Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
ب- لاَ بُدَّ مِن الوحدة في الكَنِيْسَة
(فِيْلِبِّي 2: 1- 4)
2:1فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ مَا فِي الْمَسِيحِ إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ إِنْ كَانَتْ أَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ2فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْرًا وَاحِدًا وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ مُفْتَكِرِينَ شَيْئًا وَاحِدًا3لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ بَلْ بِتَوَاضُعٍ حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.4لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا.


وهب المَسِيْح للكَنِيْسَة موهبة الوعظ والتعزية في الخلاص. فالشَّرِيْعَة تكشف خطاياك، وتدين كلَّ خبث كامن في الأعماق. أمَّا الإِنْجِيْلُ فيُريحك، ويؤكِّد لك الغفران الأكيد بالمصلوب؛ وإيمانك به يملؤك بقوَّة محبّته المقدّسة، لتسامح وتحبّ خصومك.
وهذه الدوافع كلُّها هي أعمال الرُّوح الَّذي أشركنا بجوهره الخاصّ، لنخدم بعضنا بعضاً بلطف اللّه في نعمة المَسِيْح. فالكَنِيْسَة هي عبارة عن الشركة مع الثَّالُوْث الأَقْدَس.
لا تعرف الكَنِيْسَة تخطيطاً بشريّاً أو مقاصد سياسيّة، بل إصغاءً متبادلاً باحترامٍ، واحتمالاً للمصاعب والضّيقات بصبر، وتجنباً للمجادلات العقيمة حول العقائد المختلفة. نطلب إلى الرَّبّ أن يغلب فينا الآراء والمعارف المتناقضة، مصلّين أن يُنهي الكبرياء والتحزّب والأنانية بين المُؤْمِنِيْن.
طَلَبَ الرَّسُولُ بُولُس عدّة مرّات، وبكلمات مفعمة بالمحبَّة القويّة الصادقة، مِن أعضاء الكَنَائِس أن يسعوا إلى الوحدة الفكرية والانسجام في المحبَّة، رغم الاختلافات المتنوّعة في الأخلاق والتقاليد. فلا نقرأ أنَّ المَسِيْح أمر تلاميذه بقصِّ شعور رؤوسهم بطريقةٍ أو تسريحةٍ موحَّدة، أو أنَّه أمرهم بارتداء ملابس موحَّدة، ولكنَّه أكّد لهم أنه سيسكب محبّته الخاصّة في قلوبهم، كي يُحبُّوا هم أيضاً بعضهم بعضاً، كما أحبهم هو. فلاَ بُدَّ مِن وحدة الكَنِيْسَة مهما كلّف الأمر. إلاّ أنّنا لا نفقد الحق في محاولتنا توحيد الفرقاء المختلفين. فالمحبة بدون الحق كذب. كما أن الحقّ بدون المحبَّة قتل. فلْنَسعَ إلى وحدة المحبَّة بين الكَنَائِس، مرفقةً بالاحترام المتبادَل، طالبين إلى الرَّبّ أن يوحِّد الأفكار في العقائد والتَّعَالِيْم والطقوس، كي يتجسَّد هو فينا، لأنَّه هو الحقّ الواحد.
أخي الكريم، هل يُدَغْدِغُ نفسَك حُبُّ الظُّهور والتَّكريم والأُبَّهة في جماعة كنيستك؟ إنْ كنتَ هكذا فانظر ألاَّ تقع وتسقط مِن إيمانك. ابقَ صغيراً وخادماً، لأنَّ العبد الأمين هو أفضل الجميع. اعتبر أصدقاءك أهمّ مِن نفسك، فتظلّ ركناً لجماعتك. ولا تَدِن الكَنَائِس الأخرى، بل أحبها واعتبرها أقوى وأمجد مِن جماعتك.
هل تشتاق للسّلطة والمال والمُلك؟ حذار أن تعارض روح الحقّ الَّذي يقودك للتضحية وإنكار الذَّات، وإلاَّ تملَّكك الشَّيْطَان. لا تفكِّر بنفسك أوَّلاً، بل اشعر بضيقات الآخرين. فالتَّوْبَة الحقَّة، تعني تغيير الفكر مِن الدوران حول الذّات إلى الاهتمام باللّه والنّاس على حدٍّ سواء. فهل تحبّ أعضاء كنيستك عملياً؟ وكيف تظهر محبّتك لهم؟

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ القُدُّوْس، رأسي ممتلئٌ بأفكار دنيويّة، ومقاصدي أنانيةٌ، وأحلامي غير مقدّسة. اغفر لي عدم محبتي، وجدِّد ذهني بروحك القُدُّوْس، لكي أصغي لأصدقائي، واجعل قلبي شغوفاً ورحيماً. ساعدني على أن أُنكر ذاتي، وأعتبر نفسي الأصغر، والأضعف، والأكثر احتياجاً إليك في جماعتنا. آمين.
السُّؤَال
كيف نحصل على وحدة القلوب والأفكار في كنيستنا ؟