Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
5:5طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. (متى11:29؛ مز37:17)


إن الودعاء سعداء، والودعاء هم الذين يستسلمون ويخضعون ذواتهم لله، لكلمته، لتأديبه. هم الذين يتبعون إرشاداته ويتممون مقاصده، مظهرين كل وداعة لجميع الناس. الذين يستطيعون احتمال الإهانات والإغاظات دون أن ينفعلوا، بل بالحري يصمتون أو يجيبون جواباً ليناً هادئاً. إنهم الذين يستطيعون أن يظهروا استياءهم إذا وجدت الفرصة لذلك دون الخروج عن حدود الأدب والإحتشام. أيضاً هم الذين يستطيعون أن يكونوا باردين هادئين عندما يكون الآخرون حارين وثائرين. هم الذين يستطيعون في صبرهم أن يكبحوا جماح أنفسهم في الوقت الذي يستدعي غليانهم وهيجانهم وثورتهم، الودعاء هم الذين يندر أن يتهيّجوا أو يصعب جداً إثارتهم، بل بالحري يسهل جداً تهدئتهم وسرعان ما يسكن غضبهم، هم الذين يفضلون أن يصفحوا عن عشرين إساءة من أن ينتقموا لإساءة واحدة لأنهم مالكون لأرواحهم.
هؤلاء الودعاء يوصفون بانهم سعداء حتى في هذا العالم. إنهم مطوبون ومباركون لأنهم يشبهون يسوع المبارك لا سيَّما فيما يجب أن يتعلموه منه (متى11: 29) "تعلّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب". ويشبهون الله المبارك نفسه الذي يستطيع أن يجمح غضبه، والذي لا يمكن أن يثور أو يحتد. إنهم مطوبون وسعداء لأنهم ينعمون بأعظم قسط من السعادة والسلام مع أنفسهم وأصدقائهم وإلههم. إنهم يليقون لكل علاقة، وكل حالة، وكل صداقة وعشرة، على استعداد للحياة وللموت.
لكن الأقوياء والزعماء والأغنياء والكثيري الشبع، سينوحون عند مجيء المسيح الثاني وييأسون، لأنهم لم يدركوا دستور الله وخالفوه، فيسقطون إلى أقسى العذاب. أما المسيح الوديع فيرث الأرض ومعه كل الذين قبلوه وغيروا طباعهم من العنف إلى الوداعة.

السُّؤَال
لماذا يرث الودعاء الأرض وليس الأقوياء؟