Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
الرجل العاقل و الجاهل
(متى7: 28-29)
7:24فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. (25) فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأََنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأََنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. (26) وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ جَاهِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ. (27) فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً!


ستسقط عليك عواصف وزوابع، سواء من الناحية المعنوية أو العملية، لأن البشر الملحد يقف تحت غضب الله، وسحب القدير رداءه وسلامه من العالم. إننا نعيش وسط الويلات السابقة لمجيء المسيح الثاني. فإذا قال أحد "السلام عليكم" وهو مغتر، لأن الحرب دقت طبولها، والبغضة تزداد، والجوع يزحف ويخنق، والموبقات تسري في كيان المجتمع. كيف تقف يا أخي وسط هذه الضيقات الهائلة.
أجابك المسيح بكلمة معزية "ليكون لكم في سلام، في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم". فلا تخف لان المقام من بين الأموات وهبك أساساً متيناً لحياتك وجوهرة أثمن من اللآلئ. إنها الإنجيل المقدس العظيم الذي تجد فيه قوة للحياة والموت، للعمل والراحة، للفرح والحزن. فالإنجيل هو الدواء لكل أمراضك وأسقامك. إذا استخدمت هذه الكلمات الإلهية شعاراً لحياتك تصبح ذكياً حكيماً، لا يزعزعك شيء، وتثبت مطمئناً وسط طوفان غضب الله لأنك تعرف صوت ابنه الحنون القائل لك "ثق يا بني، مغفورة لك خطاياك". فالمسيح بالذات هو الأساس المتين لمستقبلك.
ويل للإنسان الذي يبني حياته على فلسفات ومذاهب غير مؤسسة على الصليب، لأنها تخدعه وتكلمه عن تفوق الإنسان ونجاحه بأعماله الخاصة، وتنفخه إلى أن ينفجر. عندئذ يدرك أن لا شيء صالح في نفسه، ويهرب بلا رجاء بتشاؤم مرير ويجلده الخوف جلداً فيركض وراء كل زعيم كاذب وغدار يطلق شعارات تافهة، كلما تلألأت بمخيلته أفكار باطلة. إن الجماهير التي لم تتعلم وتستوعب إنجيل الحق، تُصبح غنيمة سهلة للمسيح الكذاب ومساعديه، وفي نفس الوقت مجدفة على الآب السماوي الذي أحبها وفداها.
لكنك تعرف صوت الراعي الصالح، الذي لا يضج ولا يصرخ، بل يحفظ أتباعه في حقه إلى الأبد، ويقوّيهم للأعمال الصالحة الصادرة عن قوة محبته وصبر رجائه، فلا يستطيع أحد أن يخطفهم من يده. هو والآب واحد. ولا يقدر أحد أن يخطفنا من يد أبينا السماوي. المسيح حي ومالك مع أبيه والروح القدس، إلهاً واحداً، إلى أبد الآبدين. وسيأتي قريباً ليُدخل الذين يعملون حسب الإنجيل إلى ملكوته الروحي، إذ ينتظرونه بترقُّب ممهدين طريقه بسلوك طاهر، ومقدمين له ثمار روحه القدوس.