Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
3:11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. (يوحنا1:26؛27؛33، أعمال1:5و8؛2:1-4)


كانت خدمة المعمدان خدمة التوبة ومعمودية الماء تمهيداً لمن يعطي الروح لاحقاً، فالعهد القديم ينبئ بأن الشعب في ملك المسيا العتيد سيغتسل بالماء للتطهير ويقبل روح الله للتقديس (إرميا31: 31-34؛ حزقيال 36: 24-28). أما يوحنا فكان صوتاً صارخاً يشير صراحة إلى هوية المسيح الإلهية إذ هو وحده يستطيع أن يعمد بالروح القدس.
علم يوحنا أن معموديته هي للتوبة لا تغيّر الحياة، فهي فقط تكشف مرض الانسان دون أن تعالجه. من هنا نخلص إلى أن المعمدان ترقّب مجيء المسيح بشوق، لأنه الممسوح بالروح القدس. هو وحده القادر على الشفاء، وإزالة الخراب من العالم. وسيعمد كل التائبين ومنكسري القلوب بروحه القُدُّوس، ويملأهم بالعنصر الإلهي، ويغيّرهم إلى أناس المحبة، ويجعلهم أهلاً لملكوت السماوات. أما المراؤون بأقنعة التقوى والمهملون لنعمة الله، فسيسلّمهم المسيح إلى نار غضب الله الأبدية.
كان يوحنا واقفاً على عتبة العهد القديم، المؤدية إلى العهد الجديد. وكرز بغضب الله على أساس شريعة موسى. لكن أعظم الأنبياء هذا رأى رب النعمة مقبلاً عليه ليخلّص التائبين، ويمنح العالم الشرير حياة الله.
إن الروح القدوس الموعود للتائبين والمعترفين بخطاياهم، هو الله بالذات. فمن يصرَّح بذنوبه أمام الله واستعد لتركها ينل ويختبر غفران المسيح وقوته السماوية. يحل الله بذاته في هذا الخاطئ، ويجعله ابناً له بالروح القدس.
فلا تخف من معمودية الروح القدس، لأن هذا الروح هو محبة الله ولطفه وحياته الأبدية، وهو يمجد المسيح.
وعَرَف يوحنا سموَّ المسيح مسبقاً فسمَّى نفسه غير مستحق لخدمته، واعتبر ذاته أصغر من عبد يحمل حذاء سيده. فالمعمدان كان متواضعاً وآتياً بثمار التوبة الحقة. ورجا من كل قلبه حضور المسيح وحلول الروح القدس من يده على أتباعه.
إنها لتعزية عظمى للخدام الأمناء أن يروه أعظم منهم، وأن يعتقدوا بأنه يستطيع أن يفعل من أجلهم وبهم ما لا يستطيعونه هم أنفسهم، وأن قوته تكمل في ضعفهم.
إن الذين يزيدهم المسيح مجداً وكرامة يتخذون من ذلك مبررا ليصبحوا في أعين أنفسهم حقيرين ومتضعين، ويقبلون أن يتَّضِعوا لكي يرتفع المسيح. أن يكونوا كلا شيء لكي يكون المسيح هو الكل في الكل.

الصَّلَاة
أيها الآب القدوس، عندما نقارن أنفسنا بمحبتك نظهر أنانيين. اغفر لنا قلة رحمتنا وقلوبنا القاسية. نشكرك لأنك أرسلت مسيحك المولود من روحك القدوس فمات لأجلنا لنستحق قبول روحك القدوس. جدد كل مؤمن تائب ليمتلئ بروح المسيح ووداعته ولطفه ومحبته.
السُّؤَال
لماذا بمقدور المسيح أن يعمدنا بالروح بالقدس؟