Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
6:13لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُّوَةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. (1أخبار29:11-13)


إن تعظيم الآب في مجرى الصلاة الربانية هو جواب الكنيسة وشكرها وسجودها له.

علمنا المسيح أن الله محبة في هيئة الآب، وأعطانا بهذه الصلاة الشهيرة كنزاً ثميناً أعظم مما تُدرك العقول، فهذه الصلاة في الحقيقة هي الصلاة الأبوية لأنها مرتكزة على شخص الآب لتمجيده وتقديس اسمه الأبوي. فهدف إعلان يسوع هو أن نعرف الآب ونكون أولاده ونكرمه بثقتنا ونتوق لمجيء ملكوته على الأرض.

إذا تعمقت في أهم صلاة في الكتاب المقدس، وحفظت كلماتها عن ظهر قلب، وصليتها من صميم فؤادك، تكون قد اقتربت من أبيك الذي يهتم بك ولن يتخلى عنك. ماذا فهمت وأدركت من هذه الصلاة النموذجية؟ هل أصبح الله القدير أباك السماوي في حياتك وإدراكك؟ هل تتكلم معه شخصياً؟ هل أصبحت من أولاده الأحباء؟ أم لا تزال بعيداً عنه؟ هل تشكر اسم الآب بإيمان ثابت وثقة مشكورة؟
لم يعلن لنا المسيح أن الله هو الخالق العظيم، ضابط الكل والديان الأزلي. لم يعلمنا أن نصلي إلى رب العهد أو إلى السيد المتعالي، بل أرشدنا إلى أبيه الخاص، وأشركنا في حقوقه، وأهلنا لنصبح أعضاء في أسرته السرمدية. فلأجل كفارة يسوع المسيح صار لنا إمتياز أن ندعو الله أبانا. لإن المسيح قرّبنا منه وثبتنا فيه وأوصانا أن نُقدس اسم الآب ونقبله محوراً لأفكارنا وآمالنا وأن يكون هو جوهر حضارتنا.
أما الروح القدس فيصرخ في داخلنا "يا أبا الآب، ويشهد لأرواحنا أننا أولاد الله". فإذا تبنّانا الآب السماوي لأجل كفارة ابنه نكون قد وُلدنا ثانية بالروح القدس ليتمركز فينا ويجعلنا أهلا لأبوته ويكلفنا أن نخدمه لكي يأتي ملكوته ويقدسنا في محبته الطاهرة. فنحن الذين اختارنا قبل تأسيس العالم في المسيح نتشوق لرؤيته ونبقى معه في كل حين. إنه يحب كل واحد من خاصته ويشتاق إليه. هل تحبه أنت أيضاً وتشكره وتعمل على تمجيده؟ إن من يكتشف عمق الصلاة الربانية يدرك خُلاصة الإنجيل بأكمله. نحن لا نؤمن بإله عظيم مخيف وغير مدرك، بل بأب قريب محب، ارتبط بنا في العهد الجديد وإلى الأبد.

الصَّلَاة
أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا اليَوْمَ. واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. ولا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ المُلْكَ، وَالقُوَةَ، وَالمَجْدَ، إِلى الأَبَدِ.آمين
السُّؤَال
كيف نعظم الله الآب؟