيُصْلَبْ! (23) فَقَالَ الْوَالِي: وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟ فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخاً قَائِلِينَ: لِيُصْلَبْ!


جلس بيلاطس على كرسي الولاية ليقرر تحرير أحد الأسرى، فتعجَّب وغضب جداً لمَّا صرخت الحشود بصوت واحد: نختار باراباس الفدائي، محرر الأمة، البطل العظيم!
علم الوالي أنه ليس مستحَباً ولا حكيماً أن يقتل بريئاً خاصة وأن حالة الإمبراطورية متضعضعة ومتدهورة، فأحال قرار الحكم إلى الشعب اليهودي. في هذا الاقتراح دعى يسوع بـ«المسيح المنتَظَر» لكي يلعب بعواطفهم الدينية ويساعد المتهم البريء.
عند ذلك انطلقت لأول مرة الكلمة الفظيعة: «اصلبه!» بعد أن لقّن الكهنة الشعب هذه الكلمة وأمروهم بترديدها.
عندما دخل أورشليم ظافراً كانت أصوات الهتاف والترحيب عامة حتى كان يخيل للمرء أنه لم يكن له أعداء، اما الآن وقد اقتيد إلى دار بيلاطس في شماتة فكانت أصوات العداء عامة حتى كان يخيل للمرء أنه لم يكن له أحباء. أمثال هذه التغيرات نراها في هذا العالم المتغيّر المتقلب الذي يقع فيه طريقنا إلى السماء. وهذا كان اختبار رسل ربنا "بمجد وهوان بصيت رديء وصيت حسن" (2كور6: 8) لكي لا ننتفخ إذا نالنا مجد، كأننا إذا مدحنا الناس قد بنينا عشنا في النجوم وفي ذلك الوكر نسلم الروح (أي29: 18) أي أن المجد صار أبدياً ولكي لا نيأس أو نفشل إذا نالنا هوان، كأننا إذا احتقرنا الناس أو وطأونا بأقدامهم قد سقطنا في حفرة لا نجاة منها. قال الفبلسوف سينكا: "إذا رأيت الذين يمدحونك فاعرف أنهم إما أن يكونوا كلهم أعداءك أو أنهم سوف يكونون أعداءك".
تضايق بيلاطس من هذا الطلب لأن الصلب بدون سبب ظلم كبير، ويمكن أن يصبح سبباً للحكم على الحاكم الظالم. طلب من اليهود أن يبرهنوا ذنب المتهم بوضوح، لكنهم لم يستطيعوا أن يجدوا عملاً شريراً واحداً ولا كلمة رديئة من فم يسوع، فاختاروا الوسيلة المعروفة عبر القرون وهي الشغب والضجيج والصراخ الهائج: «اصلبه! اصلبه! ».

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع، انت المسيح الحق، وقفت صامتاً أمام شعبك الهائج. شفيت أسقامهم، أحييت أمواتهم، أخرجت الشياطين من قلوبهم ومن أجسادهم، ومع ذلك لم يشكروك على هذه الأعمال النبيلة. لم يدافعوا عنك، فاظهروا عدم محبّتهم لك. خافوا من الرأي العام وارتعبوا من مكر رؤساء الكهنة وفضلوا صلبك وقتلك على أن يهتموا بعدم الإخلاص لأمتهم. ساعدنا حتى لا ننكرك في ساعة التّجربة. قدنا لشهادة حكيمة عنك، لكي ندافع عن حقك في وسط الأكاذيب والحقد والكراهية، ونثبت أمناء لك بنعمة قدرتك واستمرارية أمانتك.
السُّؤَال
ما أبعاد عجز اليهود في تقديم أدلة سياسية ثابتة تدين يسوع؟