Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
أمر المسيح بالتّعليم للتّقديس
28:20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. (متى5:17-20؛7:21-27)


بعدما أرشد المسيح رسله لتبشير الأمم ومعمودية المؤمنين به، امرهم ان يعلموا ويثبتوا كل من آمن واعتمد لينمو روحياً ويتعمّق في التوراة والإنجيل.
أوصانا يسوع أن نحفظ كلماته غيباً ونملأ شعورنا الباطني بها لنتقوّى في الإيمان ونتعزّى في الأيام الحرجة، وننتعش في خدماته. فكل من يحب يسوع يحفظ وصاياه، ويليق لنا أن نتوب ونحفظ كل يوم آية واحدة من آيات المسيح غيباً لنكرمه ونمجّده.
إن العلم لا يكفي، إذ يتطلّب التطبيق العملي في الحياة. لذلك أمرنا الرب يسوع أن نسلك حسب الإنجيل.أوضح يسوع "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أحْبَبْتُكُمْ" (يو13: 34). المسيح هو لب وجوهر الشريعة، ومحبته مقياس لمحبتنا، فلا نحب لكي نخلص لأننا قد خلصنا بدم يسوع المسيح، اما يسوع فيريد تغيير شكلنا إلى صورته وتقديس أنفسنا بنعمته لنحبه ونشكره لأجل محبّته الأولى كما قال "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ." (متى5: 44) وقال أيضاً "إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاتِهِمْ، لا يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلاتِكُمْ." (متى6: 14و15) وأضاف " لا تَدِينُوا لِكَيْ لا تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ.
فمن يبدأ التأمل في أوامر المسيح بشكل مخلص وجدّي، يبكته ضميره لأننا لا نحب كما يحبنا يسوع. تقودنا وصاياه إلى التوبة والإنكسار، فكيف نعلم الآخرين ونحن لا نحفظ الوصايا الضرورية.
طلب ملك الملوك أن نحفظ ونعلم جميع ما أوصانا به، فكيف تطيعه إذا لم تكن تعرف وصاياه؟ من يتعمّق في شريعة المسيح وفي أناجيله الأربعة يجد فيها أكثر من 500 وصيّة وفريضة ذكرت على لسان يسوع، الذي يطلب منا أن نعلمها لأعضاء عائلاتنا، وفي كنائسنا وأثناء مناقشاتنا مع أصدقائنا، ليس لأجل الفوز وجمع أعمال حسنة وصالحة لخلاصهم، بل شكراً للمسيح لأجل خلاصه المتمم لنا على الصليب. أوضح لنا يسوع هدف شريعته، إذ قال "كُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ."(متى5: 48) فكل من يتعمّق في شريعة المسيح ينكسر لكبريائه وينسحق ويعيش في توبة مستمرّة لأن ليس من يعمل صلاحاً ولا واحد(رومية3: 9-20) ومن يحاول أن يحفظ جميع وصايا المسيح يترك رياءه سريعاً ولا يفكر أنه أحسن من الآخرين، بل يتواضع ويلتمس من مخلّصه الغفران والقوة لتطبيق وصاياه ليعيشها، فيعلّمها أيضاً للآخرين.

الصَّلَاة
نشكرك أيها الرب يسوع لإنجيل خلاصك وتبرير أنفسنا، ساعدنا لنطيع أوامرك ونحفظها ونعلمها، اغفر لنا إن أهملنا أكثرية وصاياك وثبتنا فيها لكي لا نصبح عثرة للآخرين، إذ نعلم ما لا نطبقه على أنفسنا. ساعدنا لنتقدّس في كل نواحي حياتنا ونتبعك في قوة روحك القدوس.
السُّؤَال
كم وصيّة من وصايا المسيح تعرف، أتطبّقها في حياتك، وتعلّمها للآخرين؟