Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
5- الأخبار عن أسفار تِيْمُوْثَاوُس وأَبَفْرُودِتُسَ
(فِيْلِبِّي 2: 19 -30)
2:19عَلَى أَنِّي أَرْجُو فِي الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ سَرِيعًا تِيمُوثَاوُسَ لِكَيْ تَطِيبَ نَفْسِي إِذَا عَرَفْتُ أَحْوَالَكُمْ.20لأَِنْ لَيْسَ لِي أَحَدٌ آخَرُ نَظِيرُ نَفْسِي يَهْتَمُّ بِأَحْوَالِكُمْ بِإِخْلاَصٍ.21إِذِ الْجَمِيعُ يَطْلُبُونَ مَا هُوَ لأَِنْفُسِهِمْ لاَ مَا هُوَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.22وَأَمَّا اخْتِبَارُهُ فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ كَوَلَدٍ مَعَ أَبٍ خَدَمَ مَعِي لأَِجْلِ الإِنْجِيلِ.23هَذَا أَرْجُو أَنْ أُرْسِلَهُ أَوَّلَ مَا أَرَى أَحْوَالِي حَالاً.24وَأَثِقُ بِالرَّبِّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا سَآتِي إِلَيْكُمْ سَرِيعًا.


في السَّنوات الألفَين الماضية، أرسل المَسِيْح خدَّامه المجتهدين، مرَّةً تلو الأُخرى إلى كَنَائِسه. كما كان عنده تلاميذ متنوّعون أثناء وجوده على الأرض، فدربّهم وعلّمهم وقوّاهم وأرسلهم لتبشير العالم. ولكن لم يكونوا كلّهم أمناء، ولم يضحوا بأنفسهم كلياً. وحاول كثيرون، في تاريخ الكَنِيْسَة، أن يخدموا اللّه والأنا معاً. وهذا يشبه الانفصام في الذَّات. ولكن ماذا عنك عزيزي القارئ، هل تعتبر نفسك ومالك وكتبك وشهاداتك وأمنك أهمّ مِن المَسِيْح وملكوته، أو توليها الأهمية نفسها الَّتي توليها للمسيح وملكوته، أم تقصد تعظيم مخلِّصك وحده؟ اعلم يا أخي أنَّك لا تقدر أن تخدم سيِّدَين، فَإِمَّا أَنْ تُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَتُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ تُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَتَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَخْدِمَ اللهَ وَالْمَالَ.
وقد منح المَسِيْحُ رسولَه بُولُس نعمةً خاصّة. فأعطاه زميلاً في الخدمة، كان أميناً في القليل والكثير. فأقامه بُولُس عدّة مرَّات نائباً عنه في الأماكن الَّتي كان مطروداً منها. وأرسله بالتتالي كسفير المَسِيْح إلى الكَنَائِس، ليحلّ المشاكل المتعدّدة. وهذا السفير هو تِيْمُوْثَاوُس ابن رجل أممي وسيّدة يهوديّة، آمنت بالمَسِيْح. لهذا كان له امتياز معرفة لغتين مختلفتين، كما أنه عاش في تقاليد حضارتين متنافرتين. وأهمّ شيء أنّه كان ممتلئاً بالرُّوْح القُدُس وموافَقاً عليه مِن شيوخ الكَنَائِس، ويُعتبر بالنسبة لبُولُس كابن روحي. فخدم الرَّسُول كأب له في المَسِيْح بحنان وأمانة مستمرّة، وبانسجام تامّ. وفي الوقت نفسه اهتم بالكَنَائِس، واعتنى بها بمواظبة، لأنَّه كان شفيقاً؛ فأشفق على الأفراد، وفهم حاجات الجميع، وحمل هموم الشيوخ، وعاش مع الشبيبة، ونبّههم وعزّاهم وقوّاهم وأرشدهم للحياة في القَدَاسَة والخدمة.
وثبت تِيْمُوْثَاوُس في المَسِيْح، حتّى صار عبد محبّته كبُولُس تماماً. فخرجت منه أنهر قوى روحيّة، لأنَّ يَسُوع ملأ قلبه. فلم يطلب تِيْمُوْثَاوُس ما هو لنفسه، بل عاش وتألّم لأجل فاديه المصلوب الحيّ. هل سلَّمت نفسك ومالَك للمَسِيْح، أم إنَّ تيار الشهوة هو الَّذي يقود حياتك؟ الكَنِيْسَة بحاجة ماسّة إلى خدَّام أمناء. فتشجَّع يا أخي، وكُن أحدهم.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الآبُ السَّمَاوِِيّ، نشكرك لأنّك منحتَ بُولُسَ زميلاً أميناً في الخدمة. إنَّنا حين ننظر إلى أنفسنا، نعترف بميلنا إلى الأنانية والاتكال على الذّات. علِّمنا أن نخدمك، بكلّ جزء فينا وإلى الأبد، ونضحّي بأنفسنا، ليتقدّس اسمك الأبوي، ويأتي ملكوتك الأبدي، وتجري مشيئتك الخلاصيّة في أمَّتنا وبلادنا. وامنح كَنَائِسك في عصرنا خدَّاماً أمناء، يبذلون ذواتهم لمجد اسمك القُدُّوْس. آميـن.
السُّؤَال
ما هي الصّفات البارزة في تِيْمُوْثَاوُس؟