Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
6:10لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأرْضِ. (متى25:34)


يُتعِب كثير من أهل الأديان أنفسهم ليعرفوا مشيئة ربهم. بذلك نشأت الشرائع والطقوس لتُعلِّم الناس تنفيذ أوامر الله، وفقاً لنزول الوحي. إن هذه السنن والشرائع تُطالب بشدّة: "اعمل هذا، وامتنع عن ذاك". وبالحقيقة لا يستطيع إنسان أن يتمم إرادة الله بدقة كاملة ولا أن يعرفها حقا، لأن البشر خطاة جاهلون.
شكراً لله الذي حررنا من حكم الشريعة الموسوية وثقلها المرهق، وأرسل لنا ابنه ليعلن لنا مشيئته الأبوية اللطيفة. هو لا يطلب منَّا أن نعمل شيئاً لإرضائه، بل هو العامل والمعطي والمبارك على الدوام. إنه الخالق والمخلّص الرحيم. لا يطلب منَّا عملاً مشروطاً ليقبلنا، بل يطلب أن ننفتح على خلاصه ونعمته ونقبل عمله الخلاصي، إنه مصدر كل العطايا. يشاء أن يرحمنا ويباركنا ويساعدنا. وأما إذا قصَّرنا في حفظ وصاياه فهو يشملنا بالغفران بواسطة نعمته وحبه الرّحيم. هل فهمت مشيئة أبيك السماوي؟ لا يطلب منك شيئاً، بل يشتاق أن يباركك ويخلّصك ويملأك بقوة روحه القدوس.أبوك السماوي يريد أن يهبك نفسه وروحه.
هكذا يظهر الفرق بيننا وبين سائر الأديان. فليس إلهنا متسلطا بل أباً حنوناً ومحبته رفعت عنا عقابه وأزالت من قلوبنا الخوف والرعب منه. لهذا نشكره بفرح ونفتش عن مقاصده لننفذها إرضاءً لمحبته العظيمة، ونؤمن أن روحه القدوس يقوينا لحفظ وصاياه تطبيقا لمحبته. فشريعتنا أصبحت ملذتنا وحياتنا.
نحن نصلي كي تكون الأرض أقرب شبهاً إلى السّماء بإتمامنا مشيئة الله، هذه الأرض التي صارت تشبه جهنّم بسبب سيادة مشيئة الشّيطان. نحن نصلي أيضاً لكي يكون القديسون كالملائكة القديسين في عبادتهم وطاعتهم. شكراً لله لأننا على الأرض ولسنا تحت الأرض.

الصَّلَاة
نسجد لك أيها الآب لأنك دفعت إلى ابنك كل سلطان في السماء وعلى الأرض. هو ملكنا ونسجد له، ونطلب منك أن تحقق مشيئتك الأبوية في حياتنا كما أن ملائكتك تنفذ أفكارك. املأنا بمحبتك وادخل اصدقاءنا وأعداءنا إلى ملكوتك ليتقدس اسمك ويسلكوا طوعاً في شريعة محبتك.
السُّؤَال
ماهي مشيئة الله؟