Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
نهاية الخائن
(27: 3-5)
27:3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ (4) قَائِلاً: قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً فَقَالُوا: مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! (5) فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. (متى26:15، أعمال1:18-19)


خاف يهوذا وندم لمَّا رأى أن سيده لم ينشئ انقلاباً، وقبل الإدانة والحكم بالموت، فأدرك أنه هو سبب موته. لكن ندمه أتى متأخراً، كندم قايين على قتل أخيه. هذا الندم المتأخر يقود إلى اليأس. حقاً إنه قد اعترف بخطيئته لرؤساء الكهنة، لكن لم يجد عندهم شفقة، فهو أول يهودي شهد ببراءة يسوع، وفوق ذلك أرجع مال خيانته، وألقى به في الهيكل بين يدي الله. لم يكن اعترافه في الحقيقة بداية لتوبة نصوحة، بل كان اعتراف الخائف من مصيره السيء، فتراكم ذنبه أمامه كجبل عال ضاغط عليه، حتى ربط نفسه بحبل واختنق، فانقطع الحبل وسقط الخائن إلى أسفل، فانشقَّ بطنه وخرجت أمعاؤه (أعمال 1:18).
ندم يهوذا وامتلأ حزناً وألماً وغضباً على نفسه عندما تأمل فيما فعل. عندما جرّب بتسليم سيده بدت الثلاثون من الفضّة براقة جميلة كالخمر إذا احمرت في الكأس وساغت مرقرقة. لكن عندما تمّ الأمر ودُفعت الفضة أصبحت هذه الفضة قذارة ولسعت كالحية ولدغت كالإفعى. لقد ثار الضمير في وجهه الآن "ماذا فعلت يا لحماقتي وشقائي إذ بعت سيدي وكل سعادتي فيه بثمن بخس تافه كهذا. إنني المسؤول عن كل هذه الإساءات والإهانات التي لحقته وتلحقه.
هوذا نراه الآن يلعن الكيس الذي حمله ، والفضة التي طمع فيها، والكهنة الذين تفاوض معهم، واليوم الذي ولد فيه، إن ذكرياته عن محبّة السيد من نحوه التي كافأها بهذه المكافأة الدنيئة، وإن أحشاء الرأفة التي رفسها بهذه الكيفية السافلة، والتحذيرات التي استخف بها، كل هذه مزّقت أحشاءه. لقد تحقّق الآن من صدق كلمات سيده "كان خيراً لذلك الإنسان لو لم يولد".
ينبغي أن لا ننسى أن لقبول النعمة نهاية وزمناً محدوداً، وأن المال لا يقدم أية مساعدة مهما كان وفيراً ومتوفراً. إن مصير يهوذا صار سبباً للرجوع والتوبة الحقة لكثيرين من الفاترين.

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع المسيح، نعظّمك لأنك دعوت خائنك في آخر لقائك معه "بالصاحب"، حذرته أثناء العشاء الرباني ليرجع ويتوب ويترك قصده الشرير، لكنّه لم يرغب في التوبة أو النّدامة ولم يعترف بإثمه. أحب المال أكثر منك حتى الموت. تمنّى السلطة والمركز. سمح للشيطان بأن يسيطر عليهوعلى أفكاره ويكون قائداً له. اغفر لنا خُبثنا وطهرنا من كل فكر سلبي عن أخ أو أخت لكي لا نخونهم عن قصد أو عن جهل، وأن لا نستغيبهم أو نمارس النميمة بحقهم، بل نقف معهم وإلى جانبهم في الضيق، وندافع عنهم أمام مبغضيهم.
السُّؤَال
لماذا شنق يهوذا نفسه ولم يتب مثل بطرس؟