Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
شهادة الوحي عن قيامة المصلوب
(28: 5-7)
28:5فَقَالَ الْمَلاكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لا تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.(6) لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا ا نْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. (7) وَاذْهَبَا سَرِيعاً قُولا لِتَلامِيذِهِ إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا. (متى12:40؛16:21؛17؛23؛20:19؛26:32)


تتطلب كلمات الملاك الانتباه، لأن الله أرسله خاصة للمرأتين وإلينا أجمعين لندرك الأمر المستحيل: إن الإنسان يسوع قام حقاً. قبل كل شيء منع الملاك النسوة من الخوف، لأن الله أكرمهن بإرساله إليهن، فأعلن لهن أفكار قلوبهن: إنهن يعرفن يسوع، ويفكرْنَ به.
لم يوبّخ الملاك النسوة على عدم إيمانهن بكلام يسوع، بل تكلم معهن كما مع أطفال صغار، لأنهن كنَّ متحيّرات. فالقبر كان مفتوحاً، والحرَّاس الأقوياء على الأرض كأموات، والملاك الساطع كلمهن شخصياً. كل هذا فاق قدرة شعورهن وعقولهن، فأعلن الملاك لهن أن جثة يسوع ليست موجودة هناك، وأرشدهم بلطف إلى المكان حيث كان مضطجعاً ليرين أن القبر في الصخر كان حقاً فارغاً.
شهد الملاك البراق عن قيامة المسيح، مشيراً إلى الحقيقة بأنه قام في قوته الخاصة. فابن الإنسان غلب الموت وجرّده. هذا هو رجاء الملايين، الموت المغلوب لأن المسيح كسّر قدرته وفتح فتحاً مبيناً في سجن المخلوقين. من يتمّسك بيسوع الحي يمر معه في وادي ظل الموت، داخلاً إلى ملء الحياة في دار النّعيم.
بعدئذ ذكّر الملاك النساء أنه لم يقل لهن خبراً جديداً، بل كرر ما أنبأ به يسوع قبل موته، يدلّنا هذا على أن كل كلمة تفوّه بها يسوع في الإنجيل هي مهمة جداً ومستحقة كل الإيمان. فالكافر لا يؤمن أما يسوع فقد غفر كل الذنوب لجميع الناس. اليوم هو يمنح حياته الأبدية لكل من يفتح قلبه لحلول الروح القدس.
لم يسمّ الملاك يسوع «ابن الإنسان» بل «الرب» بكل احترام ومخافة، عالماً أن المسيح نزل من السماء، وفيه أتى المالك إلى المخلوقات ليحرر بمحبته أسرى الشيطان. فالذي كان في القبر هو الرب بالذات لكنه قام. كل الفلاسفة والأنبياء وزعماء الشعوب ماتوا وعظامهم ماكثة في القبور، لكن ربنا قام حقاً وأكد لنا بقيامته رجاء الحياة.
بعد هذه الأقوال أمر الملاك النّسوة أن يرجعن إلى الرجال الخائفين ليشهدن لهم عن حقيقة قيامة المسيح، فأصبحت النساء المحتقرات، الشاهدات المبشّرات الأوّل اللواتي اختارهن الله ليعلن حياة المسيح للعالم. نؤمن حتى اليوم أن البنات والأمهات المؤمنات يحملن قوة حياة الله في شهادتهن وسط العالم، حتى يكتسب الرّجال من شهادتهن رجاءً ويشتركوا في جدة حياة يسوع.
بعدئذ أعلن الملاك للمرأتين أن يسوع سيسبق تلاميذه إلى الجليل كما أخبرهم عن ذلك قبل أيام ثلاثة. هناك سيظهر لهم شخصياً. فلم يقصد الرب إخفاء نفسه، بل إعلان ذاته لأحبائه، حالما يؤمنون بخبر قيامته المجيدة.
أخيراً أكدّ الملاك للنسوة المضطربات ألاَّ ينسين كلمة مما قاله لهن، لأن الله أرسله إليهن ليعرف كل الناس الخبر المدهش العظيم: إن المصلوب حي، والشاب من الناصرة هو الرب المنتصر على الموت والخطيئة والشيطان.
فهل تؤمن بوحي الملاك وبشهادة النسوة؟

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع المُقام من بين الأموات، نعظّمك ونتهلل لأن الموت لم يستطع أن يقبض عليك، بل غلبته وجرّدته وقمت حياً. نعظّمك ونفرح لأنك فتحت لنا باب الرّجاء، فليس الموت نهايتنا، بل أنت تحيينا وتملأنا بحياتك وتستقبلنا بعد وفاتنا. ساعدنا لنخبر معارفنا بانتصارك على الموت حتى يتوبوا مثلنا وينالوا معك غفران خطاياهم ويتقدّسوا بحلول روحك القدوس، فيحيوا معنا في الحياة الأبدية.
السُّؤَال
ماذا قال الملاك للمرأتين؟