Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
5:31وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ (32) وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الّزِنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَّوَجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي. (تث24:1، مت19:3-9، مر10:4-12)


إن تطليق الرجل لامرأته بسبب بغضه لها، أو لأي سبب آخر، سوى الزنى هو كسر للوصيّة السابعة لأنه يفتح الباب للزنى. نجد في كلام المسيح استعماله عبارة "وقيل" وليس "قيل للقدماء" كالمرات السابقة، لأن هذه ليست وصيّة كالوصايا السابقة، ولو أن الفريسيين كانوا يريدون أن يفهموا بأنها وصيّة، لكنها كانت مجرد إذن.
لا يظن المطلق بأنه يستطيع أن يطلق زوجته بكلمة شفوية عندما يكون في حالة غضب، بل ليفعل ذلك بتروٍّ، بطريقة قانونية، كتابة، وبتصديق وتأييد بعض الشهود. إن أراد أن يقطع الرباط الزوجي فليفعل ذلك بمنتهى الدقة والحذر. هكذا كانت الشريعة تحذر من العَجَلَة في الطلاق، ولعل الطلاق كان نادراً جداً في بادئ الأمر، عندما كانت الكتابة قليلة الإستعمال بين اليهود. لكنّه كثر انتشاره على مرّ الأيّام. وبدلاً من الإلتجاء إلى الطلاق بالطرق القانونية لأسباب معقولة أصبح اليهود يكتفون بمجرّد الحصول على إذن به ولأي سبب.
أوجد الله في رحمته نظام الزواج من امرأة واحدة، ليخدم كل من الزوجين قرينه بمحبة مخلصة وإكرام متبادل. فليست الوحدة الجسدية هي الأهم في الرباط الزوجي، بل الاحترام والتقدير من كليهما نحو الآخر. والروح القدس يقدّس العلاقة بين الزوجين، إذا ثبتا في كلمة الإنجيل والمحبّة.
إذا زنى أحدهما فذلك ناتج عن انفصال روحي وهو سيضيّع الثقة والاحترام والخدمة والاهتمام. أما إذا عاشا في تقوى الله، فمحبته تُبارك حبهما، وتحفظهما في انسجام وتعاطف، إذا لم يكن يسوع رب عهد الزواج، فإن تجربة الزنى تتغلغل بأسرع مما تظن. إن المسيح هو الكفيل في الزواج، إن ثبت الزوجان فيه مخلصين، لأنه يعلّمنا الغفران والتسامح والصبر والاحتمال.
إن المسيح، له كل المجد، لم يفتح باب فصم العلاقة الزوجية؛ كبقية الأديان. فإذا انقطعت العلاقة الزوجية بسبب التنافر الروحي وبغض القلب، وفقدت الرغبة في التسامح، عند ذلك يدعو البعض، وهو فكر مضاد لوصية المسيح، إلى إمكانية الطلاق، مدّعين أنه أحسن الطرق وأفضلها للزوجين أن لا يعيشا معا في خصام. انه أيضا في مصلحة الأبناء لكي لا يصابوا بعقد نفسية تهدد مستقبلهم. هؤلاء يجهلون أو يتجاهلون قوة المصالحة والمحبة في صليب المسيح.
إن كل طلاق لغير علة الزِنى يُحسب زِنى، لأن ما جمعه الله لا يفرقه إنسان. وبما أن الوحدة الزوجية لا تتم بالجسد فقط، بل في النفس بالدرجة الأولى، فإن المرأة تظل مرتبطة بزوجها الأول (أمام الله) حتى ولو تزوجت رجلاً آخر. ويل للطرف الذي يطلّق ولا يسامح، إنه المجرم الأكبر. كلنا مصبوغون بخطايانا، ونحتاج إلى غفران الله وتنقية شعورنا الباطن يومياً . والروح القدس يستطيع أن يشفي أمراضنا النفسيّة، ويطهّرنا. بدون روح المسيح لا نستطيع أن نمارس الزواج ولا الطهارة. لأن هذا الروح يكرم الخالق، ولا ينكر المبادئ الطبيعية.

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع نسجد لك لأنك عشت بيننا في كمال الطهارة، وروحك القدوس ضبط جسدك بالعفة الدائمة. اغفر لنا شهواتنا واعمالنا السيئة وأغرس فينا طهارة روحك القدُوس لكي نتواضع ونتسامح كما انك لم تدن الزانية بل صفحت عنها صفحاً.
السُّؤَال
من هو الزاني حسب شريعة المسيح؟