Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
تطبيق الشريعة بقوة الروح
( 7: 21- 27)
7:21لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (22) كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذ لِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُّوَاتٍ كَثِيرَةً؟ (23) فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ! (متى25:14، لو13:25-27، رو2:13، يع1:22)


خلّصك المسيح لتعمل أعمال شريعته. إن إيمانك بالمخلّص نقلك إلى حياته، وموته برّرَك لتحل قوة روحه القدوس في جسدك. فكيف تثبت أنك من ابناء الله؟
يظهر انتماءك لله من خلال صلاتك، لأن أولاد الله لا يصرخون كل حين: «يارب، يارب» ولا « ياسيد ياسيد» بل يدعون الله "أباهم"، ويستودعون أمورهم وأنفسهم بين يديه، ويثقون بعنايته الدائمة، فيهتدون ويتقوون لأعمال صالحة، ويتعمقون في رسالة الإنجيل، وينمون في ثقة ومحبة ورجاء. لم يحررنا المسيح لنصلح أعمالنا الشريرة بقوتنا الذاتية، بل لنستسلم للروح القدس الذي ينشئ خليقة جديدة مع ثمارها فينا.
حدث مرة أن كاذباً آمن بالمسيح. وكان أصدقاؤه من قبل يقولون عنه إن ثمانين بالمائة من أقواله مبالغ فيها. لكن بعد اهتدائه، قال أحد أصدقائه إن عشرين بالمائة من أقواله مبالغ فيها. ففرح المؤمن المنسحق لأنه نما في الصدق، وطلب من المسيح بدموع أن يخلّصه من المبالغة تماماً، ويجعله صادقاً لآخر كلمة وحرف، مستقيماً في كل كيانه.
إن كنت ترى ضعفاً وعلة في أخلاقك، فاذكرها لدى المسيح معترفاً بندامة، طالباً منه شفاءك وتقديسك. وارفض كل إثم بعزم وقوة.
إن ثباتك في الله يتم من خلال انكارك لنفسك، لأنه لا يسكن في طبيعتك شيء صالح، ولا تستكبر البتة، إذ أن الإستكبار هو خطيئة الشيطان. لا تحاول طرد الشياطين من الملبوسين بقدرتك البشرية لكي لا تحل فيك. ان المسيح هو الوحيد الذي يستطيع طرد الأرواح النجسة بواسطة روحه القدوس. والرب يستخدم شهادتك المخلصة لتحرير وإنقاذ المقيدين.
يدعوك الرب لتكون شاهداً أميناً لأعماله اليوم، فلا تطلب منه معرفة المستقبل متخيلاً أكثر مما يتيح لك الوحي من خلال الكتاب المقدس. ثق بهدى أبيك، ولا تتعب ظاناً أنك قدير. لا تجرب فداء مجتمعنا من الجوع والظلم بواسطة جهودك، إنما اصغ بدقة إلى إرشاد الروح القدس الذي يستخدمك لتبشير الآخرين والقيام بالأعمال الخيرية الضرورية غير المنظورة. إن دعاك المسيح إلى إتمام عمل مبارك لتمجيد أبيه، فإنه يفوضك بسلطانه الخاص. لكن لا تنس عندئذ أنك في ذاتك باطل وأن مواهبك ليست منك، بل أن محبة الله منسكبة فيك، فهي آتية من خارج ذاتك كهبة عظيمة لحياتك الحقيرة. تمعن في نشيد المحبة الوارد في ( 1 كورنثوس 13) لتدرك أن موهبة الخطابة الجذابة والإيمان الناقل للجبال لا يخلصك، بل محبة الروح القدس الصادرة من الإيمان في المسيح يثبتك فيه وتحقق ثمار خلاصك. تمسك إذن بيسوع مثلما يثبت الغصن في الكرمة، فينشئ الرب فيك ثماره، وهذه هي مشيئة أبيك السماوي أن تتحد مع ابنه المسيح وتعيش فيه وهو فيك. ما أعظم هذا الوعد، أن تصبح مؤمناً حقاً، عاملاً بالمحبة الإلهية وخادما بتواضع وتأنّ.
ويل للجماهير المسيحية التي تعتقد أنها على عهد مع الله، لكن لا تتبع المسيح حقاً في حياتها. ويل للكبار في الكنائس والجمعيات الذين يستكبرون ولا يتواضعون امام غيرهم، كغسل أرجل رفاقهم، بل يدينونهم بقسوة. ويل للموهوبين الأذكياء المتكلمين بقوة العبقرية، لكنهم لا يحبون المساكين الصغار. هؤلاء يسقطون إلى الدينونة الصارمة في الآخرة.
إن المحبة هي تكميل الشريعة. الإيمان سينتهي حين يأتي المسيح ثانية إلى عالمنا. والرجاء سينتهي حينما نرى مخلّصنا ونعاين أبانا المجيد. لكن المحبة تبقى خالدة، لأن الله محبة. فاطمح للامتلاء بالمحبة الإلهية، لتطبقها في حياتك، وتظهر أنك بالحقيقة ابنا حقا لأبيك الحنون، وأخاً صادقاً ليسوع المسيح علماً أنه القاضي الديان في القيامة فيفرق بين عاملي المحبة وفاعلي الظلم والإثم. ثابر على تطبيق المحبة التي هي الدليل الوحيد لإيمانك الصحيح.

الصَّلَاة
أيها الآب القدوس، نشكرك لأنك سكبت محبتك في قلوبنا بالروح القدس المُعطَى لنا، طهرتنا بدم ابنك الحبيب. سامحنا لسبب قلة صبرنا، واهتمامنا بأنفسنا واستكبارنا. ثبّتنا في يسوع، لنتمم مشيئتك في قوته، ونثبت في عنايته محروسين محفوظين.
السُّؤَال
من الذي يدخل إلى السماء؟