Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
6:11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ.


إن كياننا الطبيعي ضروري لخيرنا الروحي، في هذا العالم. فإننا بعد طلب ما يتعلق بمجد الله وملكوته ومشيئته، نطلب الأشياء الضرورية لهذه الحياة الحاضرة، التي هي عطيّة الله والتي ينبغي أن تُطلب منه.
لم يكن المسيح فيلسوفاً خيالياً، لكنه عاش إنساناً حقاً على هذه الأرض. كان له جسد، يجوع ويحتاج إلى العناية والاهتمام والراحة. عرف أن المريض والجائع والضعيف يصعب عليه تسبيح الله وخدمته بفرح. لم يحتقر المسيح الجسد البشري، لأنه جعله هيكلاً للروح القدس وطلب حفظه وتنشيطه.
لم يعلمنا يسوع أن نطلب الغنى والثروات، كي لا تمتلئ بطوننا بطراً وسكراً، ولم يرشدنا إلى ممارسة الزهد والتقشف، لكي لا نتوهم بأننا نستطيع تقديس أجسادنا بواسطة الضرب والجوع والعطش، إنما علّمنا القناعة لنصلي إلى أبينا: أعطنا كفاف الأكل والشرب واللبس، والعمل والراحة والسكن وضروريات الحياة، لأن كلمة «خبز» تشمل كل حاجات الإنسان الجسدية والروحية والنفسية. نحن لسنا حيوانات تكتفي بالأكل والشرب، بل إننا بحاجة إلى أصدقاء وكتب وفن وصحة. لذلك علَّمنا يسوع أن نطلب بتواضع وثقة كل ما نحتاجه لحفظ حياتنا ليس للمباهاة أو الرفاهية بل لنعيش لله وخدمته فرحين مكتفين بضروريات الحياة.
ألحَّ يسوع أن تخلو طلبات الصلاة الربَّانية من ضمير المتكلم المفرد «أنا»، ليحل محلها ضمير الجمع «نحن». لأن الروح القدس يعلّمنا الاهتمام والابتهال لأجل الآخرين. ليس الله هو أبي فقط، بل أبو جميع المؤمنين على السواء، فمحبته لا تقتصر عليَّ، إنما تشمل جميع الناس. والروح القدس يحررنا من الصلاة الأنانية فلا نطلب من أبينا خبزنا فقط، بل نطلب البركة لكل البشر، مع استعدادنا أن نشاركهم بمؤونتنا.
ليس الإنسان سيد حياته ولا مالك بيوته ولا رب وقته وعضلاته، لأنه مخلوق من الله، ومولود من أبيه السماوي. لهذا أنت ملك له، مع كل ما لديك. لقد أوجدك أبوك السماوي لخدمة المحبة، وهو ينتظر منك أن تشارك إخوانك بمواهبك، إذ لا يجوز لك أن تطلب من أبيك يعينك ويخلص نفسك فحسب إذا كنت لا تطلب نفس الشيء للآخرين. إن القاعدة لنجاحك هي أن تطلب أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تُزاد لك.
بما أن العمل المتواصل هو شرط لكسب الخبز اليومي، نطلب بهذه الطلبة من أبينا أن يعطينا نحن والناس عملاً شريفاً ووظيفة بعرق الجبين.
إن أبانا السماوي غني فوق الإدراك، لكن بسبب طمع أولاده وقساوة قلوبهم تتأخر بركاته عنّا. يعلِّمك الروح القدس أن تصلي لأجل الجائعين والعراة في كل مكان، وبعدئذ اطلب الكفاف اليومي واترك الاهتمام بالغد، لأن أباك المُحب القدير يعتني بك.

الصَّلَاة
أيها الأب السماوي، نشكرك من صميم قلوبنا لأنك لم تقاصصنا بالجوع لأجل خطايانا. اغفر لنا انانيتنا وعلمنا أن نقتسم خبزنا مع الجياع والمحتاجين. املأنا بمحبتك كي لا تشغلنا أية هموم بل نثق بك في حياتنا وموتنا ثقة ثابتة. امنحنا المال الكافي لنشر المطبوعات التبشيرية غذاء روحيا للكثيرين. كما نشكرك لكل عون وإرشاد منحته لنا، اعط كل محتاج عملا شريفاً ليخدمك باجتهاد ومواظبة.
السُّؤَال
ماذا تشمل طلبة من أجل "الخبز اليومي"؟