Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
السلطان المطلق للمسيح
28: ... دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ،19فَاذْهَبُوا... (مت10:16؛11:27، أفسس1:20-22)


بعدما صالح المقام من بين الأموات العالم الفاسد والمنقطع عن الله القدوس، عزم المسيح أن يقدّم خلاصه المجاني لكل الناس، لكن لم يكن أحد من تلاميذه مستحقاً للخدمة الرسولية لأنهم هربوا في ليلة القبض على يسوع، فلا جودتهم ولا ذكاؤهم أهّلاهم ليصبحوا رسلاً للمسيح بل دعوة المسيح واختياره لهم فقط.
أعلن المسيح أن أباه السّماوي قد دفع إليه كل سلطة في السّماء وعلى الأرض، ويشمل هذا التفويض جميع الملائكة والناس مع بحور النجوم وجماهير الذرات، فكيف تجاسر القدير أن يسلّم كل حكم وقوة إلى المقام من بين الأموات. ألم يخف من ثورة أو فتنة في السّماء نتيجة هذا العمل. لكن الآب السماوي عرف أن ابنه وديع ومتواضع القلب وأنه أكرم أباه دائماً، كما أن الروح القدس يمجّد المسيح على الدّوام، فإلهنا متواضع! لم يستكبر يسوع بل بذل نفسه فدية لكثيرين، لذلك دفع الآب كل سلطان في السّماء وعلى الأرض إلى ابنه الحبيب، ولم يخف من انقلاب أو تعجرف.
لم يبستخدم يسوع، أثناء أيام اتضاعه على الأرض، قدرته لإنشاء دولة سياسية مع جيوش جبارة وأسلحة فتاكة. لم يفرض ضرائب تثقل كاهل الناس الفقراء، بل شفى مرضى وأخرج شياطين وأقام موتى وغفر خطايا وسكب من روحه على أتباعه المصلين، وأسّس عصراً روحياً جديداً، فجدّد قلوب أتباعه. أمر المسيح رسله أن يذهبوا ويتحرّكوا، وخلق فيهم، بإعلان قدرته وسلطته، الثقة حتى يخرجوا من عزلتهم ويتقدّموا إلى أخيهم الإنسان. فرض يسوع على أتباعه أن يسعوا ويركضوا. حرّرهم من الدّوران حول ذواتهم، ليتركوا اجتماعاتهم، ويفتشوا عن الغرباء والضّالين، كما أن الرّاعي الصالح يترك تسعة وتسعين باراً ليفتّش عن ضال واحد إلى أن يجده.

الصَّلَاة
نسجد لك أيها المقام من بين الأموات، لأنه دفع إليك كل سلطان في السّماء وعلى الأرض. اغفر لنا خوفنا من السّلاطين في هذه الدّنيا، وارفع أعيننا نحوك لنراك في كل حين أمامنا، ونؤمن بقدرتك اللطيفة ونبتهل لأجل زملائنا في الضيق، حتى يتقووا في جدّة قوتك وينالوا منك الإرشاد والتّعزية، فننطلق معاً ونذهب لنعلن إسمك وخلاصك في ملكوتك الأبدي.
السُّؤَال
لماذا أمرنا يسوع بالإنطلاق والذهاب؟