Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
جام الغضب الثَّاني البحر يُصبح دماً
(رؤيا 16: 3)
3ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّانِي جَامَهُ عَلَى الْبَحْرِ, فَصَارَ دَماً كَدَمِ مَيِّتٍ. وَكُلُّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَاتَتْ فِي الْبَحْرِ.


حوَّل جام غضب الملاك الثَّاني البحر إلى دمٍ. ويُذكِّرنا هذا بالضَّربة الأولى في مصر (خروج 7: 14- 25) وضربة البوق الثَّاني في سفر الرّؤيا (رؤيا 8: 8- 9). ولكنَّ الكارثة بعد بوق الدَّينونة الثَّاني كانت مقتصرةً على ثلث البحر الذي صار دماً. فمات عِنْدَئِذٍ ثلث المخلوقات التي في الماء "فقط"، وغرق ثلث السُّفن "فقط". وفي تفسير حكم الدَّينونة هذا يذكر بعض المفسِّرين انفجار بركان جبل فيزوف في إيطاليا بتاريخ 24 آب 1979 حين صبغت حممه، وفقاً للتَّقارير الصَّادرة حِيْنَئِذٍ، قسماً كبيراً مِن خليج نابولي باللَّون الأحمر النَّاري، فقتلت الكثير مِن الأسماك، وأحرقت العديد مِن السُّفن.
ولكن مِن خلال دينونة جام الغضب الثَّاني في رؤيا يوحنَّا أصبح البحر بأكمله دماً وماتت كلُّ نفسٍ حيَّةٍ فيه. يدلُّ هذا التَّفاقم مِن تضرُّر الثلث إلى تضرُّر الكلّ على التَّشديد مِن أحكام البوق إلى جام أحكام الغضب. إنَّ غضب الله عظيمٌ وقصاصه شاملٌ ونهائيٌّ
صيد السَّمك هو مورد رزق الكثيرين مِن النَّاس. ويمكن القول، على سبيل المجاز، إنَّ البحر قد أصبح في الوقت الحاضر برميل نفايات الدُّول الصِّناعية. والنِّفايات السَّامة تُحْدِث تغييراتٍ أساسيّة في الحياة في المحيطات أو تُعْدِمُها أكثر ممَّا نريد أن نَعْلَم. فعوامل مياه البواليع وحدها قادرة على سلخ حراشف الأسماك كلِّها لملايين الأسماك، أو تحويل الألوان البرَّاقة للأعشاب والطَّحالب البحريَّة. وفوق ذلك كلِّه ينصب المطر الحمضي في النِّهاية في البحر الذي أصبح مزبلة البشر.
إنَّ الحقيقة أنَّ البحر صار دماً جديرةٌ أن تُذكِّر أتباع ضدّ المسيح بالدَّم المسفوك لكثيرين مِن أتباع المسيح الذي يصرخ إلى السّماء داعياً إلى معاقبة الذين لم يقبلوا كفَّارة المسيح.
لا نعلم هل البحر الأبيض المتوسِّط وحده هو الذي سيضربه جام الغضب الثَّاني أم سائر المحيطات. مهما يكن الأمر ستفسد عطل الكثيرين مِِن السّياح على البحر الذي ينتن بدم متخثر كي يُعيدوا النَّظر ويتوبوا في اللَّحظة الأخيرة.

الصَّلَاة
أيّها القدّوس، نسجد لك، لأنّ دم شهدائك صارخة إلى السّماء مثل دم هابيل القتيل من طرف أخيه قايين، فأنت منتقم للآثام بالعدل، وتُهزّ الخطاة الذين لا يتوبون، فتصير أسس حياة أتباع ضدّ المسيح واهية، لا تتقوّى سوى بالرّجوع إليك. آمين.