Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
6:13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. (1يو5:4-5و19)


لا يُضلّ الآب السماوي أحداً ولا يُدخله في تجربة ما، لأن محبته قدوسة تخلّصنا ولا تهلكنا. لكن إذا كان أحد أبنائه لا يتجاوب بجذب وتبكيت الروح القدس للطهارة والحق والمحبة ويبقى في العناء والإسكتبار، هناك يسمح الله للشرير أن يغزوه لكي يسقط في الخطايا والعار. هكذا يدرك أنه غير صالح في نفسه بل فاسد وشرير منذ صغره، فيبكي ويتوب ويرجع إلى أبيه، ملتمساً منه الغفران، وطالباً التغيير والتقديس الكامل.
يشاء أبوك السماوي أن يصيّرك على صورته. وقد وهب لك المسيح اسمه الخاص ويدعوك «مسيحياً» لتسلك ممسوحاً بروحه القدوس، قديساً في المحبة وفرح السلام والصبر اللطيف. وحيثما لا يتحقق أي جزء من فضائل أبيك فيك لقساوة قلبك لا يجد الله طريقاً آخر إلا أن يسمح بهبوب التجربة عليك مثل المرض والضيق والكوارث. إنه يؤدّبك لتتعقل وترجع نادماً طالباً خلاصك وتقديسك في قوته.
إذا طلبت لأجلك ولأجل كل المؤمنين التوبة المستمرة، والحفظ من التجارب ومن السقوط في الأخطاء، فإنك بهذا تطلب تغيير القلوب وتقديسها معاً. إن الرسول بولس، بعد تفسيره مبدأ التبرير مطوَّلاً في الرسالة إلى رومية، أوضح التقديس وتجديد أذهان المؤمنين، ليقدموا أجسادهم ذبيحة حيَّة مرضية عند الله ( رومية12: 1،2). فلابد من تهذيبك، لأن هذه هي إرادة الله قداستنا. والروح القدس يوبخك باستمرار ان تنكر نفسك المتعجرفة وتمتلئ بمحبة الله المتواضعة.
إن التجارب حولك عديدة، لأن الأفلام والدعايات والكتب والملابس وكل الحياة أصبحت صرخة واحدة ضد قداسة الله. من قلبك أيضاً تخرج أفكار شريرة مضادة لوصايا الرب. فكلنا نحتاج إلى الطلبة للحفظ من التجارب. فلنلفظها بوعي ونؤمن بما نقول في صلواتنا.
إن الهدف الأخير لكل تجربة هو عصياننا ضد مشيئة الله وخروجنا من عهده، والابتعاد عن الآب لنحيا في استقلالية عنه.
إن الشعوب المسيحية مهددة بخطر السقوط في التجارب المضادة للمسيح، لأن من يسمع الإنجيل ويؤمن به ويختبر قوته ولا يعمل بالتزامات محبة الله ولا يسلك في إرشاد روح الرب فإنه يقسي قلبه. لهذا تجد، بين الذين اختبروا نعمة العهد القديم والجديد، خطاة أشد خطيئة مما تجد في الشعوب التي لم تسمع بعد عن نعمة الله على الصليب. انتبه ألا تقسي قلبك ضد صوت الله القدوس ولا تعارض جذب روحه إلى التسامح والعفة والحق.
لا تتخيل أنك قوي وذكي وحسن لأنك جاهل ضعيف وخبيث في الأمور الروحية. اعترف بعدم قدرتك أمام أبيك السّماوي وآمن بسلطان المسيح وحده، فهذا هو الطريق الذي غلب فيه ابن الله الشيطان قائلا:"لا يقدر الابن أن يعمل شيئاً من تلقاء نفسه" فالمتكبر يسقط فريسة لإبليس، لكن التائب المتواضع والمتبرر باسم المسيح والسالك في قوة روحه يَثْبت في رحاب ربه إلى الأبد، ويتحرر من شدة التجارب وسلطة الموت، لأن حياة الله ستدوم فيه بلا انقطاع.
لا تظن أنك تستطيع أن تتغلب على الشيطان، لأننا ضعفاء عاجزون أمام ملاك النور الساقط. اطلب من المسيح، غالب الموت وقاهر إبليس، أن يشركك في انتصاره. من يؤمن بيسوع المقتدر يكون واقفاً إلى جانب المنتصر. والمسيح يلقّب الشيطان بالشرير لأنه مصدر كل شر، لا يصدر عنه إلا الخراب والهلاك. يقف العالم في المعركة بين الله والشرير، بين الخير والشر. وكما أن أول كلمة في الصلاة الربانية هي الآب وآخرها الشرير، فحياتك تجري بين هاتين الكلمتين، المعبّرتين عن شخصية الله العظيمة، وشخصية الشيطان عدوه. فإلى من تلتجئ؟
لا تطلب لنفسك فقط الخلاص من قدرة إبليس ومكره، بل اطلب لكل البشر التحرير من قبضة الخبيث وقيود الظلمة، كي ينتقلوا إلى حرية أبناء الله. إن المسيح هو المنجّي القدير، ويفدي كنيسته المبتهلة من سلطات الظلمة المتربّصة. اطلب حلول الروح القدس على أصدقائك ليمتلئوا بالمحبة الحقة، لأنه بدون الروح القدس لا يستطيعون أن يعملوا عملا صالحاً.
عندما يأتي المسيح في المجد، نتقدم إليه بهتاف، لأنه بحضور ملكوته تنتهي سلطة الشيطان نهائياً. فلا يفصلنا عندئذ عن محبة الله، لا الموت ولا الخطيئة ولا التجارب. بهذه الطلبة الأخيرة نلحّ على مجيء المسيح سريعاً، ليظهر ملكوت أبيه علانية بقوة مجده. فهدف الصلاة الربانية هو تحقيق هذا الملكوت الأبوي، الذي يغلب كل القوى المضادة له.

الصَّلَاة
أيها الآب السماوي، نسجد لك لأجل محبتك وخلاص ابنك ولأجل قدرة روحك القدوس. اغلب قلوبنا المتمردة وقدسنا إلى التمام. املأنا بفضائلك لكي لا نصبح فريسة للشيطان. كلنا فاشلون باطلون في الجهاد المقدس، لكن روحك القوي يحررنا ويطلق الكثيرين من سجن الظلم وينقلنا إلى ملكوت محبتك لنتعلم انتصارك على الشرير.
السُّؤَال
كيف نتحرر من كل الشرور في حياتنا؟