Commentaries
Arabic
- إنجيل المسيح حسب البشير متى
(عبد المسيح وزملاؤه) - إنجيل المسيح حسب البشير مَرْقُس
(عبد المسيح وزملاؤه) - إنجيل المسيح حسب البشير لوقا
(عبد المسيح وزملاؤه) - إِنْجِيْلُ المَسِيْحِِِ حسبَ البَشير يُوْحَنَّا
(عَبْدُ المَسِيْح وَزُمَلاؤُه) - أعمال الرسل حسب البشير لوقا
(عبد المسيح وزملاؤه) - رِسَالةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ رُوْمِيَة
(عَبدُ المَسِيْح وزُمَلاؤه) - رسالة بُوْلُس الرَّسُوْل إلى أهْلِ غَلاَطِيَّة
(عَبْدُ المَسِيْح وَزُمَلاؤُه) - رِسالةُ بُولُسَ الرَّسُول إِلَى أَهْلِ كَنِيْسَةِ فِيْلِبِّي
(عبد المَسِيْح وزملاؤه) - رِسالةُ بولس الرَّسول إِلَى الكَنِيْسَةِ في كُوْلُوْسِّيْ
(عبد المسيح وزملاؤه) - رِسَالَةِ بولس الرَّسول إلى العِبْرَانِيِّيْنَ
(عَبد المسِيح وزُملاؤُه) - رِسَالةُ يَعْقُوب
(عَبد المسِيح وزُملاؤُه) - رُؤْيا يوحنا اللاهوتي
(عَبْدُ المَسِيْح وَزُمَلاؤُه)
English
- The Gospel of Christ according to Matthew
(Abd al-Masih and Colleagues) - The Gospel of Christ according to Mark
(Abd al-Masih and Colleagues) - The Gospel of Christ according to Luke
(Abd al-Masih and Colleagues) - The Gospel of Christ according to John
(Abd al-Masih and Colleagues) - Acts of the Apostles
(Abd al-Masih and Colleagues) - Studies in the Letter of Paul to the Romans
(Abd al-Masih and Colleagues)
German
- Die Offenbarung des Johannes
(Abd al-Masih and Colleagues)
مقدمة
الجزء الأول
من إعلان يسوع المسيح ليوحنا اللاهوتي
(رؤيا يوحنا 1:1-3: 22)
من إعلان يسوع المسيح ليوحنا اللاهوتي
(رؤيا يوحنا 1:1-3: 22)
مقدِّمة يوحنا الرسول لإعلان يسوع المسيح
(رؤيا يوحنا 1:1-8)
1- التحية لأعضاء الكنيسة من أصل سامي في كنائس آسيا الصغرى
(رؤيا يوحنا 1:1-3)
(رؤيا يوحنا 1:1-8)
1- التحية لأعضاء الكنيسة من أصل سامي في كنائس آسيا الصغرى
(رؤيا يوحنا 1:1-3)
2: التحيَّة لأعضاء الكنائس اليونانية في آسيا الصغرى
(رؤيا يوحنا 1: 4-6)
(رؤيا يوحنا 1: 4-6)
3: موضوع إعلان يسوع المسيح وهدفه
(رؤيا يوحنا 7:1)
(رؤيا يوحنا 7:1)
4- ختم الله على إعلان يسوع المسيح
(رؤيا يوحنا1: 8)
(رؤيا يوحنا1: 8)
أوّلاً: ظهورُ الرّب المجيد المقام مِنْ بَيْن الأَمْوَاتِ
(رؤيا يوحنا 1: 9- 20)
مقدّمة: يوحنا المنفي في جزيرة بطمس
(رؤيا يوحنا 1: 9)
(رؤيا يوحنا 1: 9- 20)
مقدّمة: يوحنا المنفي في جزيرة بطمس
(رؤيا يوحنا 1: 9)
1- ظهورُ ابن الإنسان كرئيس الكَهنة وديّان العالم
(رؤيا يوحنا 1: 10- 16)
دَعوةُ يوحَنا في يوم الرّب
(رؤيا يوحنا 1: 10- 16)
دَعوةُ يوحَنا في يوم الرّب
خروجُ الرّب مِن خفائه
1- ابنُ الإنسان يتعمّق في التّعريف بنفسه لعبده يوحنا
(رؤيا يوحنا 1: 17- 18)
(رؤيا يوحنا 1: 17- 18)
3- توضيح لرموز الكواكب السبعة والمناير السَّبع
(رؤيا يوحنا 1: 19- 20)
(رؤيا يوحنا 1: 19- 20)
ثانياً: رسائل يسوع المسيح المقام مِنْ بَيْن الأَمْوَاتِ
إلى الكنائس السّبع في أسيا الصّغرى
(رؤيا يوحنا 2: 1- 3: 21)
رسالة يسوع المسيح إلى ملاك كنيسة أفسس
(رؤيا يوحنا 2: 1- 7)
إلى الكنائس السّبع في أسيا الصّغرى
(رؤيا يوحنا 2: 1- 3: 21)
رسالة يسوع المسيح إلى ملاك كنيسة أفسس
(رؤيا يوحنا 2: 1- 7)
2- رسالة يسوع المسيح إلى راعي كنيسة سميرنا (ازمير)
(رؤيا يوحنا ا 2: 8- 11)
(رؤيا يوحنا ا 2: 8- 11)
3- الرّسالةُ إلى مَلاك الكنيسةِ التي في برغامس
(رؤيا يوحنا 2: 12 -17)
(رؤيا يوحنا 2: 12 -17)
الرّسالة إلى راعي الكنيسة في ثياتيرا
(رؤيا يوحنا 2: 18- 29)
(رؤيا يوحنا 2: 18- 29)
5- رِسَالة يَسوع إلى راعي الكنيسَة التي في ساردس
(رؤيا يوحنا 3: 1- 6)
(رؤيا يوحنا 3: 1- 6)
6- رسَالة يَسوع المَسيْح إلى رَاعي الكَنيسَة في فيلادلفيا
(رؤيا يوحنا 3: 7- 13)
(رؤيا يوحنا 3: 7- 13)
7- رِسَالة يَسوع المَسيْح إلى رَاعي كَنيسَة اللاودكيّين
(رؤيا يوحنا 3: 14- 21)
(رؤيا يوحنا 3: 14- 21)
ثالثاً: مَن لهُ أذنٌ فليَسْمَع مَا يَقولهُ الرّوحُ للكَنائِس
(رؤيا يوحنا 3: 22)
(رؤيا يوحنا 3: 22)
الجزْء الثانِي
مِن إعلان يَسُوْع المَسِيْح ليوحنَّا اللاَّهُوْتِيّ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 4: 1- 6: 17)
مِن إعلان يَسُوْع المَسِيْح ليوحنَّا اللاَّهُوْتِيّ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 4: 1- 6: 17)
تَربّعُ يَسُوْع عَلى العَرش وفُرسان الدَّينونَة السَّبعة
1- الجَالِس على العَرْش
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 4: 1- 3)
1- الجَالِس على العَرْش
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 4: 1- 3)
مجد الله
2- محيط عرش القدير
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 4: 4- 8)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 4: 4- 8)
عاصفة البروق والرّعود والأصوات في عرش الله
البحر الزجاجي
الأَحياء الأربعة في العرش
(حراس العرش)
(حراس العرش)
3- عبادة الجالِس على العرش
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 4: 8- 12)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 4: 8- 12)
سجود الأَرْبَعَة وَالعِشْرِيْنَ شَيْخاً
عبادة الأَرْبَعَة وَالعِشْرِيْنَ شَيْخاً
1- الاستعداد لاعتلاء العرش
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 5: 1- 6)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 5: 1- 6)
المنادي السّماوي يحطم كبرياء العالم
الأسد من يهوذا، ابن داود
الأسد يظهر كحمل مذبوح
2 – تفويض الحمل ملءَ سلطان الله
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 5: 7)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 5: 7)
عبادة الحمل من الخليقة كلها
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 5: 8- 14)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 5: 8- 14)
ترنيمة الشيوخ الأربعة والعشرين بمناسبة اعتلاء العرش
تَرنيمَة عِبادَة مِن جمهور المَلائكة
عبادة الحَمل مِن الخليقة كلها
الفصل الثالِث: حَمَل اللهِ يفتح الختوم السَّبْعة
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 1- 17)
الختم الأول: 1- الجالس على الفرس الأبيض
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 1- 2)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 1- 17)
الختم الأول: 1- الجالس على الفرس الأبيض
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 1- 2)
اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ, وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.
الختم الثانِي:الجالس على الفرس الأحمر
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 3- 4)
الختم الثانِي:الجالس على الفرس الأحمر
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 3- 4)
الختم الثالِث: لجالس على الفرس الأسود
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 5- 6)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 5- 6)
الختم الرَّابِع: 4- الجالس على الفرس الأخضر
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 7- 8)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 7- 8)
الختم الخامس: 5- نفوس الشّهداء الصّارخة تحت مذبح المحرقة
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 9- 11)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 9- 11)
الختم السَّادِس: بداية كوارث نهاية الزمن
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 12- 17)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 12- 17)
الجزء الثالِث
من إعلان يَسُوْع المَسِيْح ليوحنا اللاَّهُوْتِيّ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 1-9: 21)
من إعلان يَسُوْع المَسِيْح ليوحنا اللاَّهُوْتِيّ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 1-9: 21)
أولاً: كنيسة الله وحمله من بَنِي يَعْقُوْبَ ومن الأمم
(رؤيا يو حنا 7: 1- 17)
1 – فترة لختم عبيد الله
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 1- 3)
(رؤيا يو حنا 7: 1- 17)
1 – فترة لختم عبيد الله
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 1- 3)
2 – ال 144000 المختومون من بَنِي يَعْقُوْبَ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 4- 8)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 4- 8)
3- جمع المختارين من الأمم الذي لا يُعَدُّ أمام عرش الله وحَمَلِه
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 9- 17)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 9- 17)
ترنيمة عبادة جميع الملائكة
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 11- 12)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 11- 12)
جمهور الشهداء الذي لا يُعَدّ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 13- 17)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 13- 17)
ثالثاً: حَمَل اللهِ يفتح الختم السابع
المُخبر بدينونة الأَبْوَاق السَّبعة ونداء الويلات الثلاثة
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 1- 9: 21)
المُخبر بدينونة الأَبْوَاق السَّبعة ونداء الويلات الثلاثة
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 1- 9: 21)
سبعة ملائكة يتلقون سبعة أبواق
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 2)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 2)
صلوات القديسين تُصفَّى على مذبح البخور الذهبي
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 3- 5)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 3- 5)
رؤساء الملائكة السبعة وبَنُو يَعْقُوْبَ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 6)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 6)
2- دينونة الأَبْوَاق السبعة
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 7- 9: 21)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 7- 9: 21)
البوق الثانِي: ثلث البحار يَفسد
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 8- 9)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 8- 9)
البوق الثالِث: مياه الشرب تصبح مُرَّة
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 10- 11)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 10- 11)
البوق الرَّابِع: الكواكب تفقد نورها الوضَّاء
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 12)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 12)
نداء ويل النّسر
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 13)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 13)
البوق الخامس: غزو الجراد
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 1- 11)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 1- 11)
غزو الجراد
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 3- 6)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 3- 6)
جيوش الشياطين في الهجوم
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 7- 11)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 7- 11)
البوق السَّادِس مع نداء الويل الثانِي
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 12- 19)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 12- 19)
قدوم جيش المليونين
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 17- 19)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 17- 19)
3- مَن يتوب اليوم؟
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 20- 21)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 20- 21)
الجُزء الرَّابِع
مِن إعلان يَسُوْع المَسِيْح ليوحنا اللاَّهُوْتِيّ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 10: 1-12: 17)
مِن إعلان يَسُوْع المَسِيْح ليوحنا اللاَّهُوْتِيّ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 10: 1-12: 17)
القسم الأوَّل: الاستعدادات قبل البوق الأخير
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 10: 1- 11: 2)
ظهور ملاكٍ قويٍّ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 10: 1- 4)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 10: 1- 11: 2)
ظهور ملاكٍ قويٍّ
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 10: 1- 4)
قَسَم الملاك
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 10: 5- 7)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 10: 5- 7)
مَن يأكل سِفراً؟
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 10: 8- 11)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 10: 8- 11)
قياس هيكل الله
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 11: 1- 2)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 11: 1- 2)
القسم الثانِي: شاهدا حَمَل ألله في وقت النِّهاية
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 11: 3- 14)
1260 يوماً مِن كرازة التَّوبة
(رؤيا يوحنا 11: 3- 6)
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 11: 3- 14)
1260 يوماً مِن كرازة التَّوبة
(رؤيا يوحنا 11: 3- 6)
موت الشَّاهدَين
(رؤيا 11: 7- 10)
(رؤيا 11: 7- 10)
قيامة الشَّاهدَين
(رؤيا 11: 11- 14)
(رؤيا 11: 11- 14)
القسم الرَّابِع: البوق السَّابع
(11: 14- 18)
الويل الثالِث آتٍ سريعاً
(11: 14- 15)
(11: 14- 18)
الويل الثالِث آتٍ سريعاً
(11: 14- 15)
سجود الأَرْبَعَة وَالعِشْرِيْنَ شَيْخاً لله
(رؤيا يوحنا 11: 16- 18)
(رؤيا يوحنا 11: 16- 18)
الهيكل المفتوح في السَّماء
(رؤيا يوحنا 11: 19)
(رؤيا يوحنا 11: 19)
القسم الخامس: التَّطوُّرات الحاسمةالتي تعقب البوق السَّابع
(رؤيا يوحنا 12: 1- 17)
المرأة المتسربلة بالشَّمس
(رؤيا يوحنا 12: 1- 2)
(رؤيا يوحنا 12: 1- 17)
المرأة المتسربلة بالشَّمس
(رؤيا يوحنا 12: 1- 2)
التنين العظيم الأحمر
(رؤيا يوحنا 12: 3- 4)
(رؤيا يوحنا 12: 3- 4)
ولادة رئيس السَّلام
(رؤيا يوحنا 12 : 5)
(رؤيا يوحنا 12 : 5)
المرأة في البرِّيَّة
(رؤيا يوحنا 12: 6)
(رؤيا يوحنا 12: 6)
طَرْحُ التِّنِّين إلى الأَرْض
(رؤيا يوحنا 12: 7- 9)
(رؤيا يوحنا 12: 7- 9)
إعلان انتصار السَّماء وغالبي الشَّيطان
(رؤيا يوحنا 12: 10- 11)
(رؤيا يوحنا 12: 10- 11)
غضب التِّنِّين
(رؤيا يوحنا 12: 12)
(رؤيا يوحنا 12: 12)
الكنيسة المضطَهَدَة
(رؤيا يوحنا 12: 13- 17)
(رؤيا يوحنا 12: 13- 17)
الجزء الخامس
المسيح الدّجّال وحمل الله مع أحكام الدينونة:الجامات المدمِّرة
(رؤيا 13: 1- 16: 21)
المسيح الدّجّال وحمل الله مع أحكام الدينونة:الجامات المدمِّرة
(رؤيا 13: 1- 16: 21)
القسم الأوَّل: ظهور ضدّ المسيح
(رؤيا 13: 1- 10)
1- الوحش الطَّالع مِنَ البَحْرِ
(رؤيا 13: 1- 4)
(رؤيا 13: 1- 10)
1- الوحش الطَّالع مِنَ البَحْرِ
(رؤيا 13: 1- 4)
2- أفعال الوحش
(رؤيا 13: 5- 8)
(رؤيا 13: 5- 8)
3- مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ
(رؤيا 13: 9- 10)
(رؤيا 13: 9- 10)
القسم الثَّاني: ظهور النَّبي الكذَّاب
(رؤيا 13: 11- 18)
1- الوحش الطَّالع مِن الأرض
(رؤيا 13: 11- 12)
(رؤيا 13: 11- 18)
1- الوحش الطَّالع مِن الأرض
(رؤيا 13: 11- 12)
2- ماذا سيفعل النبي الكذاب؟
(رؤيا 13: 13- 17)
(رؤيا 13: 13- 17)
3- عدد ضدّ المسيح
(رؤيا 13: 18)
(رؤيا 13: 18)
القسم الثَّالث: حَمَل اللهِ وسط شهدائه وهم المئة والأربعة والأربعين ألفاًالذين مِن بني يعقوب
(رؤيا 14: 1- 5)
شعور المفديِّين بالأمان مع حَمَل اللهِ
(رؤيا 14: 1- 5)
(رؤيا 14: 1- 5)
شعور المفديِّين بالأمان مع حَمَل اللهِ
(رؤيا 14: 1- 5)
القسم الرَّابع: الإنذارات الأخيرة حول غضب الله
(رؤيا 14: 6- 20)
إعلان انتصار الله ودينونته
(رؤيا 14: 6- 20)
(رؤيا 14: 6- 20)
إعلان انتصار الله ودينونته
(رؤيا 14: 6- 20)
2- فرحة النَّصر بسقوط بابل
(رؤيا 14: 8)
(رؤيا 14: 8)
4- العذاب الأبدي للسَّاجدين للوحش
(رؤيا 14: 9- 11)
(رؤيا 14: 9- 11)
5- صوتٌ مِن السّماء يُعزِّي الأموات في الرّبّ
(رؤيا 14: 12- 13)
(رؤيا 14: 12- 13)
6- ابن الإنسان على سحابةٍ بيضاء
(رؤيا 14: 14- 16)
(رؤيا 14: 14- 16)
7- حصادُ الملاكِ كرمَ الأرض كدينونة الله
(رؤيا 14: 17- 20)
(رؤيا 14: 17- 20)
القسم الخامس: ترنيمة الظَّافرين
(رؤيا 15: 1- 4)
(رؤيا 15: 1- 4)
القسم السَّادس: جامات غضب الله السَّبعة
(رؤيا 15: 5- 16: 21)
الهيكل في السّماء مملوءٌ دخاناً
(رؤيا 15: 5- 8)
(رؤيا 15: 5- 16: 21)
الهيكل في السّماء مملوءٌ دخاناً
(رؤيا 15: 5- 8)
جام الغضب الأوَّل دمامل رهيبة ومؤلمة لأتباع ابن التِّنين
(رؤيا 16: 1- 2)
(رؤيا 16: 1- 2)
جام الغضب الثَّاني البحر يُصبح دماً
(رؤيا 16: 3)
(رؤيا 16: 3)
جام الغضب الثَّالث: الأنهار وينابيع المياه تصير دماً
(رؤيا 16: 4- 7)
(رؤيا 16: 4- 7)
جام الغضب الرَّابع: الشَّمس تحرق النَّاس على الأرض
(رؤيا 16: 8- 9)
(رؤيا 16: 8- 9)
جام الغضب الخامس: الظَّلام يحلُّ بعرش الوحش
(رؤيا 16: 10- 11)
(رؤيا 16: 10- 11)
جام الغضب السَّاد: الاستعدادات للمعركة ضدّ الله وحَمَله
(رؤيا 16: 12- 16)
(رؤيا 16: 12- 16)
جام الغضب السَّابع: الزَّلزلة العظيمة والبَرَد الرَّهيب
(رؤيا 16: 17- 21)
(رؤيا 16: 17- 21)
الجزء السَّادس
نهاية المُضِلِّ العظيم والاستعداد لعرس الحَمَل
(رؤيا 17: 1- 19: 10)
نهاية المُضِلِّ العظيم والاستعداد لعرس الحَمَل
(رؤيا 17: 1- 19: 10)
القسم الأوَّل: دينونة الله لبابل الزَّانية
(رؤيا 17: 1- 18: 24)
1- ملاك الدَّينونة يأمر يوحنَّا بالمجيء
(رؤيا 17: 1- 2)
(رؤيا 17: 1- 18: 24)
1- ملاك الدَّينونة يأمر يوحنَّا بالمجيء
(رؤيا 17: 1- 2)
2- صورةٌ مقرَّبةٌ لبابل الزَّانية
(رؤيا 17: 3- 6)
(رؤيا 17: 3- 6)
3- ملاك الدَّينونة يشهد لنهاية ضدّ المسيح
(رؤيا 17: 7- 9)
(رؤيا 17: 7- 9)
4- الانتصار المُعْلَن مُقَدَّماً لِحَمَل اللهِ على ضدّ المسيح (رؤيا 17: 9- 14)
5- نهاية بابل الزَّانية
(رؤيا 17: 15- 18)
(رؤيا 17: 15- 18)
6- ملاكٌ يُعلن مسبقاً: إنَّ بابل قد دُمِّرَت (رؤيا 18: 1- 3)
7- صوتٌ آخَر مِن السّماء يدعو شعب الله إلى ترك بابل
(رؤيا 18: 4- 5)
(رؤيا 18: 4- 5)
8- الأمر بتنفيذ الدَّينونة
(رؤيا 18: 6- 8)
(رؤيا 18: 6- 8)
9- المناحات على سقوط بابل
(رؤيا 18: 9- 19)
(رؤيا 18: 9- 19)
10- فرح الكنيسة المكتملة في السّماء
(رؤيا 18: 20)
(رؤيا 18: 20)
11- إعلانُ ملاكٍ سقوطَ بابل حزينا
(رؤيا 18: 21- 24)
(رؤيا 18: 21- 24)
القسم الثَّاني: التَّهليل العظيم في السّماء
(رؤيا 19: 1- 10)
1- الابتهاج للإنتصار أمام عرش الله
(رؤيا 19: 1- 4)
(رؤيا 19: 1- 10)
1- الابتهاج للإنتصار أمام عرش الله
(رؤيا 19: 1- 4)
2- التماس المزيد مِن السُّجود لله
(رؤيا 19: 5- 7)
(رؤيا 19: 5- 7)
3- الاستعداد لعرس الحمل
(رؤيا 19: 7- 10)
(رؤيا 19: 7- 10)
الجُزء السَّابع
نَعَمْ.أَنَا آتِي سَرِيعًا: انتصارُ المَسِيْح في مجيئِه الثَّاني وانبثاقُ العالَم الجَدِيْد
(رؤيا 19: 11- 22: 21)
نَعَمْ.أَنَا آتِي سَرِيعًا: انتصارُ المَسِيْح في مجيئِه الثَّاني وانبثاقُ العالَم الجَدِيْد
(رؤيا 19: 11- 22: 21)
القسم الأوَّل: عودة المَسِيْح بحسب رؤى الرَّسُوْل يُوْحَنَّا عن آخر الزَّمان
(رؤيا 19: 11- 21)
1- مجيء المَسِيْح كديَّانٍ لضدّ المَسِيْح
(رؤيا 19: 11- 16)
(رؤيا 19: 11- 21)
1- مجيء المَسِيْح كديَّانٍ لضدّ المَسِيْح
(رؤيا 19: 11- 16)
2- انتصار المَسِيْح على ضدّ المَسِيْح وجيشه
(رؤيا 19: 17- 21)
(رؤيا 19: 17- 21)
2- بيانات عن الأَلْف السَّنَةِ في سفر الرُّؤْيَا
(رؤيا 20: 1- 4)
(رؤيا 20: 1- 4)
3- قيامة الأموات الأولى
(رؤيا 20: 4- 6)
(رؤيا 20: 4- 6)
4- ثورة جَهَنَّم
(رؤيا 20: 7- 9)
(رؤيا 20: 7- 9)
العاصفة النَّاريَّة مِن السَّماء
(رؤيا 20: 9- 10)
(رؤيا 20: 9- 10)
القسم الثَّالث: الدَّيْنُوْنَة الأخيرة
(رؤيا 20: 11- 15)
دينونة العالم بحسب الرُّؤْيَا
(رؤيا 20: 11)
(رؤيا 20: 11- 15)
دينونة العالم بحسب الرُّؤْيَا
(رؤيا 20: 11)
قيامةُ الأموات
(رؤيا 20: 12- 13)
(رؤيا 20: 12- 13)
سَيُدانُ المَوْتُ
(رؤيا 20: 14- 15)
(رؤيا 20: 14- 15)
2- انبثاق عالَمٍ جديدٍ
(رؤيا 21: 1)
(رؤيا 21: 1)
3- أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة
(رؤيا 21: 2)
(رؤيا 21: 2)
4- الله في وسط النَّاس
(رؤيا 21: 3- 4)
(رؤيا 21: 3- 4)
6 – يضمن الله ظهور العالم الجَدِيْد
(رؤيا 21: 5)
(رؤيا 21: 5)
6- قد تمَّ (رؤيا 21: 6)
7- مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ يَكُونُ لِلَّهِ ابْنًا
(رؤيا 21: 7)
(رؤيا 21: 7)
8- مَن هم الذَّاهبون إلى جَهَنَّم؟
(رؤيا 21: 8)
(رؤيا 21: 8)
القسم الخامس:أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة: عروس حمل ألله
(رؤيا 21: 9- 22: 5)
1- عروس حَمَل اللهِ
(رؤيا 21: 9- 11)
(رؤيا 21: 9- 22: 5)
1- عروس حَمَل اللهِ
(رؤيا 21: 9- 11)
2- السُّور العالي حول المدينة المقدَّسة
(رؤيا 21: 12- 14)
(رؤيا 21: 12- 14)
3- أبعاد أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة
(رؤيا 21: 15- 17)
(رؤيا 21: 15- 17)
4- مواد بناء المدينة المقدَّسة
(رؤيا 21: 18- 21)
(رؤيا 21: 18- 21)
5- الهيكل هو الله نفسه وحَمَله
(رؤيا 21: 22- 23)
(رؤيا 21: 22- 23)
6- تمشي شعوبٌ بنور مدينة الله
(رؤيا 21: 24- 27)
(رؤيا 21: 24- 27)
7- نَهْر مَاءِ الحَيَاة الخارجُ مِنْ عَرْشِ اللهِ وحَمَله
(رؤيا 22: 1-2)
(رؤيا 22: 1-2)
8- َعَبِيدُ الله سيَخْدِمُونَهُ ويَنْظُرُونَ وَجْهَهُ
(رؤيا 22: 3- 5)
(رؤيا 22: 3- 5)
القسم السَّادس: ضمانة يَسُوْع المَسِيْح لتحقيق نبوءاته
(رؤيا 22: 6- 21)
1- الإعلان أمينٌ وصادقٌ
(رؤيا 22: 6- 9)
(رؤيا 22: 6- 21)
1- الإعلان أمينٌ وصادقٌ
(رؤيا 22: 6- 9)
2- عَرض الخلاص الأخير
(رؤيا 22: 10- 15)
(رؤيا 22: 10- 15)
3- ضرورة مجيء يَسُوْع
(رؤيا 22: 16- 17)
(رؤيا 22: 16- 17)
4- لا تتلاعب بهذه النُّبوءة
(رؤيا 22: 18- 19)
(رؤيا 22: 18- 19)
5- نَعَمْ. أَنَا آتِي سَرِيعًا
(رؤيا 22: 20)
(رؤيا 22: 20)
نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم
القسم الخامس: ترنيمة الظَّافرين
(رؤيا 15: 1- 4)
من الأرجح أنَّ الرَّائي بعدما رأى مقدَّماً دينونة الأرض في مرحلتين بدأ يسجد ويرفع الشُّكر ويُصلِّي ويتشفَّع. فبالنّسبة إليه لم تكن المسألة مسألة أسرار وبرامج وخلفيَّة لأحداث نهاية الزَّمان، بل صلَّى وتألَّم لأجل كنائسه في أَسِيَّا الصُّغْرَى التي كانت بحاجةٍ إلى راعيها المنفي مِن قبل سلطات الإِمْبرَاطُوْرِيَّة الرُّوْمَانِيَّة. كان يوحنَّا قد رأى في رؤياه الذِّئاب الضَّارية تدخل كنيسته وكيف حلَّت الصَّواعق والبَرَد بالكنيسة المتروكة، ولكن كان عليه أن يبقى صابراً في بطمس. لم يكن بوسعه أن يفعل شيئاً سوى أن يصلِّي ويؤمن ويرجو.
كانت استجابة يسوع المسيح لألم يوحنَّا إعلان سلسلةٍ مِن الرُّؤى التي أودعها رسلَه لتعزية الأجيال القادمة وتعليمها. وعلى الرَّغم مِن أنَّ يوحنَّا كان منفيّاً ومحكوماً عليه بالخمول والقعود عن العمل إلاَّ أنَّ الرّبّ أقام لخادمه منبراً استطاع منه أن يعظ جميع الأمم وجميع الأجيال القادمة، فأحيا بذلك وعداً قديماً: الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذَهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ, مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ (مزمور 126: 5- 6).
رأى يوحنَّا في السّماء علامة مبهمة عظيمة وشفَّافة. ظهر سبعة ملائكة رفيعي المقام لتنفيذ ضربات أحكام الدَّينونة السَّبعة الأخيرة إكمالاً لغضبه العادل.
لاحظ الشَّيْخ الجَلِيْل أوَّلاً شيئاً كبحرٍ مِن زجاجٍ أمام عرش الله وقد امتدَّ سطحه السَّاكن إلى حدٍّ بعيدٍ في جميع الإتِّجاهات وأتاح التَّبصُّر فيما تفعله الأمم. بدا هذا البحر الهادئ كشاشةٍ كبيرةٍ لمركز مراقبةٍ حيث يمكن رصد كلِّ حركةٍ في الهواء حول الأرض نهاراً وليلاً. كان البحر الزُّجاجي صافياً كالزُّجاج ورائقاً وشفَّافاً. ولذلك كان ممكناً رؤية أمطار النَّار ونيران الغابات والمدن في جميع أنحاء العالم.
وعلى حدود بحر الزُّجاج رأى يوحنَّا جوقةً عظيمةً مِن المرتِّلين ومعهم قيثارات الله. وقيل له: إنَّهم الغالبون الذين غلبوا ضدّ المسيح في الضَّعف العظيم مستهينين بموتهم واثقين فقط بنعمة حَمَل اللهِ الحافظة. فهم لم يسجدوا لابن الهلاك ولا حنوا رؤوسهم أمام صورته الشَّبيهة بالإنسان الآلي، ولا قبلوا علامته أو عدده. ورغم الإضطهادات والتَّجارب كلِّها لم يتسلَّط عليهم ابن التِّنين ولا النبيّ الكذَّاب ولا بابل الزَّانية لأنَّهم أحبّوا حَمَل اللهِ وأسلموا أنفسهم له. كان لهم ختم الرّوح القُدُس في قلوبهم. وإذ كانوا مولودين ثانيةً لم يُقتلوا بالسُّخرية أو الموت. لقد غلبوا العالم بإيمانهم بالآب والابن والرّوح القُدُس، وهم أحياء في المسيح إلى الأبد (1 يوحنَّا 5: 4- 5).
كمكافأةٍ على انتصارهم الرّوحي على ضدّ المسيح الذي حقَّقوه دون أسلحةٍ أرضيَّةٍ، أُعطي المرتِّلون القيثارات السَّماوية مِن مخزن الله. كان المرتِّلون المذكورون سابقاً أمام عرش الله الذين عزفوا بمهارةٍ على قيثارات كهذه هم الشُّيُوخُ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ الذين حول عرش الرّبّ الإله القدير (رؤيا 5: 8- 10) والملائكة الذين رافقوا المرنِّمين الْمِئَةَ وَالأَرْبَعَةَ وَالأَرْبَعِيْنَ أَلْفاً بعزفٍ لا نظير له (رؤيا 14: 2- 3).
لترانيم الشُّكر والظَّفَر التي يترنَّم بها الظَّافرون في الأَيَّام الأَخِيْرَة مضمونٌ مختلفٌ عن ترانيم العبادة السَّابقة، وهي متوازنةٌ بخصوص الحمد وأسبابه. رتَّل الغالبون ترنيمة موسى وترنيمة الحمل. ومن المحتمل أنَّهم يهود أرثوذكس متمسِّكون بشريعة موسى بالإضافة إلى يهود عصرّيين أو مسيحيّين مِن جميع الأمم ممَّن مجَّدوا ابن الله المصلوب. وفي الجوقة تمَّ التَّغلب على الفصل بين اليهود والمسيحيّين الذين من أمم نجسة. لقد كانوا واحداً في المسيح (أفسس 2: 11- 22). كان الحمل قد وحَّدهم في ذاته، وفي روحه سجدوا لله.
في الآية الأولى مِن ترنيمة الغالبين في الأَيَّام الأَخِيْرَة تُمجَّد أعمال الله العظيمة. إنَّهم يمجِّدون أعماله وليس انتصارهم، ولا يتكلَّمون عن ألمهم. يشهدون للأعمال العجيبة والمدهشة والتي لا تُستقصى التي عملها الله في المسيح بواسطة الرّوح القُدُس. إلهنا يعمل، ولا يجلس في السّماء دون حراكٍ كبوذا الذي يضحك وهو جالسٌ في عرشه فوق بؤس شعبه. يُعلن يسوع: أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ (يوحنَّا 5: 17). انتهت استراحة الله منذ سقوط خليقته الحبيبة والرائعة في الخطيَّة والعصيان والشَّر. وهو يعمل منذ ذلك الوقت وينشط ويُخلِّص ويُشارك في تاريخ الإنسان. والقوّة التي تُدير أعماله هي محبَّته. العهدان القديم والجديد زاخران بالأفعال التي تصف أعمال الله في وقتٍ ما وفي أماكن خاصَّةٍ ولأشخاصٍ معيَّنين. فينبغي أن تقودنا حياة وأعمال يسوع وأعمال رسله في الرّوح القُدُس إلى التعبّد له بشكرٍ وامتنانٍ. حتَّى في أيَّام ضدّ المسيح لا تنتهي أعمال الله، إذ يقول يسوع: هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ (متَّى 28: 20).
يخاطب الغالبون الله بالرّبّ. وهذا يؤيِّد الحقيقة أنَّ غالبيَّة المرنِّمين مِن شعب العهد القديم، إذ إنَّ يهوه يُقال له (الرّبّ) 6828 مرَّة في أسفار التَّوراة، وفي المزامير، وفي الأنبياء. هو إله العهد الذي كرَّس نفسه لأجل شعبه العنيد بأمانته الأبديَّة. ضربهم ونفاهم إلى بابل ولكنَّه لم يتخلَّ عنهم. وعندما أسلموا ابنه ليُصلَب شتَّتهم بين الأمم. ولكنَّه ظلَّ أميناً لهم حتَّى في الغرف التي أعدَّها هتلر للإعدام خنقاً بالغاز. فإيمانهم صار برَّهم.
ويشهد المرتِّلون مِن العهد الجديد بدورهم ليسوع كربِّهم. نقرأ هذا اللَّقب ليسوع 216 مرَّة في العهد الجديد وهو يعني أنَّ حَمَل اللهِ قد ختم بدمه عهداً أبديّاً مع أتباعه. وهو يُنعم عليهم بالحياة الأبديَّة. سيعترف كُلُّ لِسَانٍ في نهايَةِ الزَّمانِ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللَّهِ الآبِ (فيلبي 2: 11).
العبارة "الله" هي في العبريَّة "إيلوهيم". ومعنى "إيل" القوّة والقدرة (متَّى 26: 64)، أمَّا "هيم" فهي ضمير جمع؛ فمعنى "إيلوهيم" إذاً أنَّ القوّة والقدرة ليستا شخصاً واحداً بل وحدة مِن جمع. ويرى المسيحيون في ذلك إشارةً خفيَّةً إلى الثَّالُوْث الأَقْدَس. أمَّا اليهود والمسلمون فيرون في صيغة الجمع هذه إجلالاً لاسم الجلالة في عبادتهم. نقرأ العبارة "إيلوهيم" 2600 مرَّة في العهد القديم، ولكنَّها ليست محدَّدةً بذاتها، بل تأخذ معناها مِن خلال الإسم "يهوه" كما هو مكتوبٌ في بداية الوصايا العشر: أَنَا (يهوه) الرّبّ إِلَهُكَ (سفر الخروج 20: 2).
يُضيف المرتِّلون، للتَّأكُّد مِن أنَّ ترنيمتهم لن يساء فهمها، صفةً ثالثةً ساميةً إلى اسم ربِّهم: فهو القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ. في السَّرَّاء يعبر هذا اللَّقب شفاهنا بسهولةٍ، أمَّا في الضَّرَّاء والضِّيقة والإضطهاد والتَّشهير والتَّعذيب والضَّعف والخطر والموت ليس لمؤمنٍ واحدٍ فقط بل لكنائس بأجمعها فسيُصبح هذا اللَّقب اعترافاً ضدّ الواقع المنظور. مات الشُّهداء في كلِّ زمانٍ ومِن كلِّ أمَّةٍ لأجل يسوع لأنَّهم آمنوا أنَّ يسوع هو ابن الله القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ. نقرأ هذا الإعتراف أنَّ الله "إلهٌ قادرٌ عَلَى كُلِّ شَيءٍ" ثمان مرَّاتٍ في سفر الرّؤيا (رؤيا 4: 8؛ 11: 17؛ 15: 3؛ 16: 7، 14؛ 19: 6، 15؛ 21: 22) كشهادة ملحَّة مِن المؤمنين لانتصارٍ لا يفوقه انتصارٌ للحَمَل. إنَّ شهادتهم الباسلة لخالق وربِّ وديَّان العالم هي السِّلاح الذي سيُغلَب به ضدّ المسيح ونبيُّه المحتال وزانيته الدَّاعية إلى مزج الأديان.
لو كانت جوقة المرتِّلين بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي مكوَّنة مِن مسيحيين فقط مِن الأمم لكانوا قد خاطبوا الله كالآب القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ بواسطة قانون الإيمان النيقاوي. ومِن جهةٍ أخرى، في هذه الحالة، أنَّها مسألة قضاء وقصاص وكارثة بحيث يبدو مِن الملائم في هذه الحالة مخاطبة الله القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ كالرّبّ والملك وليس كالآب.
يمضي السَّطر التَّالي مِن هذه التَّرنيمة بتفصيلٍ أكثر، فطرق الله عادلةٌ وحقٌّ حتَّى في جميع الأحداث التي لا يُعرَف كنهها. الله أكثر استقامةً وعدلاً مِن معظم قضاة الأرض المستقيمين.
يقول أحد الشُّعراء:
اعترف أيُّوب المبتلى بالقروح الكريهة قائلاً: الْقَدِيرُ لاَ نُدْرِكُهُ. عَظِيمُ القوّة وَالْحَقِّ وَكَثِيرُ الْبِرِّ. لاَ يُجَاوِبُ (أيُّوب 37: 23).
لعلَّنا نرى عمق عدل الله على الصَّليب. يكره القدّوس خطيَّة كلِّ إنسانٍ ولا بدَّ له مِن التَّكفير عنها لأجل العدالة بدون رحمةٍ. وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ (عِبْرَانِيِّيْنَ 9: 22). ويحبُّ الخالق خليقته السَّاقطة والمنجَّسة والمعاندة حبّاً عظيماً حتَّى إنَّه بابنه حمل جميع خطايا العالم ومات بدل جميع الناس. وهو يبقى عادلاً حتَّى عندما يُبرِّر الأشرار (رومية 1: 17) لأنَّه هو نفسه احتمل قصاصهم. إِنَّ اللَّهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ... جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً, خَطِيَّةً لأَجْلِنَا, لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللَّهِ فِيهِ (2 كورنثوس 5: 19- 21).
أمَّا الذي يرفض أو ينكر أو يفتري على نعمة ملك الكون وتضحية ابنه الوحيد بحياته لأجلنا فعليه أن يتحمَّل قصاصه. وسيحلُّ عليه جام غضب الله. هذا هو حال كلِّ روح مضادٍّ للمسيحيّة وكلِّ زبانية عدوِّ الله. مَن لا يسجد للمصلوب سيقع عليه ظلُّ الصَّليب ويدينه. ينبغي أن نصلِّي أكثر لأجل أعداء المسيح كي نُنقذهم مِن الدَّينونة التي لا مفرَّ منها. علينا أن نشهد لحقِّ الفداء في المسيح لأجلهم كي لا يشتكوا علينا في يوم الدَّينونة قائلين إنَّهم لم يعرفوا شيئاً عن ذلك.
يُخاطب المرتِّلون الرّبّ كملك الأمم. تدلُّ العبارة "ملك" في نطاق اللغة السّاميَّة إلى المالك القدير لجميع الدُّول والمدن والناس في مجال سلطانه. والملك لغويّاً هو مِن يُنسَب إليه كلُّ السُّلطان والتَّشريع والحكم. وبذلك إنَّ مخاطبة الرّبّ كملك الكون تعني أنَّ للقادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ الحقَّ في التَّعاطي مع النَّاس كما يشاء. هو خلقهم وهم يخصُّونه. هو مالكهم، ويجب عليهم أن يخضعوا له ويكونوا تحت تصرُّفه دون قيدٍ أو شرطٍ، شاءوا أم أبوا. هذا هو بالضَّبط مفهوم معنى الله في الإسلام. يجب أن يهلك كلّ مَن لا يَقبل وحيه.
ولكنَّ ملكنا لطيفٌ ومتواضع القلب، إلهنا صبورٌ (متَّى 11: 28- 30؛ زكريَّا 9: 9). هو المحبَّة متجسِّدة في شخصه (1 يوحنَّا 4: 16). وهو أيضاً الرّوح والنُّور والحقُّ (يوحنَّا 4: 24؛ 2 كورنثوس 3: 17؛ 1 يوحنَّا 1: 5 وآيات أخرى). فهو يكشف كلَّ نجاسةٍ وكلَّ كذبٍ وكلَّ عصيانٍ. لا يبقى شيءٌ خفيّاً أمامه. ملكنا يُناضل في سبيل الحقِّ والعدالة (يوحنَّا 14: 6؛ 17: 17). له جلال الله وكلُّ مجده وسموِّه وسلطانه (متَّى 16: 27؛ 24: 30؛ 25: 31؛ مرقس 8: 38؛ 13: 26؛ لوقا 9: 26؛ 21: 27 وآيات أخرى). فيليق بملوك جميع الأمم على الأرض أن يُنكروا أنفسهم
ويَقبلوا ملك الملوك ويكرموه ويُقبِّلوه (مزمور 2: 10- 12).
مَن لا يقبل ملك الملوك جميعاً يُقصي نفسه عن ملكوته فيُعلن الحرب على الملك الإله. مَن عساه يكون غبيّاً حتَّى يتمرَّد على ممثِّل الله المزوَّد بسلطانه؟ إنَّ تمرُّد الناس على ربِّهم يجري في عروقهم. يريدون أن يكونوا أحراراً ليعملوا ما يشاءون بدون الله، وهم بذلك يُهلكون أنفسهم.
ضدّ المسيح ونبيُّه هما ممثِّلا ثورة الناس المكتملة التَّطور والشَّيطانية النُّفوذ ضدّ خالقه، وهلاكهما محتومٌ.
يدعو السَّطر الثَّالث مِن ترنيمة الغالبين بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي جميع المخلوقات إلى السُّجود لله القدير، ربّ وملك جميع الأمم.
إنَّ سلطان الله بعد موت ابنه الكَفَّارِيّ مؤسَّسٌ على نعمةٍ لا حدود لها. والإستجابة الملائمة الوحيدة لذلك هي أن نُكرم الله ونشكره. فمَن يرتجف أمامه ويخافه مِن كلِّ قلبه ومِن كلِّ نفسه ومِن كلِّ قوَّته يعبده بضميرٍ صالحٍ ويُوْدِعه نفسَه وعائلتَه وكنيستَه. فكلُّ سجودٍ صادقٍ منَّا للرّبّ يتضمَّن التَّسليم التَّام لإرادتنا وخططنا ووقتنا ومِلكنا. فتفحَّص إذاً نفسك: مَن تخصُّ؟ هل أنت عبدٌ لرغباتك وأحلامك وأهوائك؟ أو هل أنكرت نفسك وحملت صليبك وتبعتَ يسوع الذي هو مشيئة الله المتجسِّدة في إنسانٍ؟ كم يُخيفك المرض أو النَّاس أو الشَّياطين أو موتك؟ لا تخشَ أيَّ مخلوقٍ كان، فخالقك وربُّك قادرٌ عَلَى كُلِّ شَيءٍ. ما هو عمق إجلالك لله في قلبك؟ إنَّ وعي مخافة الله في وضعيَّة السُّجود هو الأساس الصَّحيح لمحبَّة الله مِن كلِّ قلوبنا، ومِن كل نفوسنا، ومِن كلِّ قوَّتنا. الذي لا يخاف الله يُحبُّه قليلاً. ينبغي أن نخاف الله ونحبَّه كي نمجِّد اسمه ولا نُخطئ. مَن يتذوَّق معنى قداسة الله كإشعياء الكاهن (إشعياء 6: 1- 7) يصبح منكسر القلب بسبب سموِّ الله وجلاله، ولكنَّه في الوقت نفسه يتحرَّر لتسبيح الله بعمقٍ على نعمته وأحكامه (لوقا 5: 8- 10).
هل فكَّرتَ جدِّياً كيف تقدر أن تمجِّد خالقك وربَّك وديَّانك ومخلِّصك وفاديك؟ يعيش الإنسان غير الرّوحاني غالباً لأجل نفسه وفقاً لأفكاره ولتكريم ذاته. إنَّ هذه الأنانية المَرَضيَّة ستُغلَب بواسطة معرفة الله في قوّة الرّوح القُدُس. ادرس طُرُق الرّبّ في العهدين القديم والجديد فيُصبح هو مركز تفكيرك وغاية حياتك. إنَّ قوَّته وحقَّه ومحبَّته وكيانه وصبره كجدولٍ عظيمٍ يروي صحراء قلبك ويجعله مثمراً.
يريد الله أن يحوِّلك إلى صورته (تكوين 1: 27- 28). ليس بكلامك وفكرك فقط ينبغي أن تُكرم الله القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ، بل يمكن كيانَك كلَّه أن يعكس محبَّته وسموَّه. علَّمنا يسوع أنَّ أوَّل طلبة في الصّلاة الرّبّانية هي أن يتقدَّس اسم الآب. أن يولد له أولادٌ روحنيّون كثيرون كنجوم السّماء. وبواسطة الرّوح القُدُس يحملون الطبيعة الإلهية الموروثة فيهم، ويُمجِّدون أباهم بواسطة الإيمان والمحبَّة والرَّجاء أكثر فأكثر. إن شئتَ أن تمجِّد الآب والابن في حياتك فاطلب نعمة روحه القدّوس كي يحوِّلك إلى صورة أبيك السَّماوي وابنه. ضع نفسك كلِّياً تحت تصرُّفه لأنَّه مستحقٌّ ذلك. وجِّه حياتك كلَّها باتِّجاهه كما زهرة عبَّاد الشَّمس موجَّهةٌ دائماً نحو الشَّمس، وعِنْدَئِذٍ تحمل أشعَّة محبَّته ثمار روحه.
يظهر امتياز تمجيد الله بواسطة جميع أعمالنا (متَّى 5: 16, 48) ليس في أوقات اليسر فقط، بل بخاصَّةٍ في الإضطهاد تحت التَّعذيب الوحشي والملاحقات. ففي الصّين الشُّيوعية مثلاً تنمو الكنيسة المكبوتة بأقصى سرعةٍ.
ليس الكلام وحده هو الذي يُمجِّد الثَّالُوْث الأَقْدَس، بل تُعبِّر الخدمة والمساعدة واحتمال الأعباء بنقاوة وغبطة وتلقائية في كثير مِن الأحيان بطريقة أقوى مِن كلامٍ كثيرٍ. إنَّ صبر القدّيسين خلال الإاضطهاد هو عظةٌ في ذاته.
بعدما مجَّد المرتِّلون بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي بقيثاراتهم الرّبّ كالملك القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ ومالك جميع النَّاس، ونطقوا بالأعمال العظيمة وشهدوا لإرشاده وأحكامه أنَّها طرقٌ عادلةٌ، يستغرقون في أسباب سجودهم.
فيعترفون أنَّ الرّبّ وحده قدّوس. ويتضمَّن هذا الإعتراف الإبن والرّوح القُدُس لأنَّ جميعهم واحدٌ. فمحبَّتهم وتواضعهم ووداعتهم ونكرانهم للذَّات وصبرهم وأمانتهم هي سرُّ اتِّحادهم وانسجامهم الأبديَّين.
لا يقيم في الله المُثَلَّث الأَقَانِيْمِ أيُّ ظلمٍ أو استكبارٍ أو كذب. الله وكلمته حقٌّ لا زيف فيه. ليس فيه غشٌّ ولا خداع. هو حقٌّ تامٌّ ومحبَّةٌ أبديَّةٌ.
إلهنا بلا خطيَّةٍ وقدّوس وبارٌّ. عاش يسوع بيننا، ويحيا اليوم مع أبيه بدون مكرٍ لأنَّه طاهرٌ وقدّوس. روح الرّبّ حقٌّ ومحبَّةٌ مقدَّسة. وهو يُحيينا بحياته ويُشركنا في قوَّته العظيمة التي لا تنقطع أبداً.
إنَّ كون الله بلا لومٍ هو أحد أسرار وجوده وترس الحماية المشعُّ لمحبَّته. وخلوّه مِن أيِّ خطيَّةٍ أكثر إشراقاً ولمعاناً مِن البرق وهو يدين جميع المخلوقات. تُغطِّي الأربعة الحيوانات الحيَّة التي عند عرش الله وجوهها وأجسادها دائماً بأجنحتها كي لا تُقتَل وتُباد بقداسة الله؛ وهي تعترف نَهَاراً وَلَيْلاً بخلاصة إدراكها وفهمها قائلةً: قدّوس قدّوس قدّوس, الرّبّ الإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ, الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي (رؤيا 4: 8).
وبما أنَّ الله قدّوس فهو يريدنا أن نكون قدِّيسين أيضاً. وكلمته أمرٌ لنا: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قدّوس (لاويِّين 11: 44؛ 19: 2؛ 1 بطرس 1: 16). بدون أن نتقدَّس بدم المسيح وروحه لن نرى الآب (عِبْرَانِيِّيْنَ 12: 14؛ متَّى 5: 8) لأنَّه لا يقدر أن يحتمل حياتنا المنجَّسة بالخطيَّة (1 يوحنَّا 1: 5 وآيات أخرى).
في نور الله جميع الأديان والأصنام والأباطرة والرُّؤساء والباباوات والقسوس نجسون. حتَّى مريم لم تكن قدّوسةً بذاتها. الناس كلُّهم يُخطئون ويكذبون وهم نجسون. قداسة الله وحدها قادرةٌ أن تُخلِّصنا وتُقدِّسنا، أن تُطهِّرنا وتحفظنا أنقياء طاهرين. يُقدِّسنا الله بالنِّعمة وحدها كي نمجِّد اسم الآب.
كانت معرفة قداسة الله قد تعمَّقت في المرتِّلين بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي بواسطة الكثير مِن الألم والعذاب. فهُم عاشوا في وسط القذارة والنَّجاسة والخطيَّة والتَّجديف التي صبَّها عليهم روح ضدّ المسيح ونبيّه الكذَّاب. ولكنَّ الشُّهداء أغلقوا الباب في وجه التَّلوُّث، ولم ينفتحوا إلاَّ لقداسة الثَّالوث. وهكذا حُفظوا في يد المسيح وفي سلطان روحه.
مجَّد المرتِّلون بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي الله المُثَلَّث الأَقَانِيْمِ ببيان إيمانٍ مدهشٍ كان مخالفاً كلِّياً للواقع على الأرض. شهدوا قائلين: جَمِيعُ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ!
نختبر في أيَّامنا الحاضرة التَّقدم السَّريع لمزج الأديان المتعدِّد الثَّقافات الذي يهدف إلى مزج الأديان المتعارضة وإقامة روحيَّة جديدة لعالمٍ جديدٍ بدون الله. وما إذا كان هذا التَّطور سيتَّخذ شكل نظام اشتراكي أو ديمقراطي أو دكتاتوري أو ملكي تقليدي ليس أمراً محسوماً. ولأنَّ العالم قد أصبح متقارباً جدّاً كقريةٍ واحدةٍ والأمم ستصبح في صفٍّ واحدٍ سواء شاءت أم أبت، جعل التلفزيون والإنترنت وسيل مِن وسائل الإعلام المطبوع سم الدِّعاية غير النَّابعة مِن الله يقطر في جميع البيوت والقلوب.
توجد اليوم 192 دولة تتضمَّن 11874 جماعة عرقيَّة ذات 6528 لغة، دون أن نأخذ بعين الإعتبار مزيج الشُّعوب في شعب العهد القديم. وسوف يُمنع التَّبشير والإرساليات التبشيرية بحسب أنموذج زمن النِّعمة بصرامة أشد فأشد بوصفها غير مرغوب فيها باسم "الطُّمأنينة" و"السَّلام بين الأديان العالميَّة". في عهد ضدّ المسيح ستُتَّخذ إجراءات ضدّ كلِّ مناداةٍ علنيَّةٍ بالإنجيل بوصفها جريمة سياسيَّة، وسيتمُّ التَّخلُّص مِن معظم المسيحيّين النَّاشطين. ولكنَّ روح المسيح يهبُّ حيث يشاء وتسمع صوته ولكنَّك لا تستطيع أن تُخبر مِن أين يأتي ولا إلى أين يذهب (يوحنَّا 3: 8). وحتَّى في أشدِّ ضيقات الإضطهاد لن تتوقَّف أعجوبة تبشير الأمم. ستمتد الحياة الرّوحية لتخترق الحواجز على نحوٍ لا يُقاوَم بالرَّغم مِن الحجاب المضاد للمسيحية الذي يغطِّي الأرض.
ولكن لا تزال عند الله إمكانيات أخرى لتنفيذ إرساليته العالميّة عند انتهاء زمن النِّعمة. ستكون أحكام دينونة الله مدمِّرة ومحقِّقة أهدافها ومتقدِّمة باستمرارٍ حتَّى إنَّ الجماهير ستُدرك وتتحقَّق أنَّ جميع الأصنام والتَّعاويذ والأرواح والتَّمائم والضَّمانات، بل وجميع الأباطرة والزُّعماء والوجهاء أيضاً هم مجرَّد أصفار لا حول لها ولا قوّة. حتَّى ابن الشِّرير ونبيُّه الكذَّاب سيقعان في حيرةٍ عظيمةٍ. ستفتح أحكام الرّبّ المقبلة أعين أناسٍ كثيرين ليُدركوا عقم إيمانهم بالتَّقدُّم ويرفضوا المكاسب التكنولوجيّة أو علم التركيب الوراثي أو المحطَّات الفضائيَّة كونها غير منتِجة. ولسوف تُسحَق أنانية الإنسان وجبروته السَّاذج وبراعته وتُمرَّغ في التُّراب حين تهزُّ أحكام القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ أساس وجودنا.
عِنْدَئِذٍ سيحاول كثيرون لا حصر لهم مِن الباقين أن يتوبوا، ليس حبّاً لله وحَمَله، ولا إيماناً به، بل بسبب الهلع والخوف المُطْبِق مِن قداسة وجلال ملك الأمم. سيتوب النَّاس ويسجدون له. والسُّجود للرّبّ بسبب الكرب وبالخوف والإرتعاد مِن الله هو مع ذلك أفضل مِن أيِّ تأليه أو عبادة للإنسان مضادة للمسيحية أو إلحاد ساذج.
ينبغي أن نطلب بشجاعةٍ نعمة التَّوبة لأجل شعوبنا في الأَيَّام الأَخِيْرَة كي يهربوا "جميعاً" إلى الخالق والديّان القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ ويلتمسوا النّجاة مِن أحكام دينونته. وطالما أنَّ الباب المؤدِّي إلى الله مفتوحٌ جزئيّاً، فالغرض مِن عقوبات الله القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ هو توبة الأشرار. مَن يسجد لربِّ الأرباب سيشرب مِن ينبوع برِّه وقد يبرأ.
إذاً ليس علينا أن نصلِّي مشكِّكين ونتفرَّس في الوقائع الحاضرة المضادّة للمسيحيّة، بل أن ننضمَّ إلى المرتِّلين الحكماء بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي. فهؤلاء الغالبون يشهدون ببسالةٍ وإصرارٍ لاجتماع الأمم "جميعها" للسُّجود إلى الله وحَمَله.
إنَّ وجودنا مبنيٌّ على الشَّريعة. ومقياس حياتنا هو الله. هو شريعتنا. تعني "الشَّريعة" أيضاً في اللُّغات السَّاميَّة "الحقّ". وقد شهد يسوع قائلاً: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ (يوحنَّا 14: 6). فشهد بذلك أنَّ بسلوكه الأخلاقي
بلغ حُكم الله المقدّمة. كلام المسيح روحٌ وحياةٌ وحقٌّ. مَن "يأكل ويشرب" كلامه، مَن يستوعبه جيِّداً يتحوَّل إلى صورة محبَّته وصبره ووداعته.
لقد علَّمنا موسى شريعة الرّبّ المبنيَّة على محبَّة الله وقداسته. وشريعة موسى هذه كان يسوع قد مثَّلها وجسَّدها لنا في حياته وأتمَّها. يريد روح الحقِّ أن يحفر وصايا يسوع الخمسمائة الموجودة في الأناجيل الأربعة في ضمائرنا وينفِّذها في حياتنا.
أمَّا مَن يُغلق ذهنه على كلمة يسوع وروحه باستمرارٍ فهو مُدانٌ وهو لا يؤمن بابن الله (يوحنَّا 3: 18، 36). إنَّه يرفض حكمه ومخلِّصه الوحيد مِن غضب الله. فيختار حكم الله العادل على خطاياه ويبقى تحت غضب الله القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ. لقد أبطل يسوع ذنب كلِّ إنسانٍ. أمَّا مَن يرفض موته الفدائي الأبدي الفعالية فهو يدين نفسه. ستفحص قداسة الله هؤلاء الناس المتقسِّين فحصاً دقيقاً وتحرقهم (يوحنَّا 16: 7- 11).
أحكام الله مبرَّرةٌ. أحكامه صائبةٌ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ ما عدا يسوع. هو وحده يُنقذنا مِن حُكمنا ويُغيِّرنا إلى محبَّته مِن داخل قلوبنا وحكمته وحقِّه. بيسوع وحده نصبح أبراراً. به نكون ونبقى مقدَّسين. هو رجاؤنا.
رأى المرتِّلون بِجَانِبِ البَحْرِ الزُّجاجي وأدركوا في عمق أحكام الله برَّه الذي لا يتغيَّر. سجدوا لله القادر عَلَى كُلِّ شَيءٍ بسبب أحكامه المقبلة. كانوا مقتنعين بأمانته وعقوباته وحكمه بطريقةٍ دفعتهم إلى تمجيده مقدَّماً بسبب قراراته المقدَّسة. كانوا قد اختبروا شرور وأكاذيب وجرائم ضدّ المسيح ونبيّه الكذّاب وتألَّموا منها، ولكنَّهم قاوموها. وأدركوا المرامي الخفيَّة للطغيان المضادّ للمسيحيّة في جميع الأمم. بدا كأنَّ ابن الشِّرير سيغلب بواسطة خداع الجماهير وتغيير الشَّريعة. ولكنَّ الشُّهداء آمنوا بانتصار الحمل الموعود به وحقِّه الكريم. لذلك سبَّحوا مقدَّماً مؤمنين أنَّ أحكام الله عادلةٌ وشريعته ستسود.
إنَّ حكم ضدّ المسيح قصير الأمد. بعدئذ ستحاول الأمم جميعاً مرتعبةً أن ترجع إلى خالقها وديَّانهها وتسجد له لأنَّ أحكامه لا عيب فيها وعادلة (مزمور 89: 1- 9).