Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
من يعرف ربه يدين نفسه لا غيره
(7: 1-6)
7:1لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، (2) لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. (3) وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ (4) أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأََخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ. (5) يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَّوَلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ! (إشعياء33:1، مر4:24، رو2:1،1كور4:5)


تألم يسوع من قساوة القلوب والرياء والإستكبار التي في تلاميذه وفي الشعب عامة، فأمرهم أن لا يدينوا إنساناً ما، بل أن يدينوا أنفسهم أولاً. تكشف شريعة المسيح نوايانا السيئة والنجسة، وأسبابها والقرارات المترتبة عنها. إن يسوع يريد أن يصلح مصدر أفكارنا ويجدد قلوبنا أولا لكي يصح الفكر والقول والعمل سوياً.
يعلمنا مخلصنا هنا كيف نسلك إزاء أخطاء الآخرين، ويظهر من لهجته أنه يقصد توبيخ الكتبة والفريسيين الذين كانوا في منتهى القسوة والإستبداد والعجرفة في دينونة كل من حولهم كعادة المتكبرين المغرورين في تبرير أنفسهم.
على أن هذا التحذير موجه إلى أفراد معينين، إلى تلاميذه الذين سيجلسون على كراسي يدينون فيما بعد وليس الآن.
ينبغي ان ندين انفسنا وندين تصرفاتنا، لكن لا ندين أخانا، ولا ندعي لأنفسنا سلطة على الآخرين كما أننا لا نقبل أن تكون لهم سلطة علينا، لأن دستورنا هو أن نكون جميعاً خاضعين بعضنا لبعض.
أحسن أن لا نجلس على كرسي القضاء لنجعل كلمتنا قانوناً على كل لسان.
أفضل أن لا نتسرع في الحكم أو نصدر على أخينا حكماً لا أساس له، مصدره الوحيد غيرتنا وحسدنا وفساد طبيعتنا.
ينبغي أن لا ننظر إلى الآخرين بمنظار أسود أو نستخلص من كلماتهم نواحي سيئة لا تحتملها هذه الكلمات.
ينبغي أن لا تكون الدينونة بدون رحمة أو محبة، أو بروح الإنتقام أو برغبة الإساءة.
ينبغي أن لا نحكم على أخلاق المرء من تصرف واحد، ولا على حقيقته بمجرد تصرفه معنا. لأننا ميالون إلى محاباة أنفسنا إذا ما تعارضت مصلحتنا مع مصلحته.
ينبغي أن لا نحكم على قلوب الآخرين أو نياتهم لأن فحص القلب من اختصاص الله وحده، ولا يجوز لنا التعدي على اختصاصه.
ينبغي أن لا نحكم على مصيرهم الأبدي أو ندعوهم مرائين أو فاجرين أو منبوذين أو هالكين، فهذا تطاول منا وخروج عن حدودنا. لماذا ندين غيرنا؟ علينا أن نسدي إليه النصيحة أو نقدم له المعونة، لكن ليس لنا أن ندينه.
إن كنا ندّعي لأنفسنا حق دينونة الآخرين، فينبغي أن نتوقع دينونة أنفسنا. إن من يعبث بالنظام يقف أمام القضاء ويدان من الناس. والعادة أن أكثر الناس انتقاداً لغيرهم يصيرون أكثرهم عرضة لانتقاد الآخرين، فكل واحد يجد حجراً ليرجمهم. ومن كانت يده ولسانه على كل واحد تصبح يد ولسان كل واحد عليه. ومن لا يشفق على سمعة الآخرين لا يجد من يشفق على سمعته.
يدين الإنسان غيره بسرعة بالغة، فيعتبره إما ضعيفاً أو قويا، فاسداً أو صالحاً، نافعاً أو ضاراً، وكثيراً ما يبغضه ويكرهه ويرفضه. يقول عنه كلمات شريرة. فالإنسان يتصرف كأنه الديان الأزلي ويحكم على الآخرين، يعتبر نفسه صالحاً ومستحقاً أن يفهم ويقر عن الآخرين. ينهانا المسيح عن مثل هذا التفكير والإهانة والعصيان، لأسباب مختلفة:

إن قسوة الإنسان على أخطاء الآخرين عندما يكون هو شخصياً منغمساً في أخطائه إن هي إلاَّ علامة من علامات الرياء. مهما ادعى شخص كهذا فمن المؤكد أنه ليس عدواً للخطيئة، لأنه لو كان كذلك لصار عدواً لخطيئته الشخصية. لذلك لا يستحق المدح، بل هو يبين أنه عدو لأخيه ومن أجل هذا يستحق اللوم. هذه المحبة الروحية ينبغي أن تبدأ من البيت، لأنه كيف تتجاسر –وقد التحفت بالعار- أن تقول لأخيك "دعني أعينك في إصلاح حياتك" بينما أنت لا تهتم مطلقاً بإصلاح نفسك؟ إن قلبك يوبخك بسبب هذه السخافة، وأنت لا تستطيع أن تفعل هذا بشيء من راحة الضمير. سوف تجد أن كل واحد يخبرك بأن الرذيلة لا تُصلح خطيئة، فيا أيها الطبيب إشف نفسك.

الصَّلَاة
أيها الديان الأزلي، ارحمني أنا الخاطئ. لقد أدنت واحتقرت كثيرين من زملائي، فاغفر كبريائي وطهرني من التكبر، لأتغير وأرحم الجميع مثلما ترحمنا أنت. إذا كان من الواجب علي في مهنتي أن أقرر مصير إنسان ما، فاعطني حكمة ومحبة وتأن لكي أعرف مشيئتك أولاً. ساعدني حتى أدين نفسي وأنكر ذاتي أولاً، وأحمل صليبي كل يوم وأتبعك.
السُّؤَال
لماذا حرّم علينا المسيح إدانة الآخرين؟