Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
2- ماذا سيفعل النبي الكذاب؟
(رؤيا 13: 13- 17)
13:13وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَاراً تَنْزِلُ مِنَ السّماء عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ،14وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ, قَائِلاً لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ. 15وَأُعْطِيَ أَنْ يُعْطِيَ رُوحاً لِصُورَةِ الْوَحْشِ, حَتَّى تَتَكَلَّمَ صُورَةُ الْوَحْشِ وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ.16وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ, الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ, وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ, وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ, تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جِبْهَتِهِمْ,17وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ إِلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ.

يعرف النبي الكذاب أنَّ مشاعر النَّاس تثور وتضطرم لرؤية العجائب. كان الشَّيطان قد جرَّب يسوع أن يربح النَّاس في مكان الهيكل بواسطة معجزة استعراضيَّة تثير المشاعر (متَّى 4: 5- 7)، ولكنَّ الرّبّ رفض هذه التَّجربة وفضَّل عليها طريق الصَّليب. أنزل النَّبي إيليَّا ناراً مِن السّماء لحرق ذبيحته (1 ملوك 18: 38- 39) وأعدائه أيضاً (2 ملوك 1: 9- 14). أمَّا يسوع فانتهر يوحنَّا ويعقوب اللَّذَين أرادا استنزال نارٍ مِن السّماء على السَّامريّين غير الودودين قائلاً لهما: لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا (لوقا 9: 51- 56). ولكن في اليوم الخمسين نزل الرّوح القُدُس مِن السّماء مع هبوب ريح قويّة مفاجئة وظهرت للمؤمنين المصلِّين أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ (أعمال الرُّسل 2: 2- 3).
بطريقةٍ مماثلةٍ يريد النبي الكذاب أن يملأ الجنس البشري بروحه مِن نار جهنَّم، ولكنَّه لا يقدر أن يصنع سوى نار كاذبة. كان القيصر الرُّوماني "كاليغولا" يملك آلةً مضيئةً تجعله يبدو كإلهٍ يُطلق سهاماً مضيئةً. نظير ذلك سيُدير النبي الكذاب ألعاباً ناريَّةً بديعةً تُضيء السّماء كلَّها وتُدهش الجميع. قد تكون لديه صواريخ مجهَّزة بقنابل فسفوريَّة تُطلَق على أعداء الوحش مِنَ البَحْرِ وتنفجر في السّماء فتنصبُّ النَّار على معارضيه. في الحرب العالميَّة الثَّانية احترقت مدنٌ بأكملها بهذه الطَّريقة. في جميع الحالات لن تكون النَّار الشَّيطانية النَّازلة مِن السّماء بركةً وخلاصاً، بل ناراً مدمِّرةً ومفترسةً.
يُحذِّر سفر الرّؤيا جميع أتباع المسيح مِن عجائب وآيات النبي الكذاب. كانت آيات يسوع شفاءً، أو طرد شياطين، أو إشباع 5000 مستمع، أو تهدئة عاصفة. ولم يكن قصد هذه الآيات ملء النَّاس بالحماسة بل خلاصهم وولادتهم مِن جديدٍ. كان يسوع غالباً ما يسأل الأشخاص الذين يشفيهم ألاَّ يُخبروا أحداً عن شفائهم (متَّى 8: 4؛ 9: 30 وآيات أخرى) لأنَّه كان يقصد توبة الأفراد وليس حشد حركة جماهيريَّة بواسطة العجائب واستثارة المشاعر.
ولكنَّ الأمر مختلفٌ مع النبي الكذاب، فهو يُضلِّل الناس بواسطة عجائبه الكاذبة في حقل التكنولوجيا الحديثة والبحث الجيني والحملات الفضائيَّة، وفي الأكاذيب الإعلاميَّة وبواسطة الإتصالات بأرواح الموتى كي تجري الجماهير نحوه. ولكنَّه لا يربط النَّاس به بل بابن التِّنين القريب منه والذي يتحكَّم به بصمتٍ واستمرارٍ. يترك الرّوح المضادُّ كلَّ شرفٍ لابن الشِّرير كما أخذ منه القدرة على صنع الآيات. فالنبي الكذاب ليس سوى منفِّذ وأداة وعبد مطيع. وهو يعلم جيِّداً أنَّه لا يقدر أن يفعل شيئاً بدون التِّنين؛ فهو يخضع للوحش الطَّالع مِنَ البَحْرِ ليس بداعي المحبَّة والتَّوقير بل خوفاً منه وبقدر ما هو معنيٌّ ينتفع منه متحسِّباً ببرودةٍ كواسطةٍ إلى نهايةٍ.

يأمر النبي بإلهامٍ مِن ضدّ المسيح مستمعيه المتحمِّسين بصنع صورةٍ للوحش الذي شفي مِن جرح السَّيف، فينبغي أن يصبح شفاء الميّت وخلوده المزعوم منظوراً في كلِّ مكانٍ كي يسجد الجميع لرجسة الْخَرَابِ هذه. وعِنْدَئِذٍ يتعدَّى النبي الكذاب عن عمدٍ على الوصيَّة الأولى في شريعة موسى التي تحرِّم صنع أيِّ صورةٍ أو تمثالٍ أو صنمٍ والسُّجود لها كأساسٍ لكلِّ خطيَّةٍ. يعرف النَّبي، كعالمٍ متدرِّبٍ نفسانيّاً، أنَّ نصباً ميتاً وصلباً لا يجذب سوى اهتمامٍ ثانويٍّ، ولذلك يعيد نبض الحياة للصُّورة بروحه المعطى له مِن ابن التِّنين. يمكننا أن نتصوَّر هذا الرّوح في أيَّامنا هذه كالكهرباء التي تُضيف نشاطاً حركيّاً للصُّورة.
لا نعلم هل راقب يوحنَّا في رؤياه تعاقب حياة ضدّ المسيح كما تُمثَّل على شاشةٍ كبيرةٍ في دار للسِّينما أو هل رأى كيف كان الناس الآليّون يتحرَّكون في وقتٍ واحدٍ معاً وفقاً لحركات ابن التِّنين الأصليَّة. أيَّاً كانت الحالة، إنَّ الصّور الناطقة اليوم كتلك التي في رؤيا الرَّائي غنيَّةٌ عن البيان. حتَّى الأحداث الشَّاملة يُمكن مشاهدتها في وقتٍ واحدٍ في معظم غرف الجلوس بالصَّوت والصُّورة.
ربَّما تتضمَّن الصُّورة المتكلِّمة بالنِّسبة إلى يوحنَّا أفعالاً غيبيَّةً. كان الكهنة المصريُّون يزعمون أنَّ لديهم القدرة على إحياء النُّصُب الحجريَّة. في القرون الوسطى كانت ثمَّة صورٌ كثيرةٌ باكيةٌ ومتكلِّمةٌ وعجائبيّةٌ لمريم وللظُّهورات المزعومة للعذراء في الهواء، ولا تزال هذه حتَّى يومنا هذا في الشَّرق الأوسط. يزعم السَّحَرة في ريف إندونيسيا أنَّ لديهم القدرة على جعل أرواحهم منظورة وعلى جعلها تتكلَّم وتعمل وتقاتل بعضها البعض. في القوى الخفيَّة وعوالم الغيب قوىً مرهِقة ومقيِّدة يعرفها القليل مِن الناس فقط في الدُّول المتقدِّمة. وإنَّنا نُحذِّر كلَّ مَن يُجرَّب في مثل هذه الممارسات لأنَّ كلَّ مَن ينفتح لهذه الأرواح سيُقيَّد ويُربَط في أعماق نفسه.

ثمَّة وجه إضافي للرُّؤيا يصعب تفسيره: إنَّ الصُّورة المتكلِّمة والمتحرِّكة لضدّ المسيح قادرةٌ على قتل كلِّ شخصٍ لا يسجد لها. في بعض الهياكل اليونانيَّة في أيَّام الشَّيْخ الجَلِيْل يوحنَّا كان المناوئون الرَّافضون السُّجود في المجامع الرَّسمية يُطعَنون حتَّى الموت مِن الخلف مِن قبل شرطة الهيكل حتَّى يقعوا جميعاً في نهاية المطاف على الأرض أمام الإله أو الصَّنم "ساجدين" له. وربَّما يحثُّ ابن التِّنين السَّاجدين المتحمّسين، بواسطة التلفزيون أو بواسطة نصب متكلِّم، على ضرب وركل "الكفَّار" الذين لم يسجدوا للصَّنَم. وفي جميع الأحوال سيُسجَد للصُّورة سواء طوعاً أو غصباً.
مِن الواضح أنَّ المسلمين لا يسجدون للصُّور والأصنام، بمعزلٍ عن الحقيقة أنَّهم يركعون لله باتِّجاه حجر الكعبة الأسود في مكَّة يوميَّاً حتَّى 34 مرَّة في كلِّ مكانٍ على الأرض. أمَّا الكفَّار والأرواحيُّون وعبَّاد الأصنام الذين لا يخضعون للإسلام عن قصدٍ في الدُّول التي يفتحها الإسلام كانت تقتضي الشّريعة قتلهم. وحتى لا يُسفك دمهم باعوهم. فقد بيع أكثر مِن 40 مليون أفريقي كعبيدٍ إلى جنوب ووسط وشمال أمريكا بين عامي 1562 و1810 م. غالباً لأنَّهم لم يقبلوا الإسلام ورفضوا السُّجود لله. فصار إمّا السُّجود أو الموت، الرُّكوع لله أو جحيم العبوديّة، هذا هو "الخيار" الذي بدأ عند محمَّد وأصحابه.
هل ينبغي أن يموت جميع المسيحيِّين خلال السَّنوات الثلاث ونصف السَّنة مِن مرحلة سلطان ضدّ المسيح ونبيِّه الماكر؟ نظريّاً، نعم. جَمِيعُ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ يُقْتَلُونَ. أمَّا الذين لا يزالون أحياء فقد سجدوا للصُّورة. سيكون ثمَّة كثيرٌ مِن المرائين الذين يسجدون للوحش بسبب الخوف رغم أنَّهم لا يؤمنون بألوهيَّته. أمَّا الذين يعترفون أنَّهم مسيحيُّون فعليهم مواجهة الشَّهادة. عِنْدَئِذٍ فقط يشهد ليسوع هؤلاء الرَّاغبون في الموت لأجل إيمانهم.
ينبغي للكنائس أن تكون مستعدَّةً لهذا التَّحدي في أيَّامنا هذه كي لا يدهشوا ويتخذوا خطَّ المقاومة الأقل وبسبب السُّجود المطلوب ينفتحوا لضدّ المسيح برياءٍ فيستسلموا له ويخدعوا أنفسهم بأنَّهم قادرون أن يخدموا المسيح سرّاً. إنَّ ربَّنا لا يُكلِّل قلباً منقسماً. وكذلك الإنسان لا يريد أن يعيش مع امرأةٍ تهب نفسها إلى رجلٍ آخر. لذلك يُعتبَر كلُّ راعي كنيسة مسؤولاً عن إعداد أعضاء كنيسته في الوقت المناسب للمعاناة المقبلة. وهذا يحتاج إلى الصّلاة، ومحبَّة المسيح وإرشاد الرّوح القُدُس.
يوضح تاريخ الكنيسة أنَّ المسيح المقام لا يريد أن يُقتَل جميع أتباعه لأجل اسمه. حتَّى آخر أيّام الزَّمان الأخير سيُرجَع إلى كنائس يسوع المسيح على هذه الأرض. وحتَّى أكمل أنظمة ضدّ المسيح سيحار مِن العجائب التي يواصل صنعها الله المُثَلَّث الأَقَانِيْمِ.
تنهَّد النَّبي إيليَّا في زمنه وظنَّ أنَّه سيكون المؤمن الوحيد الباقي مِن شعب العهد القديم. ولكنَّ الرّبّ أعلن له عِنْدَئِذٍ أنَّ سبعة آلاف شخص أيضاً لم يجثوا للبعل (1 ملوك 19: 14- 18). وفي بابل عندما أُلقي الفتيان الثلاثة شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو بسبب أمانتهم في أتون النار المتَّقدة كان دانيال غائباً (دانيال 3). وفي المقابل لم يُذكَر هؤلاء الرِّجال الثَّلاثة عندما وثق دانيال بإلهه وهو في وضعية الصّلاة صامداً في جبِّ الأسود بين الوحوش الجائعة (دانيال 6). إنَّ إلهنا أكثر براعةً في حفظ النَّاس ممَّا يعلم الثَّالُوْث الشَّيْطَانِيّ. ومع ذلك سيأتي وقتٌ حين لا يقدر المسيحيّ أن يكون مسيحيّاً إلاَّ إذا كان مستعدّاً أن يحيا الحياة الأبديّة في المسيح مُدركاً ما أعدَّه الله لكلِّ من يموت في حبِّ اسمه الكريم، وأنَّ الموت في الإيمان به هو الحياة.:

يؤدِّي تهديد الصُّورة بقتل الذين لا يسجدون لضدّ المسيح وصورته إلى تحوُّلٍ مفاجئٍ للجماهير وللسُّلطات أيضاً، الأغنياء والمحتاجين، الأحرار والعبيد. يريد كلُّ واحدٍ أن يعيش. لا يهمُّ معظم النَّاس مِن يُوالون أو يُناصرون، أو لمَن يخضعون طالما أنَّ المال يدخل جيوبهم. فهُم يُحبُّون أن يتزوَّجوا ويستمتعوا بإجازاتهم ويتمتَّعوا بحياة هنيئةٍ. ويبدو الله والشَّيطان بعيدَين عنهم. وهكذا تتحكَّم المادِّية بأكثريَّة النَّاس بصرف النَّظر عن الدِّين الذي ينتمون إليه. الجماهير مستعدَّةٌ أن تخضع لأقلِّيةٍ متعصِّبةٍ لمدَّةٍ ما مِن الزَّمن في سبيل الحصول على سلام وهدوءٍ بدلاً مِن طلب الله بكلِّ القلب لإيجاد الحياة الحقيقيَّة.
يُزيل الوحش الطَّالع مِنَ البَحْرِ، والمتوعِّد بقتل كلِّ مَن يرفض السُّجود، فجأةً جميع الفروق الطَّبقيَّة. فلا امتياز بعد لامرأةٍ أو رجلٍ، لطفلٍ أو راشدٍ، لعبدٍ أو حرٍّ، لاشتراكيٍّ أو رأسماليٍّ، إذ يُصبحون جميعاً متَّحدين بسبب الخوف فيسجدون للوحش كي يستمرُّوا في الحياة. السُّجود "للخالد" بالنِّسبة إلى بعضهم أمرٌ فاتنٌ يستحوذ على ألبابهم إلى حدٍّ ما، فهم يرجون بواسطة سجودهم أن يشتركوا في تعافيه مِن الموت.
وحيث إنَّ صورة الوحش لا يستطيع أن يراها كلُّ واحدٍ في كلِّ مكانٍ مِن العالم كي يسجدوا لها، في خيمةٍ للبدو، أو في كوخٍ مقبَّبٍ للإسكيمو، أو في طائرةٍ، أو في دغلٍ؛ يأتي النَّبي الكذَّاب بفكرةٍ أبعد ليُخضع الجميع لضدّ المسيح: ينبغي لكلِّ واحدٍ أن يحمل سمةً على يده اليمنى أو على جبهته. فعِنْدَئِذٍ سيحتشد النَّاس زرافاتٍ ووحداناً ليأخذوا سمة الوحش، إذ إنَّ هذه السِّمة تعني النَّجاح في المجتمع، والحقَّ في الشِّراء والبيع، وربَّما أيضاً الحصول على البنزين أو الإنتقال على الطَّريق. بدون سمة ضدّ المسيح في تلك الأيَّام لن يقدر أحدٌ على الإستمرار في البقاء بطريقةٍ طبيعيَّةٍ.
يعرف الذين عاشوا في رايخ هتلر الثَّالث أنَّ علامة الصَّليب المعقوف على الذِّراع اليمنى، أو على الصَّدر، أو على القبَّعة كانت تُنبئ مِن بعيدٍ عن نوع الرّوح الذي ينتمي الشَّخص إليه. 12 سنة فقط مِن إعصار الزَّعيم النازي المدمِّر في ألمانيا العظمى كلَّفت ملايين النَّاس حياتهم خلال الحرب العالميَّة الثَّانية.
في الجانب الشَّرقي حكمت النَّجمة الشُّيوعية الخماسيَّة على خلفيَّةٍ حمراء كالدَّم 70 سنة كرمزٍ لانتصار البولشفية. وتحت هذا الرَّمز عانى الحرمان ومات ملايين المزارعين والعمَّال والمفكِّرين والقسوس الذين لم يخضعوا له. وفي الصِّين لا تزال النَّجمة نفسها تُقيِّد خمس الجنس البشري في سجنٍ روحيٍّ. فالذين لا يؤدُّون فروض الطَّاعة والولاء لماو أو لخلفائه بدون قيدٍ أو شرطٍ يُضطهَدون بوحشيَّةٍ أو تُغسَل أدمغتهم أو يتمُّ التَّخلص منهم.
اختار الإسلام الهلال رمزاً له مُحدِّداً به التَّقويم ومواسم الأعياد. وحصد المنجل الإسلاميُّ خلال 1375 سنة مسلمين متمرِّدين وأمماً بأكملها. يُعاني خمس البشر تحت حطم هذا الرَّمز.
يجتمع الماسونيُّون تحت رمز فرجارين وعين تراقب كلَّ شيءٍ. ويحمل الملوك والأساقفة والحاخامات والزُّعماء السِّياسيُّون خاتماً منقوشاً عليه هذا الرَّمز الذي يعمل بسرِّيةٍ على التَّحكم باقتصاد دول عديدةٍ بطريقةٍ أنجح مِمَّا قد يظنُّه كثيرٌ مِن النَّاس.
أمَّا رمز ضدّ المسيح فلن يكون علامةً سرِّيةً ولن يوهَب فقط إلى نخبةٍ مِن أعضاء منظَّمةٍ أو حزبٍ، بل سيستخدَم كبطاقة هويَّة لكلِّ ساجدٍ ويُعطيه حقَّ الحياة والعمل والشِّراء والبيع. وبدون هذه العلامة لن يستطيع أحدٌ أن يعيش أثناء السّنوات الثلاث والنصف للوحش. وفي أيَّامنا هذه يحمل بعض النَّاس العدد 666 مثلاً كدبُّوس مخفي على قفا طيَّة صدر السّترة التي تشكِّل امتداداً للقَبَّة.
لا يستطيع المسيحيّون أن يقبلوا هذه العلامة الغامضة التي ترمز إلى اسم
أو عدد الوحش بما أنَّهم قد اتَّخذوا مِن رمز الصَّليب ملجأً لهم. يحمل الكثير منهم صليباً صغيراً على صدره كرمز حرزٍ أو حماية. والقليل مِن هذه الصُّلبان مصنوعٌ مِن الذَّهب أو الأحجار الكريمة. في ملء الزَّمان سيُوحِّد الصَّليب، كرمز للألم، جميع المسيحيّين الذين يتبعون حَمَل اللهِ الذي هو مُعْلَنٌ لهم: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي (متَّى 16: 24- 26).
لا يعدنا يسوع بحياة رغيدةٍ مرفَّهةٍ، بل يدعو الذين يريدون أن يتبعوه جدِّياً أن يُنكروا أنفسهم ورغباتهم وجميع آمالهم الدُّنيوية، وأن يتواضعوا ويحمل كلٌّ منهم صليب نكران ذاته، وأن يعترفوا بخطاياهم للحَمَل، وأن ينالوا المغفرة والتَّبرير مِن المصلوب، وأن يبدأوا في اتِّباع حَمَل اللهِ دون إكثار في الكلام. اعترف الرَّسول بولس قائلاً: مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ, فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ (غلاطية 2: 19- 20).
يدعونا الصَّليب إلى إماتة أنانيتنا ويُحرِّرنا لخدمة قريبنا أو للموت شهداء. لا يقدر أحدٌ أن يخدم سيِّدين. لا يمكننا في وقتٍ واحدٍ أن نحمل صليب المسيح وأن نقبل علامة ابن التِّنين. ستكون كنيسة الحَمَل مكروهةً مِن جميع الأمم وستُعزَل وتُجابَه بجمهورٍ لا يوصَف مِن جماعة ضدّ المسيح.
فهل اتَّخذتنا قرارنا بالنِّسبة إلى يسوع دون قيدٍ أو شرطٍ، وسلَّمنا أنفسنا للحَمَل إلى الأبد، أم أنَّنا نترنّح ما بين الحَمَل المذبوح وابن التِّنين المتألِّق؟ أو هل نحن مراؤون فيما نحاول أن نخدم المسيح وفي الوقت نفسه نجري وراء التِّنين؟
يُختَم المسيحيّون الواعون، عندما يعتمدون، بالرّوح القُدُس ويحملون اسم الآب والابن في قوّة الرّوح على نحوٍ منظورٍ على جباههم محفوراً في قلوبهم (أفسس 1: 13- 14؛ 4: 30؛ رؤيا 7: 2؛ 14: 1). لقد كرَّسنا أنفسنا طوعاً لله المُثَلَّث الأَقَانِيْمِ ونحن نطيعه ليس خوفاً بل حبّاً وامتناناً. هو أبونا ومخلِّصنا ومُعزِّينا. وهو يعيننا في كلِّ وقتٍ في حياتنا، حتَّى في أمسِّ حاجاتنا خلال نظام ضدّ المسيح (متَّى 28: 20). وهو يحفظنا في الحياة الأبديَّة.

الصَّلَاة
أيّها الآب السّماوي، نسجد لك، لأنك الحق والمحبّة معا. إنّ قدرة محبتك عاملة بالسّلام، ولكن النبي الكذاب ينفذ جهاده بالمكر، ويقوم بالعجائب المدهشة. ساعدنا لكي لا نتعجّب من معجزات عبد الشرير، الذي يضلّ الجماهير، ويقودهم ليسجدوا للوحش وأبيه التنين. آمين.
السُّؤَال
من أين سيأخذ النبي الكذاب مواهبه ليسيطر على أذهان الجماهير؟ كيف تتكلم اليوم صور الأشخاص في البيوت والسيّارات؟ ما هي الرّموز الدالة على أتباع الدّجّال، ومن لا يحملها لن يقدر أن يشتري اللزومات لعائلته؟